تنشر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني موضوعاتها للمؤتمر اﻠ20 للحزب الشيوعي اليوناني، الذي سيعقد من 30 آذار/مارس حتى 2 نيسان/أبريل 2017، أي بعد مضي أربع سنوات على انعقاد المؤتمر اﻠ20 كما ينص نظامنا الداخلي.
إننا نمتلك منذ المؤتمر اﻠ19 برنامجاً جديداً معبراً عن استراتيجية الحزب التي عولجت من أجل السلطة العمالية، و الاشتراكية، مانحاً التوجيهات من أجل نشاط الحزب الريادي في جميع الظروف.
لقد لاقى البرنامج الذي أقرَّ في المؤتمر اﻠ19 للحزب الشيوعي اليوناني كما و كافة مقرراته، قبولاً واسعاً في صفوف الحزب و الشبيبة الشيوعية، كما و ضمن أتباع وأصدقاء الحزب و على نطاق أوسع ضمن القوى العمالية الشعبية داخل المجتمع اليوناني.
حيث يؤكَّد هذا القبول عبر الممارسة من خلال النشاط الهام الذي طوره الحزب و الشبيبة الشيوعية على أساس قرارات المؤتمر اﻠ19.
و على الرغم من ذلك، فإن هذا الاتفاق القوي مع قراراتنا، كما و العمل الذي جرى تطويره في جميع مجالات نشاط الحزب في إطار محاولات تنفيذها، لا تقودنا نحو الرضا عن النفس و الاكتفاء الذاتي، و أكثر من ذلك، نحو عدم القلق حول أوجه الضعف و القصور، و كيفية و مدى استيعاب و خدمة برنامج الحزب و نظامه الداخلي على نحو أفضل عبر نشاطنا.
و أبعد من ذلك، فإن الحياة نفسها، و التطورات في الداخل والخارج، و مسار الحركة العمالية الأممية واليونانية، و نشاط الحزب و الشبيبة الشيوعية، بحد ذاته، و إجمالاً مسار الصراع الطبقي، "يخلقون" معاً و باستمرار عناصر جديدة يتوجب رصدها بمثابرة وأخذها بعين الاعتبار أثناء نشاط الحزب.
حيث باستطاعة هذه العناصر الجديدة أن تخلق مصاعب جديدة، ولكنها و بالتوازي مع ذلك، تخلق إمكانيات جديدة، على الرغم من عدم رؤية ذلك بالعين "المجردة".
و تحدد التطورات الدولية والمحلية الاقتصادية - السياسية التي وقعت في السنوات التي تلت المؤتمر اﻠ19 حتى اليوم، كما و الاستنتاجات والخبرة المستشفة منها والمهام المنبثقة من تحليلها و دراستها، إلى حد كبير، ماهية محتوى موضوع المؤتمر اﻠ20.
حيث نسعى ضمنه إلى إعطاء -أفضل ما بوسعنا- من إجابات، وتفسيرات، و تنبؤات، كما و توجيهات مبنية عليها خلال الفترة التالية.
إن الهدف الأساسي لموضوعات اللجنة المركزية للمؤتمر اﻠ20 و للنقاش الذي سيجري داخل الحزب عند نشرها، كما و هدف القرارات النهائية للمؤتمر، هو فولذة الحزب و شبيبته مع جميع النواحي الأيديولوجية و السياسية و التنظيمية، باعتباره حزب الانقلاب الثوري.
إن هذه الفولذة هي عبارة عن مقدمة ضرورية لكي نتمكن من إنجاز المهام المعقدة من أجل إعادة تشكيل الحركة العمالية، والكفاح ضد الحرب الإمبريالية، وبناء التحالف الاجتماعي ضمن اتجاه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات، بهدف تحقيق السلطة العمالية.
و على عملية الفولذة هذه ستعتمد قدرة الحزب على إعداد الجماهير العمالية الشعبية من أجل المهام المذكورة، عبر تطوير الحركة العمالية الشعبية وتعزيز تحالف الشرائح الشعبية ضمن توجُّه نحو القطع مع النظام الرأسمالي و إسقاطه.
و هو ما ينطبق على نحو أكبر على ظروف حيث تبدو كافة الأمور، إما ساكنة أو في تحرك ببطء أو حتى في تقهقر، تجاه هدف السلطة العمالية الشعبية.
إننا نحاول عبر الموضوعات، القيام بأكبر تفصيل ممكن لجوانب الإعداد المذكور أعلاه و للنشاط الذي يخدمه.
كما و نحاول أن نميز الصعوبات التي نواجهها اليوم، و التنبؤ أيضا بصعوبات جديدة محتملة ضمن عملية تطوير الصراع الطبقي في بلادنا ودوليا، و ضمن الحركة الشيوعية والعمالية الأممية.
و في الوقت ذاته نقوم بالطبع، بامتلاك ناصية القدرة و الجهوزية للاستفادة من أي إمكانيات صغيرة أم كبيرة تنشأ خلال منعطفات و منحنيات الأحداث التاريخية.
و نقوم بتحليل المقدمات اللازمة للمضي قدماً على نحو منظم و زاخم مع إقدام شيوعي و مسؤولية و يقظة عبر:
● بناء منظمات حزبية تعمل في "السراء والضراء" في مواقع العمل والقطاعات الاستراتيجية.
● تطوير شبكة من المنظمات الحزبية في كل مكان حيث"ينبضُ قلبُ" الطبقة العاملة والشرائح الشعبية.
● تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني و الشبيبة الشيوعية اليونانية من أجل لعب دورهما الطليعي.
● توسيع مدى نفوذ الحزب باضطراد في صفوف الجماهير الشبابية العمالية الشعبية المعبرة عن عدم الرضا تجاه النظام الرأسمالي و تجاه الفقر والبطالة الذي "يلدهما"، ولكن أيضا ضد جميع مديري الاقتصاد الرأسمالي، و النظام السياسي البرجوازي الفاسد والمتعفن، أي ضد الدولة البرجوازية.
● القيام بعمل رائد لإعادة تشكيل الحركة العمالية.
● تعزيز التحالف الاجتماعي للعاملين في القطاع الخاص والدولة مع المزارعين الكادحين وغيرهم من صغار الكسبة، مع إيلاج مضطرد لقوى شبابية و نسائية متحدرة من أصول شعبية ضمن صفوف التحالف.
وبالإضافة إلى المسائل ذات الصلة ﺒ"رسم خريطة" الوضع في الداخل والخارج، تتمحور مواضيع المؤتمر اﻠ20 حول استعراض نشاط اللجنة المركزية والحزب كله، و حول المهام الجديدة و برمجة النشاط حتى المؤتمر اﻠ21، كما و انتخاب لجنة مركزية و لجنة رقابة مالية مركزية، جديديتين.
حيث يتكثف المحتوى الرئيسي لموضوع المؤتمر اﻠ20 في ما يلي:
"تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني من كافة النواحي أمام مهمة إعادة تشكيل الحركة العمالية وتطوير التحالف الاجتماعي في توجه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات و في النضال ضد الحرب الإمبريالية، من أجل السلطة العمالية".
و تشكل 4 فصول كبيرة نص الموضوعات التي تحتوي أيضاً على عناوين و أقسام جانبية.
يتناول الفصل الأول التطورات الجارية في النظام الإمبريالي الدولي ويتضمن تقييمات التطورات الاقتصادية الاجتماعية في العالم في نهاية العقد الثاني من القرن اﻠ21.
و يميز مجالات تفاقم المزاحمات الإمبريالية البينية و زيادة الصدامات المحلية والإقليمية و مخاطر اندلاع حرب إمبريالية أكثر عمومية في ظروف تنامي تدفقات اللاجئين والهجرة من ضحايا الحروب.
حيث تتمظهر فوق هذه الأرضية، أيضاً، عمليات تكييف و عصرنة الآليات القمعية للدول البرجوازية و لاتحاداتها الدولية.
و يتناول الفصل الثاني موقع اليونان في النظام الرأسمالي الدولي، و موقعها داخل الاتحاد الأوروبي و علاقة العامل القومي و الدولي ضمن التطور الرأسمالي والصراع الطبقي.
ويتعلق الفصل الثالث بتقييم التطورات الحالية في اليونان، و على حد السواء، الجارية منها في الاقتصاد اليوناني، و في وضع الطبقة العاملة وغيرها من الشرائح الشعبية. ويُقيِّم سياسة الحكومة، كما و أيضا مسار إعادة صياغة النظام السياسي البرجوازي ضمن منحى تطورها، لا سيما في السنوات الأربع الماضية.
ويتناول الفصل الرابع استعراض النشاط الجاري اعتباراً من المؤتمر اﻠ19، كما و المهام الجديدة للحزب والشبيبة حتى المؤتمر اﻠ21 القادم.
و يركز على الاستعراض الإجمالي لعمل أربع سنوات في تعزيز الحزب و الشبيبة الشيوعية اليونانية و محاور مداخلة الحزب الأيديولوجية السياسية، وإعادة تشكيل الحركة العمالية، و مسار التحالف الاجتماعي.
حيث يُسعى من خلال هذا الاستعراض، إلى تسليط الضوء على نحو أفضل حول مسألة علاقة الحزب – الحركة. و ينشغل هذا الفصل على نحو خاص بمسار البناء الحزبي، و إعادة النشر التنظيمي للقوى الحزبية، ومسألة الكوادر، و مالية الحزب والوضع في الحركة الأممية الشيوعية و نشاط و تعاون الحزب الشيوعي اليوناني مع أحزاب شيوعية و عمالية أخرى في العالم. و يجري تقييما ملخصا شاملا لأداء اللجنة المركزية و لمقترحاتها حول الفعاليات الجديدة المبرمج لها حتى المؤتمر اﻠ21.
إن عام إجراء المؤتمر اﻠ20 يتزامن مع ذكرى اﻠ100 عام على ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى سنة 1917 في روسيا، التي ترأسها حزب لينين، و هي التي مهدت الطريق للطبقة العاملة وشعوب العالم للمطالبة بالسلطة و للظفر بها بأيديها.
و بمعزل عن الأخطاء ونقاط الضعف وأوجه القصور، و خاتمة الثورة المضادة و الانتكاس التاريخي، فالمهم هو أن الجليد قد كُسر وخط الملاحة قد فتح ومعالم الطريق قد بانت.
و يُكمل الحزب الشيوعي اليوناني، أيضاً في عام 2018، 100 عام من حياته و نشاطه منذ تأسيسه في بيرياس في تشرين الثاني/نوفمبر 1918. إننا بصدد مسار بقي الحزب خلاله، منتصب القامة و مثبتاً "حضوره" في جميع نضالات الشعب، منيراً لدرب الصراع من أجل مجتمع جديد، من أجل التحرير النهائي للطبقة العاملة، وإلغاء استغلال الإنسان للإنسان، من أجل الاشتراكية - الشيوعية.
وفي الوقت نفسه، فإن الحزب الشيوعي اليوناني يثبت عبر طابعه الثوري الخاص و نشاطه، أنه أكثر الأحزاب فتوة على الرغم من مساره المئوي:
لأن ما يعلنه الحزب حول علاقات الملكية، و جميع العلاقات الاجتماعية، والتنظيم الاجتماعي إجمالا، هو الجديد، و الضروري و التقدمي الوحيد من أجل مستقبل البشرية.
لأن أول مشروع تاريخي لبناء المجتمع الاشتراكي - الشيوعي، أي أول محاولة له، أثبتت هذا الإتجاه على الرغم من واقعة عدم امتلاكها لقوة داخلية وخارجية من أجل تحقيق الغلبة النهائية.
وتدعو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، أعضاء الحزب و الشبيبة الشيوعية لدراسة الموضوعات، و للإسهام في تحسينها عبر التفكر و طرح مقترحات و إملاءات، لكي تبلور القرارات النهائية الخبرة الغنية الفردية و الجماعية، التي جمعت على مر هذه السنين.
هذا و يشتمل حوار ما قبل المؤتمر، و بالضرورة، مناقشة الموضوعات بغرض جمع الآراء والتعليقات من أصدقاء الحزب و أتباعه، و من كل مناضل ومناضلة ممن يتفهمون ضرورة حزب شيوعي يوناني أقوى بكثير، بمعزل عن آرائهم الجانبية.
أي ضرورة حزب شيوعي يوناني ذي مواقف عولجت علمياً، حزب قوي في الكفاح من أجل إعادة التشكيل الضروري للحركة، و في النضال ضد الاستغلال والحروب الامبريالية والفقر، والنضال من أجل بناء تحالف اجتماعي في توجه مناهض للرأسمالية و الإحتكارات، من أجل تحقيق الإنقلاب الاجتماعي و السلطة العمالية.
