Skip to content

النص الأول: الحزب باعتباره مرشد حركة العمال الثورية و التحالف الاجتماعي في الصراع من أجل الاشتراكية – الشيوعية التقرير والاستنتاجات من عمل اللجنة المركزية والحزب بأكمله منذ المؤتمر اﻠ20 و حتى اﻠ21

الحزب باعتباره مرشد حركة العمال الثورية و التحالف الاجتماعي في الصراع من أجل الاشتراكية – الشيوعية التقرير والاستنتاجات من عمل اللجنة المركزية والحزب بأكمله منذ المؤتمر اﻠ20 و حتى اﻠ21
Date:
ديسمبر ٢٩, ٢٠٢٠
21_Theses1

مُقدِّمة

1. جمع الحزب في مجال الصراع  الأيديولوجي - السياسي و مداخلته في النضالات العمالية والشعبية، خبرة هائلة تزيد عن 100 عام.  هي خبرة تبلورت بنحو أكثر نجاعة و جوهرية في الثلاثين عاماً الماضية، عندما خاض الحزب الشيوعي اليوناني، لأول مرة منذ تأسيسه عام 1918، معتمداً على قواه الخاصة، المعركة من أجل الحفاظ على هويته الشيوعية. و دُعي إلى إعادة التشكيل وإعادة التنظيم ومواصلة التطور اﻷبعد في ظروف الغلبة الكامل للثورة المضادة في بلدان وسط وشرق أوروبا وفي الاتحاد السوفييتي نفسه، أي في الدولة العمالية الأولى خلال القرن اﻠ20. حيث خاض الحزب الشيوعي اليوناني المعركة من أجل إعادة تشكيله الثوري برنامجياً و تنظيمياً، وتشكيل أنوية وبؤر كفاحية[1] في الحركة النقابية العمالية والحركات الاجتماعية الأخرى، التي إما كانت قد اندمجت بالكامل في النظام أو تفككت.

يمتلك الحزب الشيوعي اليوناني مرجعيات تاريخية قوية. حيث لم تضِع  استمرارية الخبرة، و تمكَّن من الصمود والوقوف على قدميه مرة أخرى، و أن يقوم بخطى جديدة إلى الأمام في دراسة وتطوير النظرية، و في معالجة استراتيجية ثورية ضمن الظروف الجديدة المتحولة باستمرار في القرن الحادي والعشرين، مع قيامه بدارسة في العمق و وقوفه بثبات فوق أرضية خبرته المتراكمة لسنواته الـ 102.

و عالج الحزب برنامجه. و أثرى رؤاه البرامجية للإشتراكية - الشيوعية. و درس واستخلص استنتاجات من مسار البناء الاشتراكي، مع التركيز بنحو رئيسي على الاتحاد السوفييتي، و تتبَّع آثار أسباب انقلابات الثورة المضادة. و حاول و يحاول توسيع نفوذه الأيديولوجي - السياسي داخل الشعب. و طوَّر و يطوِّر نشاطه في الحركة الشيوعية العمالية الأممية، و في الحركة المناهضة للإمبريالية، و يسعى لفتح سُبُلٍ جديدة.

و من آراء كثيرة، فإن خبرة كل هذه السنوات اﻠ30 الماضية لا تقدر بثمن  اليوم و لهذا السبب فإن دراستها ودمجها في العمل اليومي للحزب بأكمله، حيث دخلت و لا تزال تدخل  أجيال أكثر شباباً في الصراع الطبقي الثوري، هو شرط لا غنى عنه من أجل قيام تعزيز كبير و متعدد الأوجه للحزب، على الأقل بالدرجة التي تقابل مسؤوليته التاريخية الذاتية تجاه طبقة بلادنا العاملة و شعبها، ولكن أيضاً في تجاوب و تفاعل مع الحركة الشيوعية و العمالية في منطقتنا، و أممياً.

إن وجود برنامج طليعي، مع مواقف تُثرى باستمرار على أساس التطورات المعاصرة و خبرة الصراع الطبقي الثوري، هو مقدمة هامة من أجل الوحدة الأيديولوجية - السياسية - التنظيمية وتعزيز ناجع للحزب. لقد استندت خبرة إعادة التشكيل التنظيمي في الثلاثين سنة الماضية على محاولة التطبيق الخلاق للموضوعات اللينينية بشأن حزب الطراز الجديد، الحزب الشيوعي. استندت إلى التجربة الإيجابية والسلبية من نشاط الحزب في ظروف العمل الشرعي أو السري، و غيرها. ومع ذلك، لم يكن من المستطاع الجمع بنحو متكامل بين محاولة استعادة الطابع الثوري للحزب مع الدراسة المتعمقة لمسائل اﻹرشاد ونوعية روابط الحزب مع القوى العمالية الشعبية ضمن ظروف جديدة و غير مسبوقة إلى درجة كبيرة.

و كان مطلب البناء الحزبي و تعزيز اﻷركان الإرشادية و المنظمات  الحزبية القاعدية و تعزيز الشبيبة الشيوعية اليونانية قد طُرح عبر برنامجنا و نظامنا الداخلي عام 2013، باعتباره مشكلة و شرطاً مركزياً حتى يتمكن الحزب من  التجاوب الكفؤ مع واجبه الثوري، ليصبح ما أسميناه "حزب السرَّاء و الضراء".

مضت للآن حوالي 8 سنوات على المؤتمر اﻠ19 و على النشر الجديد للقوى الحزبية، و  على إقرار النظام الداخلي الجديد، وكذلك انقضت 4 سنوات على المؤتمر اﻠ20 حيث حددنا مشاكل العمل الإرشادي و خلُصنا إلى مقترحات و تخطيط طويل اﻷجل من أجل ترقيته. إن ذلك وقتٌ كافٍ للنظر إلى أين وصلنا، وإلى أي مدى تقدمنا نحو الأهداف التي حددناها، و أن نقيم الخبرة الإيجابية أو السلبية المكتسبة.



[1]    إننا لا نقصد بمصطلح نواة – أنوية  منظمات الحزب القاعدية، بل مجموعة من أعضاء الحزب أو غيرهم من العمال الناشطين بنحو طليعي منسق في موقع عمل ما، من أجل تطوير النضالات وتعزيز الصراع الطبقي.

في أي ظروف ينشط الحزب اليوم

2.إن الحزب و باعتباره جزءاً من الحركة الشيوعية الأممية، يخوض إحدى أصعب فترات تاريخه. هي فترة سارٍ عِبرها - بعد 30 عاماً من غلبة انقلاب الثورة المضادة على أول المشاريع التاريخية للانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية  الشيوعية - وجودُ و تعمُّق التناقض الكبير التالي: فمن ناحية، يقود التناقض القائم بين الطابع الاجتماعي للعمل والاستحواذ الرأسمالي على جزء كبير من نتائجه، إلى تدمير جزء هام من القوى المنتجة، مع تمظهر أزمة اقتصادية جديدة قبل اقتراب مرحلة الانتعاش من مستوى إنتاج ما قبل اﻷزمة. و يُحافظ الاقتصاد الرأسمالي على معدلات عالية للبطالة والعمل بدوام جزئي والتشغيل الجزئي إجمالاً، أيضاً في مرحلة الانتعاش. و يقود إلى تدمير جماعي للقوى البشرية والمادية، بسبب غياب البنية التحتية اللازمة للحماية من الظواهر الطبيعية، و نقص البنية التحتية و غيرها من تدابير حماية الصحة، على الرغم من الإمكانيات التكنولوجية الكبيرة. و بدلاً من أن يؤدي التطور التكنولوجي والرقمنة والعمل عن بعد وما إلى ذلك، إلى تقليل عام لوقت العمل، فهي تُستخدم من أجل تكثيف وزيادة درجة الاستغلال، و من أجل تنفيذ أشكال جديدة من التلاعب بالوعي. و تنشأ مشاكل متفجرة من  تدفقات اللاجئين القوية، الناجمة عن بؤر الحروب الإمبريالية المديدة اﻷعوام، واحتدام المزاحمات بين الدول الإمبريالية، في حين جليٌ الآن هو اتجاه إعادة التراتبية في الهرم الإمبريالي.

و من ناحية أخرى، يستمر التراجع الكبير للحركة العمالية - والحركة الشيوعية - والتي تشهد في بعض الأحيان طفرات و ردود أفعال أكثر جماهيرية، غالباً بمطالب تضليلية أو رجعية. و تتأخر على المستوى الأممي، في أهم بلدان النظام الرأسمالي الدولي، عملية إعادة تشكيل الحركة النقابية العمالية، و أكثر من ذلك بكثير تتأخر إعادة البناء الثورية والأيديولوجية - السياسية للحركة الشيوعية، حتى في بلدان تشهد حرباً إمبريالية مديدة اﻷعوام و تفاقماً للمشاكل التي تصل حدود البقاء على قيد الحياة. و في الوقت نفسه، تُعيق رجعنة البنية الفوقية البرجوازية بأكملها الجارية (في التعليم، اﻹعلام الجماهيري- المطبوعات، التلفزيون، الإنترنت – و في النشر والمداخلة الفنية، و غيرها)، مع غلبة عنصر العداء للشيوعية، كما و التلاعب الممارس من قبل أرباب العمل، عملية تطوير سياسة و أيديولوجيا ثورية أكثر تميزاً، أي عملية تطوير طليعة شيوعية.

 

3. خاض حزبنا أيضاً خلال الفترة منذ المؤتمر اﻠ20 عام 2017، و يواصل خوض المعركة من أجل الحفاظ على خصائصه الثورية المُكتسبة في ظروف دولية ومحلية غير مؤاتية للغاية. هي ظروف تتفاقم باستمرار أيضاً بسبب الوباء، الذي عمِل بمثابة حفاز للأزمة الاقتصادية الجديدة، و بسبب التدفق الكبير للاجئين والمهاجرين نتيجة الحروب الإمبريالية و المغذى من سياسة الدولة التركية. حيث عامل هامٌ في تدهورِ الوضع، هو تعزيز الحضور الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة التي تسعى إلى صد تغلغل رؤوس أموال الصين وروسيا في اليونان باعتبارها بوابة لأوروبا، وكذلك للتصدي لمقاربتهما التحالفية لتركيا. و تتعزز شدة المزاحمات و التناقضات في المنطقة مع حشد الوسائط الحربية في المتوسط  والشرق الأوسط، و اشتداد المطالبات التركية ضد الحقوق السيادية اليونانية، وصولاً للتشكيك باعتبار جزر يونانية جزءاً من الدولة اليونانية، و الذي يُسهم به أيضاً دعم الناتو و الاتحاد الأوروبي المقدم لتركيا. حيث جليٌ هو سعي طبقتي اليونان وتركيا البرجوازيتين لترقية دورهما في المنطقة، كل على حدة لحسابها الخاص، أمرٌ يزيد من حدة المزاحمة بينهما.

ننتقل إلى مرحلة جديدة أكثر صعوبة

4. ننتقل إلى مرحلة جديدة أكثر تعقيداً وصعوبة. حيث يتزايد في هذه الظروف الضغط البرجوازي والانتهازي من أجل "الوحدة و وحدة الروح الوطنية" تحت راية الطبقة البرجوازية لدعم ترقيتها الجيوستراتيجية. حيث تُستخدم ضمن هذا المسعى القومية البرجوازية المتطرفة، لا سيما فيما يخص الاستفزاز التركي، كما و الكوسموبوليتية أو تعبيرها الانتهازي "أنا لا أبالي هي حربهم"، "فليتفقوا عبر الاستغلال المشترك". حيث استخدم الوباء أيضاً كذريعة من أجل "الوحدة و وحدة الروح الوطنية"، كما و الأزمة الاقتصادية الرأسمالية التي يفترض أنها تؤثر على الجميع بذات القدر: أي على المجموعات الاحتكارية، والطبقة العاملة، والأسر الشعبية. و في الوقت نفسه، تكاثرت الأصوات في المعسكر البرجوازي و خاصة بعد إدانة "الفجر الذهبي" كمنظمة نازية إجرامية، و هي القائلة: "بعد أن تخلصنا من الفاشية السوداء، حان الوقت الآن للتخلص من الفاشية الحمراء". هذا و فعَّل الاحتفال بذكرى البوليتِخنِّو في تشرين الثاني\نوفمبر2020 بنحو خاص اندلاع موجة هجمة جديدة مناهضة للشيوعية، وعادت نظرية "الحدود الدستورية للشرعية" و تم تصعيد الهجمة على الحزب و على الحركة النقابية العمالية ذات التوجه الطبقي، و تعزز عنف الدولة و قمعها.

و بالتوازي مع ما ذكر، يُشكل التنافس بين حزبي سيريزا و الجمهورية الجديدة على التناوب الحكومي، مصدر ضغطٍ أيديولوجي سياسي إصلاحي وانتهازي على محيط الحزب، ضمن ظروف شرعيةٍ مديدة اﻷعوام و تراجع الحركة الثورية و إسقاط أولى جولات البناء اﻹشتراكي التاريخية.

و في ذات الوقت يُمارَس هذا الضغط على مستوى الحركة الأممية، ما دامت تهيمن ضمنها استراتيجية الإصلاحات عبر هذا الشكل أم غيره ("المناهض للنيوليبرالية"، "الديمقراطي- المناهض للفاشية  أو لمزيج من الأشكال) ، أو حتى عبر اختيار "مركز" آخر، كمثال الصين أو روسيا مع التقليل من شأن طابعهما الرأسمالي. وكل هذا على الرغم من بذل المحاولات الهامة للحزب على المستوى الأممي، و  خوضه الصراع في إطار اللقاءات الأممية للأحزاب الشيوعية والعمالية، والمبادرة الشيوعية الأوروبية، والمجلة الشيوعية الأممية، واللقاءات الإقليمية، و بنحو رئيسي ضمن العلاقات الثنائية.

و في الوقت نفسه، كان لظروف Covid-19 تأثير سلبي بنحو أبعد، حيث كانت هناك حاجة إلى قيام محاولة أكبر وأكثر ثباتاً  حتى لا تصاب المنظمات الجماهيرية بالشلل، و أن تحافظ على وظيفتها و نشاطها، مع تطبيقها لتدابير موثقة لحماية الصحة العامة.

حيث يثبت إجمالاً في هذه الظروف، أن المهمة التي حددها المؤتمر اﻠ20 من أجل "فولذة الحزب و شبيبته من جميع النواحي اﻷيديولوجية و السياسية و التنظيمية" هي أكثر تعقيداً وتطلباً بنحو كبير.

تجاوَبَ الحزب مع مهامه في الظروف المعقدة منذ المؤتمر اﻠ20

 

5. إننا نقدِّر عموماً أن الحزب تجاوب مع مهامه بإرشاد من اللجنة المركزية المنتخبة في مؤتمره اﻠ20، وكذلك بإرشاد المكتب السياسي المضطلع بتوجيهها في فترات ما بين اجتماعاتها. و في هذا الاتجاه، نظمت اللجنة المركزية تدخلاً أيديولوجياً وسياسياً غنياً ركز على ذكرى مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي اليوناني و 100 عامٍ على ثورة أكتوبر و الأممية الشيوعية. حيث تم نشر كُتب ذات صلة، ومجموعة مقالات، و وثائق وما شاكلها. وبشكل رئيسي نُشرت المجلدات الأربعة لاستقراء تاريخ الحزب الشيوعي اليوناني منذ تأسيسه حتى نهاية الحرب الأهلية وهزيمة جيش اليونان الديمقراطي عام 1949، و هي التي تمت مناقشتها و إقرارها عِبر مؤتمر موضوعاتي عُقد على المستوى الوطني (2018)، بناءاً على قرار المؤتمر اﻠ20.

هذا و تم إنشاء شبكة واسعة للحفاظ على الذاكرة التاريخية مع متاحف و نصب تذكارية ذات صلة بأهم وقائع الصراع الطبقي في اليونان، وتاريخ الحزب الشيوعي اليوناني، وخاصة في الأربعينيات و تاريخ جيش اليونان الديمقراطي. و كانت هناك جملة من المنشورات الصادرة مركزياً و محلياً، وكذلك العديد من التظاهرات التي ساهمت في توسيع روابط الحزب مع قوى جديدة وخاصة مع أحفاد المقاومين ومقاتلي جيش اليونان الديمقراطي واللاجئين السياسيين اليونانيين، بمعزل عن تموضعهم السياسي الحالي.

حيث ترافق كل هذا النشاط مع أيام عمل، ومهرجانات الشبيبة الشيوعية اليونانية و مجلتها "أوذيغيتيس" وتدخلات ذات طابع أيديولوجي - سياسي ركزت على ضرورة الاشتراكية - الشيوعية، و على مضمونها الاقتصادي - الاجتماعي - السياسي، و على التفسير التاريخي ﻷول مشروع لها في القرن اﻠ20 بالتوازي مع مواصلة بحث هذا المشروع.

هذا و لعب النشاط الثقافي دوراً مهماً في رفع المستوى و أيضاًَ في توسيع التظاهرات و خلق بنية تحتية. و كانت المؤتمرات العلمية ذات الصلة نشاطاً هاماً و نوعياً مميزاً. ومع ذلك، فإن النشاط المماثل على مستوى المحافظات أو المناطق كان إلى حد كبير ذي سمة تدخل يجري من أعلى أو على الأقل ذي دعم مركزي، بينما كانت إعادة إنتاجه محدودة وغير مستقرة ومستمرة على مستوى المنظمات الحزبية القاعدية.

و خاضت الشبيبة الشيوعية اليونانية المعركة بنحو كفؤ إلى جانب الحزب. و عالجت مواقف و أهداف بنحو أبعد عبر مؤتمرها اﻠ12 عام 2019، الذي فصَّلت ضمنه تدخلها الشامل في الشباب، مستفيدة من الخبرة الهائلة التي اكتسبتها من النضال بجانب الحزب لمدة نصف قرن.

و نُظِّم إجمالاً خلال هذه السنوات برنامج عمل سياسي مكثف، عبر جولات واجتماعات وتجمعات. و خيضت المعركة من أجل دعم مالية الحزب عبر حملات الدعم المالي السنوية، بينما خضنا بنجاح في عام 2020 و بسبب الظروف الخاصة معارك ثلاثة حملات مالية. و رُتِّبت مالية الحزب عبر إنجاز عمل دؤوب منذ 8 سنوات اعتباراً من المؤتمر اﻠ19، و تم حل مشكلات مزمنة أو وضعت على طريقها نحو الحل. و خيضت المعركة من أجل مجابهة أشكال الحظر والقوانين الرجعية المتعلقة بمالية الأحزاب.

و في ذات الوقت، خاض الحزب بإرشاد من لجنته المركزية معارك سياسية هامة، كتلك الخاصة بالانتخابات الثلاثية (البلديات - المحافظات، الانتخابات الأوروبية، البرلمانية) عبر محتوى واحد مما كان خطوة نوعية هامة.

كما و خاض معارك هامة في مراحل تفاقم مشكلة اللاجئين، وكشف عن أسبابها والمسؤولين عنها. واقترح حلولاً من زاوية حاجات اللاجئين وكذلك حاجات الشعب اليوناني.

 

6.كافح الحزب من أجل إعادة تنظيم الحركة النقابية العمالية، و شدَّدت قواه من المواجهة مع قوى نقابيي أرباب العمل ضد ظواهر الانحطاط والاحتيال و ضد الإجراءات القضائية وغيرها من الإجراءات القمعية في الحركة النقابية (في باترا، تريكالا، اتحاد عمال المعادن، و الكونفدرالية العامة لعمال اليونان و غيرها).

و تصدر الحزب في ظل ظروف الوباء التي استغلت من قبل الحكومة والدولة لقمع الحركة والحزب، عملية بعث رسالة مقاومة و كفاح و "عدم انضباط منظم" عبر مداخلات هامة وتحركات جماهيرية كتلك للعاملين في مجال الصحة، و لعمال التجارة و النقابات ذات التوجه الطبقي المنضوية ضمن جبهة النضال العمالي "بامِه"، و بنحو خاص عبر التظاهرة التي أقيمت في أول أيار\ مايو2020، كما و عبر تظاهرة الذكرى السنوية اﻠ47 لانتفاضة البوليتِخنِّو والإضراب العام على مستوى البلاد يوم 26 تشرين الثاني\نوفمبر و غيرها.

و جرت محاولة من قبل المكتب السياسي و أمانة اللجنة المركزية لتفصيل قرارات اللجنة المركزية من أجل مسائل نشاط الحزب ضمن الحركة و في هذه الظروف. و كان هناك صعود في المبادرة والتدخل المخطط في صفوف الحركة من أجل حل المشاكل الشعبية، في محافظة أتيكي و غرب ثِسالونيكي و كارذيتسا، و في إيفيا من أجل شركة لاركو.

و لم يكن من المستطاع عقد المؤتمر الموضوعاتي حول النشاط في الطبقة العاملة، على الرغم من أن نشاط الحزب منذ المؤتمر اﻠ20 قد راكم أيضاً معطيات جديدة في الصراع من أجل تغيير تناسب القوى في المراكز و الاتحادات العمالية، و في تشديد الصراع من أجل الكشف عن ماهية نقابيي أرباب العمل و الحكومة في الكونفدرالية العامة لعمال اليونان و غيرها. وهكذا، قررت اللجنة المركزية أن يكون نشاطها في الطبقة العاملة وحركتها موضوعاً أساسياً للتفكُّر والمزيد من المعالجة في المؤتمر اﻠ21.

 

7. هذا و تصدَّر أعضاء الحزب و كوادره أيضاً، خلال هذه السنوات الأربع المنقضية تنظيم نضالات المزارعين و العاملين لحسابهم في المدن ضد هجمات الاتحاد الأوروبي و الحكومة وأرباب العمل، و نضالات التلاميذ و الطلاب و الحركة النسائية الجذرية. و في حالات عديدة، أسهموا في حشد قوى جديدة أيضاً، و في تفاعلات تحسين تناسب القوى في النقابات الأولية والاتحادات والمراكز العمالية، و في حركة المزارعين و حركة طلاب المدارس و الجامعات و بنحو أقل في حركة العاملين لحسابهم الخاص. و أسهموا بزيادة ضئيلة في القوى المنضوية في الحركة النسائية الجذرية، على الرغم من أن هذا لا يتمظهر في جميع الجمعيات - المجموعات النسائية، ولا في جميع مناطق البلاد و محافظاتها، في حين تتواجد منذ فترة الإغلاق علامات واضحة في قصور عمل مجالس إدارة الجمعيات و اجتماعاتها.

و على وجه الخصوص أسهم أعضاء الحزب و كوادره إلى حد ما، في استقرار نشاط اللجنة الوطنية لحواجز المزارعين، كشكل من أشكال التنسيق على المستوى الوطني لتمثيل اتحاداتهم و جمعياتهم.

و نُفِّذ خلال فترة الأربع سنوات هذه قرار المؤتمر الخاص الذي نصَّ على عقد مؤتمر موضوعاتي على المستوى الوطني بشأن نشاط الحزب في صفوف العاملين لحسابهم الخاص بالمدن، و على إجراء جلسة موسعة للجنة المركزية لفحص نشاط الحزب في صفوف المزارعين الكادحين. حيث يساعد انعقاد هذه الأجسام الحزبية بالإضافة إلى عملية النقاش الداخلي الحزبي التي سبقتها أو أعقبتها، في تكوين رؤية موحدة و واعية في المقام الأول، من أجل ضرورة التدخل في صفوف القوى الشعبية الحليفة للطبقة العاملة و من أجل تحديدها الدقيق و إثراء مواقفنا بشأن منظورها في المجتمع الاشتراكي، و من أجل مسائل الصراع الحالي، و معالجة إطارٍ و أهدافٍ للصراع، و الترويج للعمل المشترك في منظور تشكيل تحالف اجتماعي في اتجاه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات.

 

8. على الرغم من أن التموضع الأكثر تفصيلاً بشأن الحركات سيتم في نص منفصل، يسري كتقييم عام أن مكانة الحزب وتأثيره متزايدان في صفوف القوى المكافحة، باعتباره قوة طليعية متسقة في الصراع من أجل المشاكل الشعبية الحادة. و على أساس حالات على حدة، يُسجَّل أيضاً توسع في قوى الحزب و الشبيبة الشيوعية و نفوذهما. و إجمالاً، لم يكن هناك تغيُّر كبير من ناحية المشاركة في الحركة و نزوع واضح للأمزجة نحو الكفاحية، أو على الأقل، فإن هذا هو هشٌّ حين حدوثه مع امتلاكه توجهات للإنتكاس. و يواصل منطق "التوكيل" و القدرية و الخوف سيطرته جماهيريا على العمال و الشرائح الشعبية، و منطق عدم المشاركة المباشرة في الحركة و النضالات، على الرغم من تقديرهم للحزب و للصراع الجاري من أجل حماية مصالحهم. وعلى الرغم من مشاركة جزء من العمال في الصراع و اعترافه بفعل الحزب، فهو يظل متأثراً بمنطق قائل "لا يوجد منفذ"، حيث لا تُفهم مواقف الحزب على أنها "واقعية".

إن هذا الوضع هو انعكاس أيضاً لواقعة أن كِلا الحزب و الشبيبة لم يتمكنا و بمناسبة تكريم ذكرى 100 عام على تأسيس الحزب في الفترة من المؤتمر اﻠ20 إلى المؤتمر اﻠ21 من توسيع قواتهما بنحو مميز و أن يحشدا حولهما، أكبر قطاع ممكن من الطبقة العاملة و حلفائها. ومع ذلك، فإن هذا العامل هو حاسم لقيام منعطف مميز نحو إكساب سمة جماهيرية و كفاحية للحركة العمالية والشعبية.

حيث لا يزال مطروحاً الهدف الذي حدده المؤتمر اﻠ20، في إرساء أساس للحزب في الأعمار الإنتاجية في الصناعة وفي مواقع تجمع العاملين بأجر. حيث تُظهر الخطى المنجزة خلال هذه الفترة وجود إمكانات. ومع ذلك، فإن الاستخدام الموسع لهذه الإمكانات يتطلب محاولة أكثر استهدافاً لإعداد قوى شيوعية جديدة، مع قيام محاولة أيديولوجية وسياسية وتنظيمية أكثر تخطيطاً ومنهجية، من أجل تحييد المثبطات الناجمة عن صعوبات الحياة اليومية و المناخ السلبي العام و الخوف من البطالة و غياب اليقين و غيرها.

المسألة المركزية التي يجب أن نركز انتباهنا عليها في نشاطنا اﻹرشادي اليومي

9.إن مسألة المعالجة المركزية للمؤتمر اﻠ21 هي إبراز دور الحزب الشيوعي اليوناني بنحو أكثر، باعتباره طليعة أيديولوجية وسياسية عمالية شعبية قوية ومنظمة أمام القوى العمالية الشعبية الواسعة، و باعتباره حاملاً لأفكار جديدة للمنظور الاجتماعي الثوري، هي الردُّ على المشاكل الحيوية المتراكمة التي تتطلب حلاً ملحاً في القرن اﻠ21. وهو ما يتطلب عملاً إرشادياً أرفع نوعيا، و ارتقاءاً في مستوى التثقيف الأيديولوجي و السياسي لعمل الحزب بأسره، اعتباراً من اللجنة المركزية حتى المنظمات القاعدية الحزبية، و من المجلس المركزي للشبيبة الشيوعية حتى منظماتها القاعدية.

إن العنصر المركزي هنا هو انطلاق الإرشاد و النشاط من الاستراتيجية. هذا يعني أن هناك حاجة لتفصيل الاستراتيجية في كل مرحلة في النضال اليومي، كما فعلنا إلى حد كبير بنجاح خلال الأزمة الرأسمالية السابقة، و خلال مرحلة الانتعاش الضعيف للاقتصاد والآن مع الأزمة الجديدة التي سرَّعها و فاقمها وباء الفيروس التاجي. و في هذا السياق، تستنبط خبرة و معرفة  يجب استيعابهما بنحو جماعي على جميع المستويات. و  في هذه المسألة، مفيدة بنحو خاص هي الخبرة من مشكلة إظهار الحاجات الشعبية المعاصرة - مسألة تم التأكيد عليها في المؤتمر اﻠ20-  و هي التي تفتح الطريق أمام توجه الصراع المناهض للرأسمالية و الاحتكارات، و تفتح النقاش من أجل صراع الطبقة العاملة من أجل سلطتها الخاصة. و تُسهم في ذلك، أيضاً مواضيعٌ عالجناها بالتفصيل في المؤتمر من أجل العاملين لحسابهم الخاص بالمدينة وفي الاجتماع الموسع من أجل المزارعين الكادحين.  تُسهم المعالجات والمطالب التي طرحناها في ظروف الوباء من أجل تعبئة القطاع الصحي الخاص و غيرها، و هي تساعد في الكشف عن طابع النظام الرأسمالي، و في التفكُّر  بضرورة التملُّك الاجتماعي لوسائل الإنتاج المركزة و اﻷرض، و ضرورة التخطيط المركزي الذي يقترحه الحزب الشيوعي اليوناني كعنصر أساسي لتنظيم آخر و أرفع للمجتمع.

 

10. ينبغي علينا القيام بمزيد من العمل الإرشادي الهام ضمن النضال الأيديولوجي - السياسي - الجماهيري للطبقة العاملة وحلفائها، مع استيعاب حتميات الرأسمالية. حيث سنتخلص بهذا النحو من أوجه الضعف المعروفة، كأن نربط أحياناً مطالب الصراع اليومي بنحو مصطنع بالمنظور مع إنهاء الأمر بشعار "السلطة العمالية" و أن نزرع أحياناً عن غير قصد رؤىً تقول بإمكانية وجود حلول - جُزُرٍ إشتراكية داخل الرأسمالية، وهي مسألة تقود لاختيار حكومة مفترضة ما على أنها أهون الشرين، من أجل انتزاع بعض التدابير المؤقتة. إن هذا لا يعني أننا لا نناضل في ظروف صعبة من أجل انتزاع حتى بعض تدابير الإغاثة للشعب، وفقاً لتطور تناسب القوى والصراع الطبقي. إن الترسيم الأيديولوجي السياسي الصحيح لهذه المسائل، وأكثر من ذلك بكثير مناقشتها داخل الهيئات و المنظمات القاعدية الحزبية والمجموعات الحزبية المكلفة بالعمل في المنظمات الجماهيرية، ليس مضيعة للوقت بل هي عملية إزالة للالتباسات. يجب أن يُدرك إجمالاً أن الصراع خاصة داخل الرأسمالية هو ذي متطلبات، في واقعِ ظروف الثورة المضادة الإجمالية و تراجع الحركة، حيث من غير الواقعي قلب الخيارات الاستراتيجية للرأسمالية دون خلق مقدمات حالة ثورية. و  بالتوازي دون إبداء للقدرية، ينبغي  أن نُظهر أن الصعود الإنقضاضي للصراع الطبقي هو قادر على وضع النظام في صعوبات، أي أن تؤخِّر الحركة العمالية أو تردع خيارات مناهضة للشعب، و أن تكسب شيء ما كخطوة صغيرة ضمن تصعيد الصراع الطبقي، حتى قيام الهجوم المضاد الشامل. و بالتالي، فإن استراتيجيتنا تتعلق أيضاً بالحياة اليومية، و الصراع من أجل مختلف المسائل الفورية، بعد طرحنا لمتطلباتها الإرشادية فيها، و التي ليست سوى ضرورة الصراع من أجل السلطة، دون "منطق المراحل" أو المشاركة في حكومات على أرضية الرأسمالية، و هي مواضيع تشكل مسائل حاسمة لاستراتيجيتنا و برنامجنا، المؤسسين فوق100 عامٍ من خبرتنا المدروسة.

تتأكد الأهمية الحاسمة للعمل الأيديولوجي - التثقيفي و لإعداد قوانا

11.تَحضُرُ بنحو جماعي في هذه الظروف الموضوعية، ظاهرة افتقار الشيوعي و الشيوعية الشابَّين إلى خلفية أيديولوجية ماركسية قوية بدرجة كافية ومستوى ثقافي تعليمي واسع، يساعدان على عدم تأثر خط الحشد القائم من أجل حل المشاكل اليومية الحادة، باﻷيديولوجيا و الدعاية البرجوازيتين و منطق اﻹدارة البرجوازية، و أساليب ومناورات الطبقة البرجوازية، و التي جارٍ هو في كل اﻷحوال توجيهها و إعادة إنتاجها وتجديدها وترويجها بأحدث الوسائل. و بالتالي، فإن اقتدار كل شيوعي و شيوعية على رفض هذا التأثير يتطلب محاولة فردية وجماعية متواصلة. إن لهذا الواجب و بالتأكيد أهمية حاسمة من أجل تطوير المسؤولية والمبادرة الشخصيتين و من أجل القدرة على خوض الصراع في الحركات و جبهات الصراع، عبر حجج و تفصيل مقنع للشعب.

إن انعكاس هذه المشكلة أيضاً هو في عدم تسجيل تحسن كبير في اﻷربع أعوام بعد المؤتمر اﻠ20 في تداول اﻷعداد اليومية لصحيفة ريزوسباستيس و الكتاب الأيديولوجي - السياسي - التاريخي - الأدبي، على الرغم من الخطى المسجلة في تحسين محتواها، و مع احتوائها أيضاً على دراسات لمواضيع جديدة و معالجات نظرية جديدة.

على الرغم من واقعة امتلاكنا عينات من التدخل المفصل نحو الشعب والتنوير الجماهيري، إلا أنها ما زالت معزولة، ولم تحتضن كل قوى الكوادر، وجميع المنظمات، ولا تستند دائماً على خلفية أيديولوجية ونظرية ثورية صلبة.

 

12. لقد سعينا إلى منهجة التثقيف الماركسي عبر مدارس و ندوات و محاضرات، و مع ذلك، فإن كل هذه الأنظمة لا تحتضن بثبات مجموع القوى، و في المقام اﻷول، فهي لا تضمن تكرارها المطلوب دون انقطاع طوال العام.

على الرغم من الخطى الإيجابية، لا تزال مشكلة رئيسية تتمثل في أن نظام التثقيف الحزبي الداخلي، وبالتالي التثقيف الذاتي يواصل العمل "كبرنامج موازٍ" غير مرتبط بنحو جوهري وعضوي بمحتوى النشاط اليومي للمنظمات. و يُفهم على أنه مهمة مكمِّلة خاصة وليست عنصراً أساسياً في محاولة مُناغَمة النشاط اليومي مع المهمة السياسية الرئيسية. و تغيب المساعدة اﻹرشادية لمواصلة التثقيف الماركسي الذاتي واستخدامه في النشاط السياسي الجاري. و في جوهرها، تتعلق هذه المشكلة بوجوه ضعفنا اﻹرشادية في أن نولج معالجاتنا المعاصرة في الحياة بنحو محدد و أن ننشرها كما و برنامجنا، واستراتيجيتنا من أجل الاشتراكية الشيوعية، و أن يجري التغلب على التباسات و رؤى خاطئة.

و بدرجة كبيرة، لم يتحسن العمل الإرشادي من أعلى إلى أسفل ولم يجري توفيقه مع معالجاتنا الاستراتيجية، خصوصاً في حلقة الهيئات القطاعية كما كان قد حددها المؤتمر اﻠ20. حيث لا يزال مطلوباً قيام التخطيط و التنفيذ في النضال اليومي وفق أداة ثابتة هي وثائقنا.

و في الوقت نفسه، لم نتغلب على "البخل" الذي يميزنا في القرار الجماعي الذي اتخذناه بتخصيص وقت للكوادر، لمتابعة أنظمة التثقيف والتأهيل الشيوعي، من خلال عملية فك ارتباط الكوادر و حتى لكوادر اللجنة المركزية و المكتب السياسي، من أجل إنجاز هذا الواجب. إن الوقت الضروري للتثقيف الذاتي المستمر هو جزء لا يتجزأ من تحسين و نجاعة الإرشاد والعمل التنظيمي و دراسة مشاكل و خبرة الصراع الطبقي. هو التزام فردي للكادر ولكنه أيضاً التزام جماعي للهيئات.

و من فترة لأخرى، حتى عند تحقيق أوسع دورة نقاش مسائل أيديولوجية في الحزب ككل و في الشبيبة الشيوعية (كمثال مناسبة الذكرى المئوية للحزب، و في وقت سابق بمناسبة مناقشة مجلدات استقراء تاريخه للفترة 1949-1967) لم نضمن التكرار المستمر، مما أدى إلى تراجع المعرفة أو حتى اختفائها تماماً، نظراً للتجدد العمري الكبير الذي شهده الحزب والتجديد السريع لقوى الشبيبة الشيوعية اليونانية.

إن المشكلة الأكثر أهمية، و الموضوعية جزئياً، هي في عدم الربط الثابت لكل المحاولات المبذولة لاستيعاب الاستنتاجات والمواقف والتفسيرات التاريخية والأيديولوجية على أساس التطورات والمطالب الجديدة، و باستمرار مع المهام و مع النشاط السياسي المباشر. لأن الظروف التي ننشط بها تتسم بالعمل البطيء الشديد العناء و الطويل اﻷمد، لأن المسائل التي نواجهها في عملنا تتعلق بصياغة مقدمات من أجل الصعود الثوري في وقت مستقبلي. و مع ذلك، و من ناحية أخرى فهي تعبر عن ضعف ذاتي، يجب أن نواجهه، أي عبر كيفية إضاءة جوانب و مسائل النشاط الجاري بهذه الاستنتاجات، وكيفية صياغة معايير العمل الشيوعي. حيث هناك ثقل معطل للآن من عناصر التشتت و التقييس .

حتى أن بعض معالجات الحزب اﻷساسية، كالمجلدات اﻷربعة لاستقراء تاريخ الحزب الشيوعي اليوناني 1918- 1949 لم تُدرس و تستوعب بنحو منظم لا من قبل قوى الكادر و لا من قبل قوى حزبية و شبيبية، كقوى المنظمات الطلابية و منظمات التربويين و قوانا في مجال الثقافة، و هي التي تتواجد بحكم موقعها تحت القصف المستمر للأيديولوجية البرجوازية.

و بالتأكيد هناك نفس الحاجة لقوانا العمالية، على الرغم من أن ردود الفعل الطبقية في بعضها، خاصة في الصناعة، تمنح خلفية أكبر لمقاومة التلاعب الأيديولوجي البرجوازي.

إن مؤشر هذه المشكلة الذي نحدده هو في واقعة أنه و على الرغم من إنجاز كل أعمال البنية التحتية عبر المنشورات والمقالات والندوات والمدارس والنقاشات في الهيئات و المنظمات الحزبية القاعدية، إلا أن هناك مسائل تعود و تُظهر وجود فجوات في معرفة واستيعاب ذاك الذي اكتسبناه كحزب جماعياً. حيث تتميز كمثال، المشكلات التالية:

- فهم العلاقة الاستغلالية وخاصة في صيغها المعاصرة التي يتخذها الاستغلال الرأسمالي، نتيجة تطبيق التقنيات الجديدة وأساليب تنظيم العمل الأخرى. يجب أن تكون مسائل كفائض القيمة، ومتوسط معدل الربح، ووقت العمل، وتطبيق المعلوماتية، وتأثير العمل عن بعد، جزءاً لا يتجزأ من مقالاتنا، ولكن أيضاً من مداخلاتنا العامة، لكي تغدو وظيفة النظام الرأسمالي مفهومة.

- رؤيتنا لطابع الأزمة الاقتصادية في الرأسمالية، وتناوب مراحل الأزمة الاقتصادية والانتعاش، و هي مسائل تساعد في الفهم الصحيح وتقييم مختلف صيغ الإدارة البرجوازية.

- رويتنا للبناء الاشتراكي في القرن العشرين، خالية من التجميل للأجيال التي عايشته بنحو رئيسي، في حين تمتلك الأجيال الجديدة بصدده، إما جهلاً أو رؤية مشوهة تماماً. و رؤيتنا بنحو خاص لأسباب إسقاط النظام الاشتراكي في وسط وشرق أوروبا والصين و غيرها، و بنحو رئيسي رؤيتنا لتفكيك الاتحاد السوفييتي والحزب الشيوعي السوفييتي، حيث لعب دوراً حاسماً في مسار البناء الاشتراكي و خط الحركة الشيوعية اﻷممية، و كان ذي تأثير حاسم على حزبنا.

- فهم سلسلة من التطورات في البناء الفوقي البرجوازي، و بذات القدر بنحو مستقل، ومن زاوية علاقتها بالتغيرات والتوجهات المقابلة في الاقتصاد الرأسمالي والتنظيم والزخم الاجتماعي، كالتغيرات في أجهزة الدولة، وتشكيل الأحزاب البرجوازية، والتشريع، و التربية، و الأسرة، و التأثير على العلاقات الاجتماعية والشخصية، و استخدام أوقات الفراغ و غيرها.

- صعوبة صياغة خط التفاف ضمن الحركة، معتمد على رصد التطورات في القطاع، ولكن أيضاً في موقع العمل أو حول مشكلة اجتماعية ما.

تغدو مسألة تدريب وتطوير الكوادر مسألة محورية لمسيرة الحزب و تطوره الثوري

 

13. تركز اللجنة المركزية كل مرة انتباهها على المهام الاستراتيجية للحزب، و تعالج سياسته في كل مرحلة ولحظة، و تسعى إلى تكييف عمله بنحو خلاق على أساس الأحداث الجارية، دون التخلي عن خط النشاط الرئيسي والأساسي و تخطيطه الأشمل. حيث تغلبت إلى حد أكبر بكثير مما كان عليه في الماضي على موضع الضعف الذي تم تحديده، في انشغالها بالروتين اليومي والضغط الذي يمارسه بنحو موضوعي.

 و مع ذلك لا تزال في الوقت نفسه هناك مشاكل و أوجه ضعف في إدارة هذه المشكلة، التي تضر بالعمل المخطط و الهادف لتعزيز الحزب أيديولوجياً و سياسياً و تنظيمياً، من حيث بنيته التحتية و منظوره. و نلاقي هذه المشكلة أيضاً، في أقسام اللجنة المركزية والمجلس المركزي للشبيبة الشيوعية، و لكنها تتمظهر بشدة أكبر و نحو أوسع مع التوجه نحو القاعدة، نحو لجان المناطق و أكثر من ذلك بكثير نحو اللجان القطاعية. هذا و لم يتمكن بذات القدر، أعضاء اللجنة المركزية كما و باقي الكوادر المشاركة في الهيئات، من ربط دراسة و معالجة المسائل التي تتم مناقشتها في كل مرة مع نقاش مشاكل العمل اﻹرشادي التي لا تتجزأ عن كل اجتماع.

إن تجاوز اللجنة المركزية لوجه ضعفها من زاوية اﻹرشاد و دراسته و أسلوبه، و أن تساعد و ترشد بنحو ناجع عملية تطوير و ترقية الكوادر، و خاصة من الطبقة العاملة، والشباب أيضاً، وكذلك من النساء، هي مسألة مصيرية و تكتسب أولوية.

و بالتأكيد، فقد كان لدينا في كل هذه السنوات الماضية ترقية واسعة النطاق لكوادر شابة، بنحو أساسي من الشبيبة الشيوعية اليونانية انتقلت نحو الحزب. و أعطت دفعاً لعمل الحزب، مساهمة في هيئات إرشادية في جميع المستويات، و في أقسام اللجنة المركزية و أوكل لها عمل في الحركة. حيث كان تجديد الكوادر مهماً في معظم الهيئات القيادية، وخاصة في المراكز الحضرية الكبيرة. لقد تولى العديد منهم مسؤوليات قيادية كبيرة، وأظهروا كفاءاتهم و من المطلوب مرور فترة زمنية لتطورهم و تنمية مقدراتهم. و تمت ترقية العديد من الكوادر دون خبرة مكتسبة و متراكمة للتدخل السياسي النقابي المترابط، مع مؤشر التجنيد وبناء الحزب والحاجة إلى تأهيل نظري وأيديولوجي أعمق.

يجب ألا نتردد في تصحيح نشر الكوادر في كثير من الحالات، لكي يكون توزيع الهيئات مثمراً. و ليُتجنَّب قدر الإمكان التكليف المتعدد المهام الذي يقود إلى التجزئة، والتراخي في العمل التنظيمي، وحتى التكليف بمهام لا يمكن الجمع بينها، مما يؤدي إلى الانشغال السطحي بمجالات العمل.

إن تطوير الكوادر يبدأ من أفضل معرفة ممكنة لخصائصهم الشخصية و إمكانياتهم الخاصة في استخدامهم وتطويرهم وفقاً لمعايير حزبية. إننا اليوم بحاجة لتطوير متعدد النواحي للكوادر، دون معايير تسطيحية، مع مراعاة سنهم وخبرتهم وما شاكلها. ومع ذلك، يجب أن يكون للإعداد سمات موحدة، كصياغة مستوى معين من التثقيف النظري، ومعرفة مواقف والحزب و معالجاته، والتي تعد عاملاً من عوامل الوحدة الأيديولوجية السياسية والاتفاق الواعي. في الوقت نفسه، هناك أهمية من أجل التطوير الشامل للكوادر، في التناوب من فترة لأخرى في توزيع المهام، لا في التثبيت في العمل التنظيمي الإرشادي ذي الواجبات العامة، بل قيام تناوب أيضاً في تولي مهام في الحركة الجماهيرية، و المجال الأيديولوجي و مجالات نشاط أخرى.

يبرز عدد كبير من الكوادر ويستمر في تطوره، دون أن يسبق قيام ذلك عملية إعداد شاملة من أجل حاجات الإرشاد المعاصر، أو "يرقى تلقائياً" بسبب الحاجة إلى سد ثغرات، دون خطة، و تنبؤ، وإعداد مناسب، بينما لم يتم بعد استيفاء المعايير بنحو متكامل. حيث تقتصر المعايير على اتفاق عام مع برنامج الحزب وسياسته، والذي يعتبر بالطبع شرطاً ضرورياً، ولكن يجب احتساب الخصائص الأخرى. فعلى سبيل المثال، ينبغي أن تكون الكوادر  و بناءاً على خبرتها محررة قدر الإمكان من الإنجاز اليومي الرسمي والروتيني للمسائل الحزبية من المكتب، والذي يقتصر عادةً على نقل التوجيهات والأوامر ويصل في الغالب إلى رصد سطحي لنتائج نشاطنا. إن التقسيم الشيوعي للعمل لا يفصل بشكل مصطنع بين العمل اﻹشرافي و التنفيذي، لكنه يتطلب ربطاً ديالكتيكياً بينهما.

و من الضروري في ظروف انخفاض نجاعة العمل الحزبي و مشاركة محدودة للقوى الشعبية في العمل المنظم، تنمية روح إرشاد  غير مهادنة للصعوبات. حيث ليس هذا مجرد أسلوب عمل. بل يقوم أولاً وقبل كل شيء على كفاحية الكوادر المنبثقة من معرفتها للنظرية الشيوعية، وأيضاً من خبرة الكوادر الطبقية الاجتماعية. و فوق هذا الأساس يترسخ عدم مهادنة الصعوبات و أوجه الضعف الذاتية، والمحاولة المتواصلة لاستخدام كل الإمكانات، والتنفيذ الخلاق للتوجيهات، والقلق واليقظة المستمرين، وتطوير التقييم النقدي الذاتي للعمل.

و يتولى عدد كبير للغاية من الكوادر الآتية من الشبيبة الشيوعية اليونانية الذي انتقل للحزب، مسؤوليات في الإرشاد وخاصة في الحركة الجماهيري، حيث هناك حاجة لتقديم مساعدة متعددة الأوجه ومنهجية لهم، ما داموا حتى ذاك الحين ممتلكين لحد أدنى من الخبرة في موقع مسؤول في الحركة و في الصراع الأيديولوجي السياسي المتمظهر ضمنها و في منظمة جماهيرية. و ليس لديهم خبرة عمل أو أنها غالباً ما تكون محدودة للغاية. و تأتي كوادر أخرى من الحركة الطلابية، والتي تميزت في العقد الماضي بوجود عمليات منفلشة، أو أنها تعمل في مواقع تتسم بدرجة منخفضة أو غير موجودة من التنظيم النقابي، مما يجعل من الصعب بسط نشاطها بنحو أوسع، خاصة اليوم حيث لغالبية الشباب صعوبات في التوجه نحو الصراع السياسي الجماهيري. إن مساعدة الكوادر ذات العلاقة المباشرة و الخبرة من العمل في صفوف الشباب، قادرة على تحسين هام لتدخل الحزب في اﻷعمار الشبابية، و اﻹرشاد الأفضل لقوى الشبيبة الشيوعية اليونانية.

يجب أن تقترن الجرأة في ترقية الكوادر الشابة بعمل منهجي لتطوير كوادر عمالية، لكي يُستخدم أصلها الطبقي من أجل إنضاجها و إبراز قدراتها، و تأهيلها الماركسي اللينيني.

إن اللجنة المركزية مدينة بتطوير معايير أكثر تطلباً لأداء الكوادر، و على حد السواء بشكل جماعي وفردي، وهو ما يشترط بالطبع قيامنا بمنح كل المساعدة اللازمة، حتى لا يتم إعادة إنتاج أسلوب إرشاد غير ناجع عفا عليه الزمن. و تتعلق مسؤولية اللجنة المركزية بنحو خاص، بإعداد كوادر الشبيبة الشيوعية اليونانية للانتقال إلى الحزب، مع الأخذ في الاعتبار أن الظروف المعيشية قد تغيرت بشكل سلبي (بطالة عالية، تغيرات مأساوية في علاقات العمل، مشاكل عائلية وشخصية أكبر بسبب الظروف،  و غيرها). هذا و ازدادت الضغوط من الحاجات المعاصرة الكبرى، في حين أن حالة الحركة ذاتها، و تناسب القوى السلبي، ومشاكل انخفاض عطاء بعض أعضاء الحزب و كوادره، تضيف عبئاً من الواجبات العملية على باقي الكوادر. حيث يضطلع الحزب بتربية قوى ستقود في ظروف الوضع الثوري إلى إسقاط السلطة البرجوازية، و إلى بناء الاشتراكية. إنه يُعدُّ للغد وهذا بالضبط ما يحدد تعاقب الأجيال و الكوادر.

 

14. تنبغي الآن مكافحة فعالة لرؤية راسخة منذ القدم، و هي التي تقول باسم المهام التنظيمية المرهقة، بعدم وجود رعاية خاصة لتطوير وتخصيص كوادر في العمل الأيديولوجي، و كوادر تضمن بشكل عام التوزيع الجوهري و اﻹشرافية الضرورية في عمل الهيئات اﻹرشادية، و في مساعدة  الشبيبة الشيوعية، و البحث الحزبي الديالكتيكي المادي، و العمل النظري والعلمي. على أن يدخل هذا العمل مئات الكوادر التي تقدم أطروحات الدراسات العليا والدكتوراه، كما و كوادر متحدرة من الطبقة العاملة، من أسر شعبية، من ذوي الخبرة في الصراع الطبقي و ممن اختبروا في عمل المنظمات. لا ينبغي أن تضع الحاجات الحالية، ضرورة إتاحة تحصيل الكوادر لتأهيل نظري داخل نظام التدريب الحزبي في مرتبة ثانية. إنه ذاك واجب من أجل قيام بنية تحتية، ولكنه ذو أهمية خاصة للحفاظ على الطابع الثوري للحزب وتنميته. حيث يزيد المستوى النظري غير المكتمل من وجود  الروتين، والتكرار دون مخيلة، و من الممارسة على حساب العمل النظري.

 

15. ومن الحقائق التي لا جدال فيها أنه هو لعب أمين كل هيئة دوراً رئيسياً في جميع هيئات الحزب، من أدنى إلى أعلى، حيث هو الشخص الذي يتحمل المسؤولية الأشمل، و هو الذي يحدد مسار التوجه، على أساس القرارات الجماعية للهيئات. و يجب أن يكون من المسَّلم به واجب  صيرورته متعدد الأوجه وأكثر نجاعة باضطراد. إنها مسؤولية فردية، لكنها تحتاج أيضاً إلى المساعدة. يجب أن يكون الأمين على دراية بأوجه قصوره، و أن يستند على رأي وخبرة الكوادر الأخرى الذين هم أكثر تخصصاً نسبياً في مجالات العمل.

و على وجه الخصوص مهم  هو دور أمناء اللجان المنطقية واللجان القطاعية لتفعيل تقسيم العمل، و للاستفادة من جميع الحلقات، و من أجل الوظيفة الأساسية للهيئة من حيث التوجيه، والموضوع، والإعداد، ووقت النقاش، و تشجيع الكوادر على الكتابة و إعداد المقالات، ورفع مستوى التثقيف الذاتي المنظم، ومحاولة تعميم الخبرة. و هناك حاجة إلى "تصدرهم" الفعالية السياسية، لضمان السيطرة الجماعية، مع الاستفادة بشكل مطرد من صيغة التعاون الفردي مع الكوادر. و ألا يكتفوا  بعقد الاجتماع الأسبوعي، و أن يكتسبوا نظرة أعمق، ليغدوا أكثر كفاءة في التفصيل و التخطيط والمعرفة في مجال مسؤوليتهم، و مجال الحركات، وكيفية إدارة الصراع، و أين نعطي اﻷولوية في المنطقة و مجال مسؤولية كل للجنة قطاعية و منظمة قاعدة حزبية. و من المهم أن يُمنح الرفاق الذين يتم تكليفهم بصفتهم أمناء اللجان القطاعية الوقت الذي يحتاجون إليه للتعرف على المنظمة جيداً، و ألا تُجرى تغييرات جزئية، بل أن تُجرى بأكبر قدر ممكن من التناوب المنظم والمخطط للمهام قدر الإمكان، من أجل تطورهم الحزبي المتكامل و لمواجهة التقييس الذي يتم ملاحظته غالباً.

 

16. فلنتغلب بنحو حاسم على ظاهرة وجود هيئات تعمل كمنسقين لأمناء المنظمات المعنية. إن المشكلة ليست فقط مسألة توزيع، بل هي أيضاً مشكلة توجيه عمل الهيئات لمناقشة مجالات العمل، و جبهات الصراع، ورفع مستوى النقاش الأيديولوجي، بنحو يفتح السبل، و لصياغة المقدمات من أجل استخدام و تدريب الرفاق.

يجب على الهيئات أن تخطط جيداً مناقشة المواضيع، لا بنحو إجرائي - إعلامي، و ألا تتراكم الكثير من المواضيع في الاجتماع الواحد. و عليها الاستفادة من مقالات "كومونيستيكي إبيثيوريسي" و مقدمات المنشورات و تنظيم نقاش حول المنشورات ذات المحتوى الأيديولوجي - التاريخي عبر تموضعات مقابلة.

مع العلم أن الكوادر على مستوى الهيئات الأدنى ولا سيما الهيئات القطاعية، يعملون وفق ساعات عمل متقطعة و غير ثابتة، لذا فإن وقتهم محدود موضوعياً، ولا يمكن من الناحية العملية إلغاء استعدادهم لمتابعة مماثلة للعمل وللاجتماعات، بسبب تعدد التكليف بمهام تتطلب الكثير من النشاط العملي، مما ينتج تفضيل هذا الأخير بسبب التأقلم الكبير معه.

كما و يجب أن تتجاوز أمانة اللجنة المركزية ذاتها، في تكوينها و وظيفتها خاصيات تنسيق إرشاد المنظمات المنطقية. و في توزيع الأعضاء من أجل رفع مستوى التكليف إلى مجال عمل و جبهات للصراع. هذا و يقع عبء كبير على العديد من أعضاء الهيئات، و في المقام الأول على أعضاء اللجنة المركزية، و أيضاً على أعضاء مكاتب المنظمات المنطقية، للوفاء بالعديد من المهام المختلفة. و العديدة. و على هذا النحو يصعب التركيز على المسألة الرئيسية، على الإشرافية على العمل و تقديم  المساعدة الجوهرية في تطوير الكوادر، بمساعدة شخصية كافية و تعاون. هذا و يخلق حجم المهام أحياناً نوعاً من التعب والانفصال عن العمل الحي في صفوف الجماهير، مما يعيق تطور ونضج الكوادر. و هو يعيق بشكل أساسي التطور المتعدد الأوجه للكوادر بمعزل عن تكليفاتهم الخاصة.

و بالنسبة لأعضاء الهيئات، اعتباراً من أمانة اللجنة المركزية و حتى اللجان القطاعية، فليؤمن تحت مسؤولية أمناء المنظمات ضمان رؤية شاملة لجميع المنظمات، أي و لتلك التي تقع أبعد من المسؤولية المباشرة لكل منهم، مما يعني متابعة دورية لحضور اجتماعات اللجان القطاعية لمنظمة  منطقية أو للاجتماعات العامة للمنظمات القاعدية في منظمة قطاعية. إن هذا ينطبق على جميع أعضاء اللجنة المركزية وكذلك على أعضاء أقسامها الأساسية.

ضرورة عاجلة هي تقوية العنصر الأيديولوجي في وظيفة جميع الهيئات الإرشادية

17. إن تعزيز العنصر الأيديولوجي هو عامل حاسم في تعزيز استراتيجيتنا من خلال النشاط اليومي  في الوظيفة الداخلية الحزبية و الشبيبية، و في وظيفة الهيئات الإرشادية، بنحو يطوِّر الصراع الأيديولوجي في الحركة الجماهيرية و بالتأكيد في نشاط الحزب المستقل. على المكتب السياسي و أمانة اللجنة المركزية أن يُوجدا عوناً فورياً ومعمقاً نحو هذا الاتجاه. وبهذا النحو فقط سنتمكن من   تقديم المساعدة الناجعة و الجوهرية للحلقة الإرشادية الحاسمة حيث ما زلنا نواجه صعوبات، و التي هي اللجان القطاعية من أجل منح العون للمنظمات القاعدية، وهي المسألة التي أثارها المؤتمر اﻟ20 بنحو عاجل.

لقد قامت خطوات واضحة في النقاش في اللجنة المركزية لتطورات و تكييف أسلوب معالجاتنا في جبهات الصراع، في فترة تحدث بها تحولات خطيرة. و بهذه الأسلوب سترتفع روح الجماعية و سيُضمن وصول جميع أعضاء اللجنة المركزية إلى المستوى الضروري من الرؤية الماركسية للمسائل الأساسية للاقتصاد، و لمشاكل الطبقة العاملة، والعاملين لحسابهم الخاص في المدينة والريف، و أن يتم اكتساب المعرفة العميقة عبر مناقشة البِدع البرجوازية والانتهازية من أجل عصرنة وتعميق مستوى العمل الإرشادي.

و مع ذلك، يبقى ضعيفاً الفحص النقدي الجماعي و العميق لخبرة الصراع الطبقي، والصراع الأيديولوجي السياسي، و تحريك القوى من الأسفل على أساس استراتيجية الحزب وخياراته الأساسية، و سياستنا بشأن التحالف الاجتماعي في ترابط مع تطوير البناء الحزبي.

و على الرغم من إنجاز خطى في النقاش حول ما سبق في الحركات منفردة، كحركة العاملين لحسابهم الخاص في المدن، و حركات المزارعين ونساء الأسر الشعبية، و غيرها، فإن هناك تأخر في تعميم خبرة الصراع الطبقي و النضالات المتمظهرة في قطاعات و مجالات الاقتصاد. حيث لم تنفذ بعمق و ترابط كافة المعايير من أجل نشاطنا في الحركة العمالية، وهي التي كنا قد حددناها في قرارات المؤتمرات والمؤتمرات الموضوعاتية للعمل في صفوف الطبقة العاملة وحركتها. و بالتأكيد أسهم في ذلك، عدم تمكننا من تنفيذ قرار المؤتمر اﻟ20 لعقد مؤتمر موضوعاتي على المستوى الوطني جديد حول إعادة تنظيم الحركة النقابية العمالية، والعمل في الطبقة العاملة والتحالف الاجتماعي.

 

18. إن الإعداد و التنظيم المعمق للنقاش، و لخبرة الصراع الطبقي في ترابط مع كيفية قيامنا بالإرشاد، وكيفية قيامنا بالتوجيه، و ماهية الإجراءات المحددة التي نتخذها، اعتباراً من اللجنة المركزية والهيئات الإرشادية الأخرى والفرق الحزبية المركزية[1]، ستسهم في تحقيق أكبر قدر من المشاركة في التفكُّر والنقاش لجميع أعضاء اللجنة المركزية، كما و لباقي الكوادر الإرشادية في جميع الهيئات.

إن العقبة الرئيسية أمام التطوير المتكامل النواحي للقدرات الإرشادية هي اجتزائية العديد من الكوادر، و هي التي تعود و إلى حد كبير إلى انشغالهم الحصري الجاري على أساس توزيع تكليف المهام، مما ينتج عدم معرفتهم للعمل الجماعي للهيئة التي تضمهم، كما و لجوانب أخرى للتطور اليومي المعقد للصراع الطبقي، وحتى للمواجهة السياسية الجارية. هي ظاهرة موجودة في جميع مجالات العمل، لكن كوادرنا المكلفة للعمل في الحركة هي بحاجة إلى مساعدة خاصة.

و يتمثل وجه ضعف هام في عدم تمكن أعضاء في اللجنة المركزية باعتبارهم أمناء منظمات منطقية، و مرشدي منظمات هامة، أثناء تموضعهم من تعميم استنتاجات الصراع الأيديولوجي والسياسي، إما بنحو عام أو من جبهات الصراع، و استنتاجات من تحسن تناسب القوى في منظمات عمالية و جمعيات المزارعين و العاملين لحسابهم الخاص و جمعيات الطلاب و في التفاف النساء في جمعيات و مجموعات الاتحاد النسائي اليوناني. و أن يعمموا أيضا الاستنتاجات المستخلصة من تدخلنا و من صراعنا في المؤسسات البرجوازية، و مؤسسات إدارة البلديات و المحافظات، و البرلمان و الجامعات أو من باقي مستويات التعليم المدرسي، وما إلى ذلك، ولكن أيضا من الصراع حول  الوضع الاجتماعي للمرأة، و حول نظريات حول "النوع الاجتماعي" وجبهات الصراع الأخرى مثل المخدرات وحماية البيئة، إلخ.

ينبغي التغلب على التردد عن التحدث في جلسات الهيئات، بسبب الشك في المساهمة في تطوير الإثراء أو حتى التحسين، أو أينما يقدَّر لتصحيح المواضيع التي تطرحها توصيات المكتب السياسي أو الهيئات الأخرى. و أن تطور و في المقام الأول من جانب أعضاء اللجنة المركزية القدرة على تعميم الخبرة من العمل، بنحو موضوعي قدر الإمكان، دون تجميل أو موقف عدمي. هي قدرة تشترط  وجود شجاعة ناقدة و ناقدة للذات، و روحاً جماعية، و تواصلٍ مباشر للجميع مع عمليات حركية و مع أجزاء ممثلة مختلفة -قدر اﻹمكان- لقوى شعبية عمالية.

هي مسائل تتعلق بجميعنا رجالاً و نساء. و بالتأكيد، فإن مصيرية هذه المسائل لا تظهر في ظروف جيدة نسبياً، كالحالية، بل في أوقات حزبية حرجة. و هناك العديد من الأمثلة التاريخية عليها. و يتمثل تعبير صعوبات اللجنة المركزية في دراسة مسائل الإرشاد وتعميم الخبرة في أن أعضائها، وخاصة أولئك المكلفين في عمل المنظمات، يجدون صعوبة في الإسهام عبر كتابة مقالات من شأنها توفير  الخبرة لكوادر إرشاد أخرى في المنظمات و في الحركة النقابية العمالية و بنحو أوسع في الحركة الجماهيرية. من الضروري إدراك أن دراسة الخبرة وتعميمها من خلال المقالات، وخاصة في مسائل الإرشاد، هو جانب رئيسي من أجل تطوير الكوادر و اكتمالها. هناك حاجة إلى وجود معرفة أكثر شمولاً لكل النشاط الحزبي من قبل أعضاء اللجنة المركزية وليس فقط على أساس تكليفهم.

 

19. يتطلب التدريب على إبراز  الجوانب الأيديولوجية والاستراتيجية لكل مهمة سياسية واجتماعية الوقت المناسب والتحضير لنقاشها في كل هيئة إرشادية. يتطلب روحاً جماعية في إعداد نقاش كهذا وعدم تركه - كما يحدث – بهذه الدرجة أم تلك لبعض "الخبراء" أو بناءاً على تكليف كل كادر. يتطلب محاولة كبيرة لكي يلجأ الكادر إلى النظرية والتجربة التاريخية ودراسة الموضوعات النظرية و أفكار الخصم الطبقي وليس فقط إلى عناصر الصراع كما تتجلى مباشرة في مختلف الحوامل الجماهيرية للحركات. و هو بالتأكيد، يتطلب تكليفاً مناسباًً داخل كل هيئة لقيام رصد منهجي كهذا و تعميق و معالجة لمواقفنا وليس فقط أو بشكل أساسي لمطالب الصراع أو لبرنامج مداخلة ما، مهما كان قدر أهمية قيام هذه الأخيرة.

و يتطلب اكتساباً تدريجياً للقدرة والمنهجية لمساعدة جميع الهيئات الإرشادية على نقاش جوهري لكل نشاط في الحركة، و على جبهات الصراع، لإضاءة المسائل الرئيسية أيديولوجياً وسياسياً، كما و التناقضات وتضارب المصالح، و جذور المشاكل، و مواقف القوى السياسية الأخرى، و لإظهار الحلول. لكي تتواجد بالتالي، في صدام و قطع مع الآراء البرجوازية والانتهازية و ربط كل هذا مع ضرورة الاشتراكية الشيوعية.

لقد توجب على المكتب السياسي أن يبرمج تنظيم نقاش في اللجنة المركزية في كثير من الأحيان  لمزيد من المواضيع الأيديولوجية و الحركية و الوظيفية، حتى لو كان هذا يثقل كاهل اجتماعاتها. و كان يجب تعزيز عنصر المسؤولية الشخصية لجميع أعضاء اللجنة المركزية ذاتها في معالجة القرارات، ومراقبتها وتعزيزها، من أجل جميع مسائل الحزب.



[1]    وفقاً للفقرة 38 من النظام الداخلي للحزب:  "بغرض تنفيذ أكثر فعالية لمهمة الحزب ضمن المنظمات الجماهيرية العمالية و الشعبية، تقوم هيئات الحزب القيادية بإنشاء فرق حزبية مُشكِّلة من أعضاء الحزب المنتخبين في إدارات النقابات و غيرهم من  أعضاء الحزب، الذين ينشطون تحت قيادتهم من أجل تخصيص و تعزيز و دفع أهداف الحزب.  و في حال غياب وجود أعضاء حزبيين منتخبين في قيادات المنظمات المذكورة، يجري تشكيل فرقة حزبية قليلة العدد من أعضاء الحزب الذين ينتمون ويعملون في المنظمة الجماهيرية المعنية.

            و في استطاعة الفرق الحزبية، بعد الحصول على موافقة منظمات الحزب، إجراء اجتماعات أعضاء الحزب ومؤيديه المتواجدين أو الناشطين في المجالات المتعلقة.

      تقوم الفرق الحزبية بمناقشة مشاكل مجال عملها، على أساس المواقف العامة للحزب و توجهات الهيئات  القيادية المعنية”.

فليعطى دفع لتحسين العمل الإرشادي و الوظيفي للجان المنظمات المنطقية و القطاعية

20. لدينا هامش لقيام تعزيز ملموس للعمل الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي للحزب، مما يعطي مزيداً من الدفع لعناصر تحسين مستوى النشاط الإرشادي و لوظيفة اللجان المنطقية، عبر تعزيز رئيسي لإرشاد المكاتب المنطقية واللجان القطاعية. و أثناء الكفاح السريع للهيئات اﻹرشادية لمواجهة مسائل معقدة في التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الجارية، جرى اختبارها في معارك ذات متطلبات أيديولوجية وسياسية كبيرة في خوضها وتنظيمها وتنفيذها للعمل السياسي. إن خبرتها هي أكثر نجاعة نظراً للمحاولة المبذولة  لحشد القوى حول الحزب.

هذا و أسهم في تحسين عملنا اﻹرشادي: نقاش قرارات اللجنة المركزية، وغيرها من المعالجات المهمة. اكتمال احتفالات الذكرى المئوية. قيام النقاش المواضيعي بنحو أكثر انتظاماً من أجل جبهات الصراع. معالجة الخبرة المنبثقة من سلسلة من المعارك، على الصعيد الوطني أو المحلي، و من مداخلات جرت في مواقع العمل، و من انتخابات النقابات، هي معالجة تساعد، خاصة عندما يتم تنظيمها في محطات رصد على مستوى ثلاثة وستة أشهر. لقد تم تعزيز نقاش المسائل المتعلقة بالجبهة الأيديولوجية والسياسية لمداخلتنا في الطبقة العاملة، مع وجود تباينات من منظمة إلى أخرى، على الرغم من أن المشكلة الأساسية تكمن في أن مستوى وعمق التفكُّر بمسار الصراع الطبقي لا يتجاوبان دائماً مع ما نواجهه. هناك هوامش لتحسين هام في كيفية عملنا بصواب ومنهجية مع مواقفنا، و بقدر نجاحنا في خوض الصراع الأيديولوجي والسياسي، وكيفية معالجة المحاججة، والإطار، و أهداف الصراع و أشكاله. و تظهر جلياً ضرورة قيام معالجة أكثر استقراراً وجماعية، وتبادل الخبرة حول المسائل الرئيسية المتعلقة بنشاطنا في الحركة وبناء الحزب، بحيث يكون التدخل الأيديولوجي والسياسي جانباً أساسياً من النشاط اليومي. لا تزال هناك هوامش كبيرة  لتقوية مسؤولية ومبادرة كل منظمة حزبية في تخطيط النشاط من أجل صعود الوعي و الصراع السياسي الطبقي.

 

21. جارية هي محاولة في اللجان المنطقية لمراقبة التخطيط البرجوازي وتدخلات الدولة البرجوازية و مسائل أكثر تحديداً تتعلق بالتطورات في قطاعات محددة من الاقتصاد و المجالات، و مواقع العمل في كل منطقة. إن هذا العمل يساعد في قيام مواجهة أكثر تحديداً و توثيقاً و في عرض برنامجنا للشعب وتفصيل الصراع الأيديولوجي السياسي و معالجة أطر الصراع من أجل حوامل الحركة. علينا الإصرار على المعرفة الكاملة للبنية الطبقية حسب المنطقة وعلى الصعيد الوطني، و معرفة لتطورات في المجموعات الاقتصادية والقطاعات والشركات الكبيرة، لكي يكون التدخل الحزبي على جميع المستويات من قبل الهيئات الإرشادية و المجموعات الحزبية الأساسية ممنهجاً و مخططاً، لا بنحو مشتت. هناك نتائج إيجابية أينما جرت مداخلات مخططة في مواجهة مسائل جادة متعلقة بنوعية حياة الطبقة العاملة و قواها الحليفة، من أجل صياغة مواقف، وإطار مطالب وأهداف للصراع.

إن هذه الخطوات لا تفي إجمالاً بالمتطلبات الموجودة لنقاش متكامل من جانب نظري أيديولوجي لمواقفنا من أجل جميع جبهات الصراع، من أجل تبعات نمط الإنتاج الرأسمالي على جميع جوانب حياة الطبقة العاملة، حسب الفئة والجنس والعمر و غيرها، ومن وجهة نظر التحالف. و لا تشكل المحاولات التي بُذلت انعطافاً شاملا للهيئات اﻹرشادية، ولا سيما في اللجان القطاعية. حتى أن التوجه المُحسَّن في لجان قطاعية يظل مجتزءاً ولا يصل إلى المنظمات القاعدية، لكي يُسهم في استيعاب أفضل للقرارات والتوجيهات والمواقف بعينها.

إن المشكلة ليست تنظيمية ضيقة، بل هي مشكلة تخطيط أكثر صواباً و ثباتاً و إعداد جيد للاجتماعات، و تنبؤ  ناجز و دراسة للعوامل المتعلقة بمسار الصراع الطبقي، والوظيفة الجوهرية للهيئات الإرشادية، مع العمل على التوجهات المركزية في حيز مسؤوليتها. قليلة هي اللجان القطاعية التي تعالج في تخطيطها محتوى المواضيع للمنظمات القاعدية و مواقف الحزب، و لمسائل نظرية أو تاريخية، لجبهات الصراع، و من أجل شباب مجال مسؤوليتها، أو للاستنتاجات المستخلصة من التدخلات والمعارك التي خيضت. لا تقوم معظم المنظمات القاعدية بتقييم عملها وفق استمرارية من اجتماع لآخر، في حين أن نقاشاتها المواضيعية هي في الأساس جزء من الدروس الأيديولوجية المخططة مركزياً.

هناك تجربة إيجابية حيثما يصر أمين الهيئة بنفسه على العمل الجوهري لا الشكلي للهيئة، وأن تعزز روح الجماعية والتخطيط و عمل كل رفيق في مجال مسؤوليته. و تتميز حاجة امتلاك الأمناء اهتماماً دائماً بمناقشة مجالات العمل، وجميع الحركات، والتجمعات ، وجبهات الصراع، لا كمهمة تنظيم تظاهرة، بل كمحاولة للتدخل في القوى غير الحزبية، و لمعالجة إطار الصراع، و الصراع الأيديولوجي السياسي ضمن الحركة، والتكتيك في المنظمات الجماهيرية، لا سيما حيثما يتواجد تناسب سلبي للقوى، بالترابط مع التدخل الحزبي الأيديولوجي والسياسي المستقل.

يجب إعداد المواضيع بشكل جماعي قدر الإمكان، من خلال اجتماع للكوادر أو اللجان المساعِدة. إن مسألة تدريب وإعداد واستخدام الرفاق الأقل خبرة و ذوي البنية الأيديولوجية الأضعف، هي مسألة توجُّه من أجل خلق المقدمات لمواجهة ظاهرة كثرة التكليفات.

و في الممارسة، لم تتم مواجهة إرشاد مجالات العمل الرئيسية من قبل المجموعات واللجان المساعِدة، ضمن جميع اللجان المنطقية واللجان القطاعية. و حيثما نجحنا بذلك، فُتحت مسارات لإثراء العمل الإرشادي، لكن هناك قدراً كبيراً من عدم التجانس من منظمة إلى منظمة. علينا الإصرار على أن يتم تشكيلها في جميع الهيئات الإرشادية لجميع المجالات برئاسة كادر مناسب من الهيئة المعنية. و بمجرد تعيينها، فإن أهم شيء هو إرشادها بخطة واستمرارية من قبل عضو الهيئة المسؤول. يجب تحديد دورها و فرزها و  قيام تخطيط من أجل دراسة مواضيع وضمان المقدمات من أجل تحصيل نتائج، و  قيام تحسُّن جماعي و رقابة و مساعدة من الهيئة الإرشادية نفسها المضطلعة بمسؤولية تعزيز وتشجيع وتطوير روح المبادرة.

 

22.لا يمكن حل كل اﻷمور من اجتماع لآخر ضمن وظيفة المنظمات الحزبية. في ظروف الوباء الخاصة، وبصرف النظر عن الصعوبات في الوظيفة والعمليات الجماعية للمنظمات، بصرف النظر عن محدودية التظاهرات الجماهيرية موضوعياً و نشاطات الحزب والحركة، فقد ظهرت بعض العناصر النوعية للعمل الإرشادي في المنظمة و التي ينبغي تثبيتها أيضاً في ظروف مختلفة دون محظورات، و التي تقول الخبرة نفسها بأن هناك استهانة بها، مثل: التعاون على كل المستوى وخاصة مع أعضاء المنظمات القاعدية الحزبية، و وظيفة هذه المنظمات و أقسامها. الإعلام عن المواقف والنشاط من قبل صحيفة ريزوسباستيس . و كتابة المقالات من قبل الكوادر. المبادرة في الاتصال مع المحيط الحزبي و استخدام كافة وسائل الاتصال للدعاية. و تخطيط ورفع مستوى التثقيف الذاتي، و تشديد النقاش الأيديولوجي السياسي. و الدعم في تخطيط نشاط مكاتب المنظمات القاعدية، من أجل عدم "إنجاز الواجبات على عُجالة"، و أن تتحمل مسؤوليات لتنظيم تظاهرات و خطب و مداخلات. و تنسيق القوى القطاعية و المنطقية من أجل قيام تدخلات حركية و حزبية.

علينا تركيز انتباهنا على إيصال جميع معالجات الحزب من خلال إجراءات جوهرية، على حد السواء إلى اﻷركان اﻹرشادية كما و نحو المنظمات القاعدية الحزبية، مع تعزيز العنصر الأيديولوجي، والاستفادة من خبرة كل منظمة. إن هدفنا هو رؤية تحسين أكثر منهجية لا أن تكون الأمثلة الإيجابية على أساس كل حالة منفصلة. إن هذا ليس مهمة سهلة ولن يكون من الممكن إنجازها إذا لم نثري الوظيفة الحزبية الداخلية باستخدام صيغ و طرق لا تستنفذ في الاجتماع، والتي يجب ترقيتها في جميع منظمات الحزب.

بالإمكان دعم العمل الإرشادي بنحو أكثر تنظيماً وتنسيقاً، من خلال إجراء فعاليات دورية لمسؤولي مجالات العمل، أو أمناء المنظمات الحزبية القاعدية، أو أعضاء مكاتب المنظمات القاعدية، و رؤساء المجموعات الحزبية، والكوادر الأخرى، و التي بإمكانها تعميم الخبرة، و توحيد التوجهات و دعم تكليف الكوادر من خلال واستخدام الأمثلة والاستنتاجات، باستخدام وثائق الحزب وقراراته، و مقالات من صحيفة ريزوسباستيس و مجلة كومونيستيكي إبيثيوريسي و من نظريتنا.

لا يمكن حل كل اﻷمور من اجتماع لآخر ضمن وظيفة المنظمات الحزبية. في ظروف الوباء الخاصة، وبصرف النظر عن الصعوبات في الوظيفة والعمليات الجماعية للمنظمات، بصرف النظر عن محدودية التظاهرات الجماهيرية موضوعياً و نشاطات الحزب والحركة، فقد ظهرت بعض العناصر النوعية للعمل الإرشادي في المنظمة و التي ينبغي تثبيتها أيضاً في ظروف مختلفة دون محظورات، و التي تقول الخبرة نفسها بأن هناك استهانة بها، مثل: التعاون على كل المستوى وخاصة مع أعضاء المنظمات القاعدية الحزبية، و وظيفة هذه المنظمات و أقسامها. الإعلام عن المواقف والنشاط من قبل صحيفة ريزوسباستيس . و كتابة المقالات من قبل الكوادر. المبادرة في الاتصال مع المحيط الحزبي و استخدام كافة وسائل الاتصال للدعاية. و تخطيط ورفع مستوى التثقيف الذاتي، و تشديد النقاش الأيديولوجي السياسي. و الدعم في تخطيط نشاط مكاتب المنظمات القاعدية، من أجل عدم "إنجاز الواجبات على عُجالة"، و أن تتحمل مسؤوليات لتنظيم تظاهرات و خطب و مداخلات. و تنسيق القوى القطاعية و المنطقية من أجل قيام تدخلات حركية و حزبية.

علينا تركيز انتباهنا على إيصال جميع معالجات الحزب من خلال إجراءات جوهرية، على حد السواء إلى اﻷركان اﻹرشادية كما و نحو المنظمات القاعدية الحزبية، مع تعزيز العنصر الأيديولوجي، والاستفادة من خبرة كل منظمة. إن هدفنا هو رؤية تحسين أكثر منهجية لا أن تكون الأمثلة الإيجابية على أساس كل حالة منفصلة. إن هذا ليس مهمة سهلة ولن يكون من الممكن إنجازها إذا لم نثري الوظيفة الحزبية الداخلية باستخدام صيغ و طرق لا تستنفذ في الاجتماع، والتي يجب ترقيتها في جميع منظمات الحزب.

بالإمكان دعم العمل الإرشادي بنحو أكثر تنظيماً وتنسيقاً، من خلال إجراء فعاليات دورية لمسؤولي مجالات العمل، أو أمناء المنظمات الحزبية القاعدية، أو أعضاء مكاتب المنظمات القاعدية، و رؤساء المجموعات الحزبية، والكوادر الأخرى، و التي بإمكانها تعميم الخبرة، و توحيد التوجهات و دعم تكليف الكوادر من خلال واستخدام الأمثلة والاستنتاجات، باستخدام وثائق الحزب وقراراته، و مقالات من صحيفة ريزوسباستيس و مجلة كومونيستيكي إبيثيوريسي و من نظريتنا.

 

23. هناك حاجة ليقظة مستمرة للحفاظ على مبادئ وظيفة و نشاط الحزب و الشبيبة الشيوعية. و يجب التنبه بنحو خاص لعدم الخلط بين العلاقات الرفاقية التي تتطور في الحياة الحزبية، ضمن النضال الصعب الذي نخوضه، بروح الود التي تقود إلى الاستهانة بالنقد، و إلى الذاتية، إلى خلق دائرة شخصية من النفوذ. إن الوحدة الأيديولوجية والسياسية في الحزب هي مكتسبة الآن أكثر من أي فترة سابقة، لكن يجب ألا نطمئن.

علينا ألا ننسى بأننا قدّرنا هذا في مرات أخرى و مراحل مختلفة، لكن ما تم تأكيده هو التقييم بأنه لا ينبغي أن يكون هناك طمأنينة. إن مواجهة أية ظواهر سلبية ينبغي أن تكون ثابتة، محددة، على أساس نظامنا الداخلي و مع العناية دائماً على الحفاظ على جميع الإجراءات الحزبية الجماعية، و هي واقعة مهمة للغاية بالتأكيد من أجل الوظيفة الجيدة و الصحيحة والسليمة للهيئات و المنظمات القاعدية الحزبية.

دور أقسام اللجنة المركزية

24.محددة هي ضرورة وجود أركان مساعِدة و هي مقبولة و مسجلة في قرارات المؤتمرات و في غيرها من قرارات اللجنة المركزية، ومع ذلك فإن تدابير  التنفيذ مجزأة، والتقدم الملحوظ غير مستقر، و لا تزال النتائج محدودة. ويرجع ذلك بنحو رئيسي، إلى ضعف وتجزئة المساعدة الممنوحة من الهيئات التوجيهية الأعلى نحو اللجان المساعِدة في الهيئات الأدنى. فلكي تستجيب اللجنة المساعِدة، فهي تحتاج إلى مساعدة مستمرة و جوهرية من جانب اﻹرشاد.

هناك حاجة إلى توظيف أكثر انتباهاً لأقسام اللجنة المركزية، بنحو يمكِّن الجمع بين المزاج والقدرة على العمل الدراسي مع الفولذة الشيوعية، والتي يتمثل عنصر لها أيضاً في الموقف الطليعي في الواجبات الأشمل والعملية للمنظمة القاعدية الحزبية و الشبيبية، و في اﻹهتمام الرفاقي بكل المشاكل التي تشغل كل رفيق و رفيقة، و ما شاكلها.

 و بالتأكيد، فإن كل ما سبق يتعلق و إلى حد كبير، أيضاً بالعلاقة بين الحزب و الشبيبة الشيوعية، و العلاقة بين أقسام اللجنة المركزية و المجالس القطاعية و المنظمات القاعدية الشبيبية الطلابية، و بذات القدر فيما يتعلق بمحتوى الدراسات، و الصراع مع الأيديولوجية البرجوازية التي تُنشر عبر الموضوع العلمي. و بنحو مماثل فيما يتعلق بالتعليم الثانوي.

 و يجب أيضاً، زيادة الاهتمام باﻷقسام المعنية بمحتوى التعليم في المرحلة الابتدائية، من أجل مسائل التعليم وكذلك البنى التحتية في التعليم، وظروف التعليم والصحة والتغذية الصحية والتنظيم الخلاق والاستفادة من وقت فراغ الأطفال وما إلى ذلك. و إجمالاً لزيادة المسؤولية من أجل مشاكل المنظمات القاعدية للتلاميذ و لتنظيم المساعدة المقابلة لها بنحو خاص.

 

  1. إن التوظيف الإجمالي الجيد لكوادر أقسام اللجنة المركزية يهيئ المقدمات لمنح أكثر مساعدة أكثر جوهرية لمنظمات المناطق و للمجلس المركزي للشبيبة الشيوعية.

يجب قيام خطوات أكثر حسما في هذا الاتجاه. و على وجه الخصوص، فيما يتعلق بأقسام اللجنة المركزية، هناك حاجة إلى تكليف كادر أفضل إجمالاً. و تتمثل مسألة حاسمة الآن في كل قسم، اعتماداً على موضوعه، في أن يجمع تكليف الكوادر بين القدرة الدراسية و الخبرة في الحركة، نظراً لأن العديد من الأقسام مسؤولة عن إرشاد مجموعات حزبية مركزية بنحو في منظمات جماهيرية. هذا و تحتاج المجموعات الحزبية المركزية إلى توظيف مماثل و تجديد، و بنحو رئيسي للحركة النقابية العمالية، التي تضطلع بمسؤولية متزايدة على الصعيد الوطني.

تراكم خلال هذه السنوات الأربع، الكثير من الخبرة الإيجابية من أقسام التي جمعت العمل على هذا النحو. و هكذا فقط بالإمكان تحسين القدرة على الاستجابة بنجاح مع الصراع الأيديولوجي السياسي الجاري داخل الحركة، ومعالجة مطالب الصراع.

لقد حددنا الحاجة إلى تعاون أفضل وأكثر جوهرية للأقسام. حيث تم إنجاز خطى ما منذ المؤتمر السابق، دون أن نستطيع تقييم أن هذا التعاون هو مكتسب و مستقر. وتحت مسؤولية أعضاء المكتب السياسي تم تحسين التعاون بينها وكذلك بين مسؤولي الأقسام، وتحسن التعاون عِبر ملاحظات في إعداد المنشورات المتعلقة بقضايا تنسيق الحركات. ومع ذلك، فإن هذا لم يتمظهر  بعد في برمجة و تخطيط مشتركين و هو ما يتطلب قيام اجتماعات منظمة تنظيماً جيداً للأقسام، وخاصة لتلك الممثلة في المجموعات المشتركة. هناك حاجة إلى تعاون أكبر بين الأقسام من أجل قيام  إعداد و تدخل لعقد اجتماعات مشتركة لمجالس إدارة المنظمات التي نكافح فيها من أجل تحقيق العمل المشترك، و من أجل إنجاز خطى في التحالف الاجتماعي. هناك أيضاً حاجة إلى تعاون أكثر استقراراً بين الأقسام حول المسائل المتعلقة بإعادة إنتاج قوة العمل ونوعية حياة الطبقة العاملة والقوى الشعبية.

وقد ينعكس هذا التحسن في علاقة الأقسام باللجان المنطقية، ولكن أيضاً في زيادة الاهتمام الإرشادي وزيادة انشغال أمناء المنطقيات أنفسهم في موضوع الأقسام و التعاون معها. حيث هناك سلفاً خبرة إيجابية وسلبية في كل هذا من أقسام معينة.

 هناك حاجة ماسة إلى تعزيز الأعمال الدراسية لأقسام، كالقسم النقابي العمالي، و قسم الصحة – الرعاية الاجتماعية، و غيرها. يجب معالجة نقص المسؤولين المقابلين أو الأقسام و مجموعات العمل، كما هو الحال بالنسبة لمواضيع التاريخ في المناطق والمدن الكبيرة ذات المؤسسات الجامعية.

 

  1. و اعتباراً من  الآن، يجب أن يبدأ من الأعلى، من المكتب السياسي و  أمانة اللجنة المركزية التخطيط للتوظيف في أقسام اللجنة المركزية، و في المجموعات الحزبية المركزية للمنظمات الجماهيرية والهيئات وصولاً حتى مكاتب المنظمات القطاعية، لتحقيق أفضل نشر ممكن للقوى، مع احتساب مترابط لضرورة التفصيل و الانشغال المتعدد الأوجه و الخلفية الأيديولوجية، ولكن أيضاً مع الحاجة إلى اكتساب الخبرة التنظيمية و خبرة من الحركة، و الفولذة الشيوعية، و الظروف الموضوعية المختلفة التي يتشكل ضمنها عنصر التربية الشيوعية المتعدد الأوجه، و مزاج العطاء كما و المساعدة لرفاق لديهم موضوعياً مشاكل في وقتهم، و تجاه خاصة الأمهات.

يمكن أن تبدأ ترقية الكوادر من الأسفل، لكن تخطيط تطوير الكوادر وكذلك عملية نشرها، تتم بنحو أساسي من الأعلى.

 

فلتقدم المساعدة الفورية إلى المنظمات الحزبية القاعدية

27. تضطلع اللجنة المركزية بمسؤولية توجيه اللجان المنطقية والهيئات القطاعية ومساعدتها، من أجل التحضير لاجتماعات المنظمات القاعدية لكي تكون نشطة وخلاقة في عملية فحص العمل واتخاذ القرارات. بهذا النحو فقط تنمى الضرورة إلى شراء صحيفة ريزوسباستيس و مجلة كومونسيتيكي إبيثيوريسي، و الكتاب السياسي - التاريخي - الأدبي، و الجمع بين العمل النظري والعملي، و الصعود المستمر للدور الطليعي في مجال المنظمة القاعدية. فلنواجهه بنحو أكثر حسماً صعود و هبوط منسوب نشاط المنظمات القاعدية، اعتباراً من النقاش النظري حتى المسائل العامة أو الدرس الأيديولوجي في الاجتماع لروتيني، عبر أجندة تظاهرات و قائمة واجبات خالصة تُصاغ عادة من الهيئات الأعلى.

و يمتلك جزء كبير من المنظمات القاعدية نقصاً شديداً في صورة المسائل التي يروج لها و يحلها، و يواجهها القطاع الذي تنضوي ضمنه. و هناك أيضا، هناك رؤية محدودة للغاية للقطاع الجغرافي تجاه مسائل عمل المنظمات القطاعية، على الرغم من وجود مواقع عمل مماثلة على حدود المنظمات الجغرافية. و ينطبق الأمر بالعكس على المنظمات القطاعية التي تجهل الخبرة والاستنتاجات المستخلصة من الصراع على جبهات مثل الصحة والتعليم والبيئة و غيرها.

ليست اللجنة المركزية متطلبة وفق ما وجب و في المقام الأول من ذاتها، عن كيفية عمل المنظمات القاعدية، لا لأنها ترشدها بنحو مباشر، بل باعتبار ذلك مشكلة إرشاد صحيح خلاق و ناجع  للهيئات الأدنى. و ينبق ذات الأمر على المجلس المركزي للشبيبة الشيوعية فيما يتعلق بالمنظمات القاعدية الشبيبية.

إن معظم المنظمات القاعدية الحزبية و الشبيبية لا تناقش الخبرة المستخلصة و المشاكل من جبهات الصراع في حيز مسؤوليتها. تناقش مهاماً ترتبط قليلًا أو على الإطلاق مع التعميم الضروري للخبرة الإيجابية أو السلبية، حول كيفية تفصيل الاستراتيجية مع تفكُّر مقابل لكيفية النشاط الواجب.  يتطلب قيام توجه كهذا من كل منظمة قاعدية امتلاك خطة نشاطها الخاصة بها لحشد القوى حول  الحزب وسياسته، و أن تضيف إسهامها الخاص في إعادة تنظيم الحركة النقابية العمالية، و الترويج  للتحالف الاجتماعي، مع مسؤوليتها الخاصة في كسب الشباب في الصراع الثوري.

 تتطلب مثل هذه الخطة معرفة جيدة بمجال مسؤولية المنظمة القاعدية، ومراقبة شاملة للصراع الأيديولوجي والسياسي و استخداماً صائباً لجميع قوى واحتياطات الحزب و الشبيبة، واستخدام الأحداث الجارية كمحطة للتحكم في عملها لا لقلب تخطيطها الإجمالي.

حاجة تطوير معالجات الحزب النظرية السياسية و ربطها مع الصراع

تجعل واقعة إنجاز الحزب لمعالجات نظرية - أيديولوجية لم تُستوعب من أعضاء له و حتى من قبل العديد من الكوادر، من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن يتخلل محتوى هذه المعالجات كل وظيفة هيئات و منظمات الحزب و الشبيبة الشيوعية.

و لا يعني هذا التأخر في الاستيعاب وجوب إحالة العمل النظري الدراسي إلى وقت لاحق. إن متطلبات العمل النظري تتحدد في كل حال من الحراك الاجتماعي نفسه و هو الذي لا يتوقف أبداً.

إن ما اكتسبناه من دراسة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية - الشيوعية هو مجرد أساس. و بالتالي، هناك حاجة لاستمرارية منظمة من كل قسم، و بنحو عابر للأقسام، و بنحو متكامل الجوانب من قبل الجنة المركزية ذاتها. إن هذا يتعلق بجميع مسائل اﻷساس والبناء الفوقي. و يتعلق بمسائل اجتماعية، و مسائل الاقتصاد الاشتراكي، والسياسة الخارجية للدولة الاشتراكية، والحركة الشيوعية الأممية، ودور الحزب و بنيته، ومبادئ وظيفته، و وظائف المنظمات الجماهيرية، والدولة.

و مطلوبة في ذات الوقت، هي معرفة واستخدام قرارات و معالجات الحزب، مع تحسين الصراع الأيديولوجي السياسي، بنحو يمكن قيام صد صائب لهجمة الافتراء المناهضة للاشتراكية و الشيوعية الجارية من قبل الاتحاد الأوروبي و الأركان البرجوازية.

إن حاجة المعرفة النظرية والأيديولوجية - السياسية والاستيعاب والقدرة على التغلغل بشروط الصراع في أي مجال، تتعلق بنحو أكثر خصوصية بقوانا الطلابية والتربوية وقوانا في مجال الثقافة.

كما أننا نحتفظ في كثير من المسائل برؤية مُجمَّلة، تتعايش مع الجهل أو الالتباس في ما يخص البناء الاشتراكي في القرن اﻟ20. يجب أن يرتبط بحثنا التاريخي بنحو مباشر بتطور رؤيتنا إجمالاً للمحتوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي للمجتمع الجديد، الشيوعي. لا يمكن النظر إلى هذه المهمة على أنها مستقبلية، لما بعد الثورة، بل كمهمة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالصراع الأيديولوجي السياسي الحالي داخل الرأسمالية، مع تفسير الظواهر و التطورات المعاصرة الجارية في النظام الإمبريالي الدولي و في بلدنا، كأساس في تشكيل مطالب الصراع في الحركات الجماهيرية، و ضمن التجمعات في توجُّهٍ مناهض للاحتكار والرأسمالية. كما و يُفيدنا بحثنا التاريخي بمثابة عملية صراع طبقي شامل في أصعب الظروف الغير مسبوقة، من أجل مواصلة نشاط القوى الأكثر طليعية وإعادة تنظيمها، و من أجل إيقاظ قوى عمالية شعبية أوسع، وفقاً لظروف الصراع الجاري  مع كافة التيارات البرجوازية والانتهازية، اعتباراً من تلك القومية و الفاشية المتطرفة، و الإصلاحية الاشتراكية الديمقراطية الأكثر ظهوراً، وصولاً إلى الأكثر تستراً و الاستقلالية الفوضوية

فلنتغلَّب على ظواهر صياغة نشاطات سياسية غير معالجة و غير مشغولة في كل مكان محدد

29. هناك ظواهر لاستخدام خط حشد آلي دون معالجة و تخصيص لاستراتيجيتنا في ظروف كل مجال محدد، و هي تنتج صعوبة اليوم في حشد قوى عمالية شابة، عديمة الخبرة، مترددة أو حتى خائفة. مما يُصعِّب كسر محاصرتها من سياسات أرباب العمل والأحزاب البرجوازية، والإصلاحية والانتهازية.

مدينة هي اللجنة المركزية دون إعطاء توجيهات وحلول تفصيلية لكل حالة على حدة، بتربية ومساعدة أعضاء و كوادر الحزب والشبيبة الشيوعية على التفكير في كل مشكلة، واكتساب المعايير ، واستخدام أي خبرة صغيرة أو كبيرة لهم باعتبارها مدداً، و أن يستخدموا وثائقنا، و يمتلكوا روح المبادرة، و السعي لحل المشاكل، و لدراسة النتائج. و أن تساعد اللجنة المركزية أعضاء الحزب و كوادره على رؤية الأخطاء من أجل تصحيحها.

وعلى وجه الخصوص ينبغي خلال المؤتمر إبراز الخبرة الإيجابية والسلبية التي تراكمت لدينا، و أخطاء التكتيك، و أسلوب مواجهة المشاكل. حيث موصوف هو في الحركة النقابية بنحو خاص، ولكن أيضاً في الحركات الأخرى، التفصيل غير الكافي والآلي نسبياً للصراع و حشد القوى. كثيراً ما يكون نقدنا عمومياً و قاطعاً، لا إثباتياً أو محدداً. إن ما انتقدت الأحزاب، بالقول إن لديها سياسة "إدارة أزمة"، ليس بمفهوم دائماً من قبل العمال، والشرائح الشعبية ، و هو أكثر من ذلك بكثير، لا يبرهن طبيعة سياستها المناهضة للشعب، و ذلك في حين امتلاكنا لمعطيات و معالجات لمارسة نقد سياسي مُحاجِج، و أن نكون إثباتيين في سبب تحرك سياستها من أجل مصالح الطبقة البرجوازية، وبالتالي كون هذه الأخيرة جارية على حساب مصالح الأغلبية الاجتماعية.

في كثير من الأحيان،نصبح نحن أعضاء اللجنة المركزية نفسنا، دليلاً سيئاً للرفاق، و للمجموعات  والهيئات الحزبية التي نرشدها مع شعارات ونقل نصوص إلى بيانات النقابات دون قيام نقاش مع أعضاء مجلس الإدارة. إن المواجهة الأيديولوجية الصائبة لا تكمن في المواجهة اللفظية الحادة السطحية التي لا تحمينا من الضربات الجانبية الأيديولوجية التي يوجهها الخصم الطبقي و كافة ضروب الانتهازيين.

 ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن نعتبر تناسب القوى السلبي مسألة دعاية، وأنه لا يقف فوق أرضية  الوظيفة المادية والسياسية للرأسمالية في اليونان و دولياً، في ظروف نمو إنتاجية عمل عالية للغاية ، و ديمقراطية برلمانية برجوازية مديدة الأعوام و غيرها الكثير. و في هذه الظروف، يتطلب ربط مطالب الصراع بالاشتراكية و بالمجتمع الذي نناضل من أجله، معرفة جيدة للمسائل والمشكلات الجديدة، و إبرازاً مُحاجِجاً لأسبابها، ومواجهة مستقرة للسياسة البرجوازية، و تصعيداً في الربط مع  المنظور الاشتراكي.

هذا و يجابه نشاطنا الجاري من أجل تنظيم الحركة العمالية، و تنظيم الجماهير، و حشد القوى، في ذروة المشاكل الحادة، و من أجل الترويج للتحالف الاجتماعي، ضغطاً موضوعياً تمارسه قوى عمالية شعبية كما و برجوازية صغيرة من أجل إيجاد حلول هنا والآن و انتزاع مكاسب و حتى من أجل تحقيق مطالب فئوية مهنية.

إن الرد و بالتأكيد على هذا الضغط لا يكون عبر الرؤية الخاطئة والمُعبَّر عنها بنحو هامشي أن بإمكان "التخندق الأيديولوجي السياسي" ، و حتى "الانعزالية" المؤقتة لحمايتنا من الضغط الانتهازي المديد الأعوام وغير المؤقت كما ثبت أخيراً، لفترة الثورة المضادة. إن العكس هو ضروري: أي تطوير قدرتنا على خوض الصراع مع قوى و رؤى و مواقف ضمن محاولة تنظيم الجماهير و حشد القوى، لا خارج هذه العمليات. و أن نستطيع مواجهة دعوات "التراجع و الهدوء" و أن تجري دراسة حريصة للمطالب و للإطار السياسي الداعم لها و ألا ننزلق نحو "المطالب الدنيا" أو نحو منطق "البرنامج المرحلي"، ألا نتراجع عن نقدنا للقوى الأخرى باسم "التفاف واسع للقوى". و إجمالاً ألا نتراجع في وجه الضغط الذي سيكون قوياً.

 

30. من الحاسم هو توضيح معايير المشاركة في مبادرات النشاطات و التحركات التي تظهر على المستوى المحلي. من الضروري أن نبدأ من تقييم المشكلة، و المطلب الذي صيغ، لا من تناسب القوى الأيديولوجي السياسي القائم بين المشاركين، في حين لا ينبغي تجاهل حجم التحرك الجاري. و بإمكاننا على هذا الأساس، التغلب حتى على التردد في ولوج قوى حزبية في أنشطة المنظمات و تجمعات لم تبدأ بمبادرة منا. و في الوقت نفسه، ينبغي التيقظ من أفعال قوى انتهازية تحشد قواها، باسم مشكلة ما، وتسعى إلى توجيه ضربات جانبية، مروجة بهتاناً "لوحدة من الأسفل مقابل انعزالية قيادة الحزب الشيوعي اليوناني". مطلوب هو قيام فحص محدد بنحو جماعي لكل نشاط، مع إعداد كامل الجوانب لقوانا أيضاً من أجل صراع أيديولوجي.

و تكمن المسألة الرئيسية و الأمر ذو الأهمية الأكبر، في التقييم الناجز للأمزجة حول أي مشكلة تتفاقم، و أن نتخذ مبادرات، لأنه حيثما توجد فجوة أو هناك نقص في المبادرات، فإن المبادرة ستتمظهر موجهة من قوى ذات منحى إشكالي مما سيُصعِّب الصراع داخلها. إن الأمر الرئيسي هو أن تكون قواتنا محصنة أيديولوجياً وسياسياً وتنظيمياً عبر مواقفنا،  وموقفنا الأشمل تجاه الانتهازية، بحيث لا تكون عرضة للضغط، و أن تعمل في الحركة أيضاً بأسلوب يمكنها عبر موقفها و خوض  الصراع الأيديولوجي السياسي في القاعدة من تحرير قوى من استعصاء الانتهازية و من الذهان المناهض للحزب الشيوعي اليوناني، الذي تزرعه قواها.

 

31. و مع أخذنا في الإعتبار لهذا، يجب أن تحصين الحزب و الشبيبة الشيوعية ككل، ولا سيما الأعضاء المجندين في السنوات الأخيرة، من أجل حيازة ردود فعل قوية ضد الانتهازية، و في المقام الأول، ليكونوا في موقع للتغلب على مناورات "النشاط المشترك" المنافِقة و باسم جبهات "مناهضة المذكرات" و "مناهضة النيوليبرالية"، و"مناهضة اليمين"، و" مناهضة الفاشية"، مهما كان شكل تمظهرها في كل مرة، من أجل إمرار خط برنامج مرحلي للإصلاحات، و حكومة انتقالية فوق أرضية الرأسمالية، و لجرنا نحو التعاون مع أحزاب برجوازية، كسيريزا، الذي تعتبر خبرته الحكومية ثمينة في سلبيتها للقوى الثورية.

إن الأمر الأساسي هو عدم الإستهانة بدور الانتهازية على حد السواء في الظروف الرأسمالية والاشتراكية، لأن منبعها لا ينضب موضوعياً، و يقود دورها المضاد للثورة إلى تقويض الحركة والافتراء عليها.هذا و يظهر بعض كوادر وأعضاء المنظمات الانتهازية، بتحولاتهم السطحية والمغرضة، تارة كمدافعين عن الاستراتيجية السابقة للحزب، و تارة كمدافعين عن الحكومات الانتقالية، و عن أهداف سياسية انتقالية، مع رفضهم للحزب الشيوعي باعتباره الطليعة الواعية لطبقة البلاد العاملة و ما إلى ذلك. و بذات القدر هو خطير دور الإصلاحية، فهو يمارس الضغط على القوى العمالية والشعبية من أجل حلول وإصلاحات سياسية فورية فوق أرضية الرأسمالية، مع تقويض سافر و  مقنع أيضاً للصراع الطبقي الثوري. إن هذا لا يعني انتفاء وجود هوامش لانتزاع العمال والطلاب والعلماء والعاملين الآخرين الذين يتبعون أو يتأثرون بهذه القوى، و فصلهم عن نفوذها. يجب أن يُرشد أعضاء الحزب بنحو صحيح ومنهجي في هذا الشأن، حتى يتمكنوا من ممارسة نقدهم أمام قوى شعبية أوسع، لتوضيح اﻟ"لا" التي نقولها عبر آرائهم ومواقفهم ، وممارستهم في الحركة.

 

32. إن إدراك الفترة التي نمر بها، و انحسار الحركة العمالية، و الصعوبات الأكبر في بلورة نتائج محددة، يفرض أن نكافح دون أي تهاون من أجل تحسين حالة وضع العامل الذاتي، و لتعزيز المنظمات الحزبية، مع موائمة متواصلة للعمل الإرشادي مع النشاط في الحزب و للحزب مع الطبقة العاملة، وفق استراتيجيتنا و برنامجنا، و استنتاجات من مسار الحركة الشيوعية، و من المتطلبات المعاصرة للصراع الطبقي.

إن التناقضات التي نمر بها تظهر أن من المطلوب بذل محاولة كبيرة، من خلال النقاشات والاجتماعات والدروس وما إلى ذلك، من أجل فهم مسائل حاسمة في معضلة "الرأسمالية - الاشتراكية" في مساحة اكبر من المسائل من قبل الأعمار الأصغر، و عقول قلقة نسبياً ترى مشاكل  الرأسمالية، لكنها لا ترى الاشتراكية بنحو مباشر ، حيث تعوقها الصعوبات اليومية في الحياة والعمل والأمومة، والتي تؤثر سلباً على المشاركة الثابتة في الحركة، و في النضالات وقت غياب الطفرات.  هي مشكلات ذات أعمق أكبر مما نتصوره غالباً، و هي مرتبطة بأسلوب تنظيم العمل والحياة الاجتماعية بنحو أشمل. و تتطلب صراعاً مستمراً مع تأثيرها على مناضلين، ولكن أيضاً على صفوفنا، الذي سيزداد حدة مع مرور الوقت و غياب ظروف صعود زاخم للصراع الطبقي، وإعادة تنظيم الحركة العمالية الشعبية في بلدنا، و الحركة الشيوعية الأممية.

ينبغي ألا يقود إدراك مستوى المزاجات الكفاحية – و حسابها - إلى تقليل متطلبات عملنا التي تتعلق بجميع المجالات، و بالمبادرة، ووضع خطة، ومحتوى وأشكال العمل، و الدعاية وأهداف حشد القوى وتجديد المحيط الحزبي و القوى الحزبية من عمال وعاملات و مناضلين أصغر سناً في قطاعات متنامية و مجالات ذات أهمية استراتيجية.

إن من المسؤولية الإرشادية عدم تغطية النشاط العام على أوجه الضعف والمشاكل، لكي تتجاوب  بقدر الإمكان من الصواب ما نقوم به به لتقوية كل منظمة حزبية.

إن الرفاق في أركان الحزب يتصدرون العمل، مع مزاج عطاء، و منهجية، ويتحملون مسؤولية التوجيه ويشاركون في التدخل والعمل الفوري. و في الوقت نفسه، من الضروري في كل حالة أن يكون هناك تطابق بين الأقوال والأفعال، وأن تترافق الخلاصات الصحيحة بالمحاولة المقابلة للتحسين الفردي والجماعي في مجال تكليف كل منهم، هناك حاجة لنقاش جيد جداً حول كيفية ضمان أفضل ما يمكننا القيام به فيما يخصنا، دون الكثير من التوصيف و نقل المسؤوليات. تتولى كل حلقة إرشادية وكل كادر تحمل مسؤوليتهما الكاملة وبالتالي يصاغ الاعتقاد الراسخ بأنهم يحلون ما هو ممكن في كل مرة.

يتم التعبير عن هذا المسألة أيضاً في المزاج الرفاقي والجماعي وكيفية تنميته، بدءاً من الهيئات الإرشادية و وصولًا إلى المنظمات القاعدية، و من نوعية النقاش و العمل الجماعيين، والتحكم الإبداعي الجماعي، والحركات التصحيحية الممكنة.

 

33. ينبغي على اللجنة المركزية أن تعطي وزناً أكبر من خلال التحكم الإبداعي والمحدد بخبرة النضالات، لتوضيح علاقة الحزب بالمنظمات النقابية العمالية، و منظمات العاملين الأخرى، و منظمات العاملين لحسابهم الخاص في المدينة و الريف و منظمات الشباب والنساء. إن المشكلة تزداد تعقيداً أكثر في ظروف الأزمة وإعادة تنظيم الحركة، و الترويج للتحالف الاجتماعي، في ظروف ينبغي بها توجيه النضال العمالي-الشعبي بنحو موضوعي نحو الاشتراكية، بينما يشكل التراجع ثقلاً معطلاً.

لا يبدو أن الجوانب التي عالجناها في المؤتمرات السابقة، ومؤخراً في المؤتمر اﻟ20، قد تم استيعابها في الحزب، و ذلك بالضبط لأن رصد القرارات والنتائج لا يجري تحت ضوء معالجاتنا، بعد نضال ما أو خلال التحكم الجاري أثناء تطوير المبادرة إلى نشاط.

و حتى اليوم، يبدو أن بعض الأعضاء والكوادر يخلطون الاتجاه نحو تسييس الحركة، عبر تسطيح الفروقات بين الحزب و النقابة ذات الاتجاه الطبقي. يتحدث البعض كما لو أن جبهة النضال العمالي "بامِه" هي المرشد الأيديولوجي السياسي للحركة العمالية. و بهذا الأسلوب و بالتأكيد عن غير قصد،  تجري الاستعاضة عن الحزب بدلاً من قيام عملية التجذير في اتجاه طبقي. و يقوم العديد من الأعضاء والكوادر بتسطيح الاختلافات الطبيعية الموجودة بين النقابات العمالية، أو لجنة النضال حول مشكلة معينة، أو الجمعية النسائية ، أو جمعيات أولياء أمور التلاميذ. إن كل هذا يعكس جوانب ضعف العمل الارشادي في الحزب و هي التي تتفاقم في المستويات الأدنى. و في كثير من الأحيان لا يُنظر إلى هذه الآراء على أنها خاطئة، و أنها تلحق الضرر وتصعِّب من عملنا. ينبغي أن نتغلب في هيئات الحزب، في المنظمات القاعدية، و ما يقابلها في الشبيبة الشيوعية، على التردد في تقديم إجابات رفاقية، ليس فقط تجاه وجهات نظر تميل بوضوح إلى الانتهازية أو  تتأثر بها، ولكن أيضاً على آراء معبرة عن جهل و التباس.

لقد جمعت  خبرة كافية في الحركة الآن. لقد عُمِل عليها مثلاً بمناسبة الأجسام المنعقدة على المستوى الوطني للعمل في صفوف العاملين لحسابهم الخاص في المدينة و صفوف المزارعين وخبرة في كيفية العمل مع التجمعات الجذرية، وكيفية تكييف عملنا مع التطورات الجديدة والخبرة المكتسبة، و كيفية العمل مع القوى المُضلَّلة سياسياً، وكيف نتعامل مع المسائل عندما لا نمتلك الأغلبية المطلقة أو وقت ولوج جماعي لقوى جديدة عديمة الخبرة في الصراع في ظل تفاقم المشاكل.

على الرغم من تحديدنا بصواب لبعض التصورات القائمة في مسألة الترويج للتحالف الاجتماعي في اتجاه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات، لا تزال هناك مشاكل في الممارسة. حيث ليس النقاش جوهرياً لتخطيط تحركات مشتركة ��"بامِه" ومنظمات المزارعين و العاملين لحسابهم الخاص و جبهة النضال الطلابي و الاتحاد النسائي اليوناني، بنحو يعمق العمل المشترك ليمتلك النضال نتائج أكبر.

 

34. فليؤمَّن في إطار الوظيفة الجماعية الوقت والمكان اللازمين للكوادر للمعالجة والمشاركة في النقاش بنحو متكامل داخل الهيئات الإرشادية، و المجموعات الحزبية، و المنظمات القاعدية من أجل معالجة الضعف الموجود في معالجة أطر الصراع، و المطالب مع العمق الأيديولوجي المطلوب، وفهم معايير اختيار المطالب، و العمل على خط حشد القوى، ولكن أيضاً على مسائل متعلقة ببنية الحركة النقابية.

هناك عدد من الكوادر المكلفة في العمل النقابي، ضمن الهيئات اﻹرشادية على الرغم من كونها مكافحة، غالباً ما تستعد بنحو أقل للمساهمة في تعميم الخبرة من خوض الصراع الطبقي و مساره. إنها مشكلة يجب مواجهتها بمحو عملي وحاسم، لأننا متواجدون في فترة انتقال إلى جيل من النقابيين الذين، يحتاجون من أجل التجاوب مع الظروف الحالية للعمل النقابي، إلى اكتساب وتطوير سمات متعددة اﻷوجه، لتطوير إجمالي لقدرة الشيوعيين و الشيوعيات على أن يكونوا منظمين للجماهير، راسخين في مواقع العمل.

إنها متأخرون بشكل رئيسي على مستوى المنظمات القاعدية واللجان القطاعية للحزب و الشبيبة الشيوعية، في ترقية كوادر من أعضاء للحزب إلى قادة شعبيين فعليين، لكل مسألة تشغل اﻷسر العمالية الشعبية، في موقع العمل أو الإقامة والدراسة. بدون هذا العامل، سيكون العمل الأيديولوجي والسياسي مجزءاً و "معلقاً". هناك حاجة إلى عناية خاصة اليوم من أجل تشكيل  كوادر و أعضاء و هيئات لن تعيد إنتاج المسلمات النظرية عموماً، دون التمكن من وضعها موضع التنفيذ، دون ربطها بالعمل الطليعي في المجال الذي ينشطون به، و في الحركة الجماهيرية و كل مجال. هذا و ليس من السهل قلب هذا الوضع بين عشية وضحاها، لكنه اتجاه إجباري و هو بحاجة إلى تدابير مترافقة من "أعلى" و "أسفل".

إننا لم نتخلص بعد من المشاكل في تشكيل و وظيفة المجموعات الحزبية، وخاصة في النقابات الأولية، في محتواها، و كيفية محاولتها تنفيذ قرارات الحزب بشأن مسؤولية الشيوعيين عن  وظيفة و توجه النقابات. حيث لا يزال يغيب تخطيط على مدى أطول في القطاع ومجال مسؤوليتها، لتحسين درجة التنظيم، ودراسة تدخل الخصم، و وظيفة النقابة، وماهية القضايا التي تفتحها، وما هو الإطار الذي نعالجه، و ماهية أهدافنا لتوسيع الطليعة، و الهياكل ضمن الحركة، و نشر القوى المطلوب. و غالباً ما يجري خلال تخطيط العمل تداخل لاجتماعات مجلس الإدارة، ولا يتم بسط النشاط، ويكون النشاط بشكل حملات أمام محطات معينة. و في المجموعات الحزبية للنقابات الثانوية (الاتحادات و المراكز العمالية) تجري نقاشات عامة للغاية حول الوضع، مع خبرة عامة متعبة و غير ناجعة.

عمل الحزب والشبيبة الشيوعية في صفوف النساء ذوات الانتماء أو اﻷصل العمالي الشعبي

35. على الرغم من الخطوات المنجزة خلال هذه الفترة، لم يكتسب العمل الحزبي التخصصي في صفوف النساء خصائص مستقرة في هيئات الحزب. وهو مرتبط بانخفاض درجة استيعاب مواقفنا النظرية والمشاكل المعاصرة للصراع الأيديولوجي فيما يخص عدم إنصاف المرأة. و نتيجة لذلك، هناك صعوبة في دمج العمل التخصصي للحزب – وخاصة للشبيبة الشيوعية – في صفوف النساء في جميع مجالات نشاط الحزب: الأيديولوجية - السياسية، والتنظيمية، و مجال العمل في الحركة النقابية، و حركة العاملين لحسابهم الخاص. وظفت الحركة في العاملين لحسابهم الخاص، في حركة المزارعين، و الحركة الطلابية وفي عمل الشيوعيين في الحركة النسائية الجذرية. و هي تخلق في الوقت نفسه، فجوات إرشادية و أوجه ضعف في ترقية النساء نحو هيئات الحزب والحركة (و التي  لا تحل عن طريق المحاصصة، كما يُروج عبر الرؤية والممارسة البرجوازيتين)، و نحو إرشاد  المجموعات الحزبية و جمعيات الاتحاد النسائي اليوناني.

من وجهة النظر هذه، يجب أن تنشغل هيئات الحزب بمسار تطور و تعاطف الكوادر النسائية  (التنظيمية، النقابية، و الأيديولوجية أيضاً) بمعزل عن تكليفها لكي تسهم بنحو خلاق في إكساب الهيئات بنحو جماعي لعنصر القلق و المعرفة والتفكير الإبداعي والتحكم في ترويج المهام المذكورة أعلاه. وسيتعزز هذا الاتجاه من خلال صعود تعليمهن الماركسي ومشاركتهن في معالجة مواقفنا على أساس التطورات المتعلقة بجميع جوانب حياة النساء ذوات الانتماء أو اﻷصل العمالي الشعبي وفي جميع الفئات العمرية.

هذا و بإمكان النقاش الجوهري في الهيئات والمنظمات الحزبية فيما يخص الرؤية الماركسية لمسألة المرأة، وخاصة في منظمات الجامعات - البحث و المنظمات القطاعية، أن يُسند من زاوية أيديولوجية - نظرية محاولة الكوادر و الأعضاء، من النساء بنحو خاص، لكي تسهم في تخصيص وتعميم مواقفنا شعبياً حول إنصاف المرأة، على أساس موضوع التخصص. بإمكانه رفع مستوى  توجيه الرفاق و الرفيقات للانخراط في البحث و بجوانب مسألة المرأة، كجانب من الهجوم المضاد الأيديولوجي السياسي.

و هناك حاجة في الوقت نفسه، لأن يتواجد بثبات في توجه  الهيئات القطاعية دعم اﻷمهات الشيوعيات -اﻷعضاء و الكوادر- أيضاً عبر تدابير عملية.  هذا و يمكن أن يكون لمبادرات مركزية على مستوى المنظمات المنطقية طابع عملي و تربوي، كتخصيص أمكنة و برنامج للإشغال الإبداعي للرضع والأطفال و في أعمار المدرسة الصغيرة.

و هناك حاجة عدا التدابير التنظيمية إلى دعم أيديولوجي سياسي للرفيقات و الرفاق، من أجل صياغة معايير لمحتوى العلاقة الإبداعية بين الوالدين والطفل. و باﻹمكان أن تساعد معالجة خطة عمل غنية و متعددة اﻷشكال، للأطفال و الوالدين (كتب أدبية، عروض مسرحية، ألعاب - أشغال)   مع صياغة برنامج نقاش محدد مع الوالدين، وخاصة الأمهات، بالاعتماد على خبرة "الكلام مع اﻷطفال عن اﻷزمة و عن الحرب" و مع اختبار دراسة كتاب "مع ذلك فإنه يتحرك". حيث ستتشكل في هذا معايير شيوعية للتفكير والموقف تجاه الرؤية البرجوازية السائدة، والتي تقدم مسألة رعاية الطفل وتنشئته كمسؤولية فردية-عائلية حصرية.

 

36. إن مواجهة الثغرات المديدة اﻷعوام في فهم ضرورة تفصيل تدخل الحزب في شؤون المرأة  هو عامل حاسم من أجل تحسين وتيرة تجنيد النساء في الحزب، على أساس الهدف الرئيسي للبناء الحزبي في قطاعات و مواقع عمل، و بنحو رئيسي من أجل تثبيت نشاط النساء الشابات في الحزب و الشبيبة الشيوعية.

هذا و لا يترافق تحسن نسبة النساء اﻷعضاء في الحزب خلال هذه السنوات الأربع، على الرغم من عدم التجانس في كل منظمة منطقية، و حتى في كل منظمة قطاعية، وكذلك زيادة نسبة تجنيد النساء،  في كل هيئة باستنتاجات مستخلصة من تعميم الخبرة الإيجابية والسلبية، و باتخاذ تدابير أيديولوجية وسياسية وتنظيمية محددة. هذا و يتعلق الافتقار إلى التخطيط بنحو خاص بالهيئات في المنظمات المنطقية والمنظمات القطاعية حيث منخفضة هي مشاركة النساء في الحزب، و على حد السواء بالنسبة المئوية لمشاركتهن في الحزب على الصعيد الوطني و بنسبة تشغيل النساء في المنطقة المعنية. و في الوقت نفسه، هناك حاجة لرصد مستقر للتركيبة الطبقية الاجتماعية للنساء أعضاء الحزب في كل منظمة منطقية، لا سيما في القطاعات الصناعية وغيرها، و في مجالات الاقتصاد التي يتركز فيها حضور النساء العاملات بأجر  أو النساء المتخصصات في مجال يؤثر على وعي القوى العمالية الشعبية، رجالاً و نساء (كمجال التعليم).

 

37. يجب أن تنشغل هيئات الحزب و الشبيبة الشيوعية بنحو منهجي بكيفية إعداد نساء المحيط الحزبي لتنظيمهن في الحزب، مع الأخذ في الاعتبار إلى الحاجة إلى مزيد من الوقت والتفكير الإبداعي، و إلى تدابير إضافية ليتجاوز أتباع الحزب من النساء معوقات تحد من الوقت المخصص للقراءة والدراسة والمشاركة في النشاط الاجتماعي، و أيضاً لتجاوز رؤى ذاتية بالية لموقع المرأة في المجتمع، كالخلفيات الدينية. هذا و اشتدت عوامل كهذه في الظروف الحالية، نظراً لتعميم ساعات العمل غير المنتظمة، والعمل بدوام جزئي، والعقود محددة المدة. إن هذا الوضع يؤثر على تفكير و موقف، حتى نساء أعضاء في الحزب، و بنحو أقوى في ظروف الإجراءات التقييدية مع تعميم العمل عن بعد و تجميد سريان عقود العمل، و ظروف التعليم عن بعد، وإثقال كاهل الحياة الأسرية و الشخصية.

يتعلق التخطيط والنقاش في الهيئات الإرشادية بالرقابة الإبداعية لمسار تطور وعي وموقف نساء المحيط الحزبي، والخبرة من مقترحات تجنيد النساء، و خطة النشاط الحزبي المتعدد الوجه القيد الصياغة، والتي تحتسب التركيبة الاجتماعية الطبقية لنساء المحيط الحزبي. يجب أن يكون التركيز على رؤية برنامجية لوضع المرأة في المجتمع الاشتراكي الشيوعي، وموقف المرأة تجاه الحرب الإمبريالية، و تقديم كتب اﻹصدارات الحديثة لدار "سينخروني إبوخي" ومقالات "كومونيستيكي إبيثيوريسي". و بهذا النحو، بإمكان اتجاه تحسين التركيبة العمرية والتكوين الطبقي الاجتماعي لنساء المحيط الحزبي أن يكتسب محتوى ابداعياً، وتوسيع جذب النساء نحو النشاط الاجتماعي و أيضاً من خلال مشاركتهن في الحركة، وكذلك من خلال المشاركة في الجمعية النسائية، و جمعية أولياء أمور التلاميذ.

 

38. إن مشاركة النساء متزايدة في قوى الشبيبة الشيوعية اليونانية مقارنة بما عليها في الحزب، مع وجود تماوجات بالمشاركة وفق فئة الشباب و المنظمة المنطقية. و توجد صعوبة في ترقية الفتيات في هيئات الشبيبة الشيوعية اليونانية و المنظمات الجماهيرية. حيث يبدو أنهن أكثر تردداً في تحمل المسؤوليات، حتى في مجالس طلاب المدارس. و في الوقت نفسه، تظهر سلسلة من العوامل التي تؤثر على تسرب الشابات من الشبيبة الشيوعية اليونانية خلال الفترة العمرية لانتقالهن إلى الحزب، كالمشاكل العائلية، وانعدام اليقين، والتأثير السلبي من شريك المعاشرة.

و بناءاً على ما سبق، هناك حاجة أن تدعم هيئات الحزب المنظمات القاعدية للشبيبة الشيوعية بتدابير أيديولوجية - سياسية - تنظيمية محددة، من أجل إبراز القيم الشيوعية بطريقة إبداعية، والظروف التي تتطور بها البطولية "الصامتة" المعاصرة و  لزرع الصمود في مواجهة صعوبات الصراع الطبقي، و أيضاً في مواجهة ظروف العمل والدراسة والمعيشة. و في الوقت نفسه، بمقدرة للدعم الأيديولوجي السياسي لمنظمات الشبيبة الشيوعية اليونانية أن يصوغ معياراً لرؤية مادية ديالكتيكية في مواجهة المسائل الاجتماعية المعقدة، لكي تنظم المواجهة الأيديولوجية - السياسية بثبات و نحو هجومي في الكليات و المدارس و أماكن تجمع الشباب.

و أكثر تطلباً هي محاولة إثراء تدخل الحزب في أعمار أطفال المدارس الابتدائية برؤية قضية المرأة. إننا نأخذ في الاعتبار تدخل الطبقة البرجوازية، بآلياتها الاخطبوطية، أيديولوجياً منذ سن صغير في تفكير الشباب وموقفهم من العلاقات غير المنصفة بين الجنسين. و بالتالي، هناك حاجة لمنهجة المساهمة بأسلوب متعدد اﻷشكال في الأنشطة المختلفة للحزب من أجل هذه اﻷعمار، و أيضاً في مادة "المنطاد اﻷحمر".

 

39. هناك حاجة في الهيئات لنقاش بنحو ثابت للتقارير الصادرة عن مراقبة وتقييم تدخل المؤسسات البرجوازية (المؤسسات الحكومية، المحافظات، البلديات) في صفوف النساء، من أجل تنظيم الصراع الأيديولوجي - السياسي الصائب. ومع ذلك، فنحن متأخرون عن التنظيم المستقر للنضال الأيديولوجي ضد الأيديولوجيا والسياسة البرجوازيتين، و أيضاً ضد الآراء الانتهازية حول عدم إنصاف المرأة، والذي يجب أن يستند إلى رصد وتقييم مداخلتها في صفوف النساء ذوات الانتماء أو الأصل العمالي الشعبي ( وفق القطاع، و موقع العمل، و موضوع الاختصاص).

يجب إعطاء الوزن لتشديد العمل الأيديولوجي السياسي، لأنه قادر على لعب دور حاسم في كبح مناخ الخوف والمطالب المتدنية المنعكسة في الحالة المزاجية، و في مواقف النساء اللواتي تهمنا من الناحية الاجتماعية- الطبقية.

إن محاور تدخل الحزب بحاجة إلى الكشف عن الطابع الاستغلالي الطبقي لسياسة الحكومة و أرباب العمل الرأسماليين، و غيرها من اﻷركان البرجوازية، و أيضاً محاولة تعزيز آليات الدمج من خلال المسؤولية الاجتماعية للبلديات، و المنظمات غير الحكومية( action aid و غيرها) مع تأثير خاص على وعي النساء. لا يزال تعميم علاقات العمل االمرنة والعمل عن بعد في مركز هجمة الاركان البرجوازية في الاتحاد الأوروبي و اليونان على القوى العاملة النسائية، باسم "التوفيق بين الحياة الأسرية والمهنية". و في الوقت نفسه، يتم إثراء التدابير لإدارة العواقب الحادة لتوسيع عمل النساء المأجور و نقص الدعم الاجتماعي للأمومة، في وقت تقود خيارات الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية إلى تقليص خدمات الصحة و الرعاية الاجتماعية وتسليعها. حيث نموذجي هو  برنامج حكومة حزب الجمهورية الجديدة "مربية الحي"، كما و الإجراءات المقترحة في "تقرير بيساريذيس" (إجازة الأبوة، مرونة في ساعات العمل و في إجازة الأمومة، إلخ). إن الأساس الذي تقوم عليه ممارسات السياسة هذه هي الرؤية المحافظة التي عفا عليها الزمن للمسؤولية الفردية عن رعاية الأسرة، والتي يتم تقاسمها بنحو أكثر إنصافاً بين النساء والرجال، بينما تخفض بشكل فعال من المسؤولية الاجتماعية من أجل تدابير دعم جوهري للأسرة، المحسوبة على أساس منطق "التكلفة" بالنسبة للدولة البرجوازية ولصالح مجموعات الأعمال. هذا و يحدد المنطق المذكور أيضاً عمل الخدمات والهياكل الخاصة برعاية الرضع والأطفال الصغار والمسنين والمعوقين وتكييفهم مع علاقات العمل المرنة لأمهاتهم العاملات.

و في هذا السياق، يتعزز اتجاه القوى السياسية الانتهازية و الاشتراكية الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي واليونان، لتوزيع الأموال الأوروبية على أساس آثار الوباء على النساء. كما و تتحرك القوى الاشتراكية الديمقراطية في الحركة النسوية أيضاً في هذا الاتجاه، و هي الحركة التي تجري من أجل إعادة تسخينها في السنوات الأخيرة محاولة منهجية في اليونان أيضاً، مع استهداف الشباب بشكل خاص.

و هي تسعي إلى التعتيم على التوجه الطبقي للإعانات الأوروبية على حساب المصالح العمالية الشعبية، و أيضاً على السياسة الطبقية لإدارة الوباء مع عواقب وخيمة على النساء العاملات والعاطلات عن العمل. و يقدم انخفاض نسبة النساء في ما يسمى ��"مراكز صنع القرار" ، و المجتمع "الذي يهيمن عليه الذكور" ، و  "حكم الرجال" باعتباره سبب عدم اﻹنصاف في العلاقة بين الجنسين و خصوصاً في ظروف التدابير التقييدية،  و في مستويات التعليم العالي و خصوصاً في العلوم المضبوطة.

و في سياق البرامج الجامعية الخاصة بالجنسين، يتم أيضاً إعادة إنتاج النظريات حول "النوع الاجتماعي"، والتي تنكر في الواقع بعدها البيولوجي أو تحط من شأنه إلى حد أنها تفصل تماماً مسائل السلوك الاجتماعي والرؤى وما إلى ذلك، عن الخلفية الاقتصادية والاجتماعية، والتي، باقترانها مع الوضع الخاص للمرأة في العملية الإنجابية، جلبت مزيداً من أشكال عدم المساواة الاجتماعية وعدم الإنصاف فوق أرضية غلبة العلاقات الاقتصادية الاستغلالية.

إنها تصوغ رؤية مشوهة لـ "الحقوق الفردية"، عبر فصلها عن الطابع الاجتماعي والاقتصادي للحقوق، مع اﻹفراط في إبراز بعض الخيارات الفردية، كالتوجه الجنسي المثلي أو حتى ما يسمى بهتاناً  الاختيار الفردي "استقلالية الجسم" في الدعارة، و المخدرات. إننا بصدد تشويه لمفهوم الحقوق الفردية، والذي لا يتعلق بالدفاع الضروري عن الأفراد ذوي الخيارات الخاصة من أي شكل من أشكال الاغتراب الاجتماعي، والعنف، والعنصرية، وما إلى ذلك. إن وجهة نظر الحزب الشيوعي اليوناني مبنية على وجه التحديد على مواجهة مثل هذه الظواهر الرجعية والخطيرة، مع الدفاع عن كل شخصية على حدة من أي شكل من أشكال العنصرية والعنف والاغتراب والتنمر وغيرها من الهجمات.

عمل وواجبات الحزب و الشبيبة الشيوعية اليونانية في مجال التعليم

40-تبرز المحاور التالية كأساسية للاستراتيجية البرجوازية التعليمية الشاملة منذ فترة المؤتمر اﻟ20: أ) ترويج المهارات والقدرات الجديدة المطلوبة لتكامل العمل في الاقتصاد الرأسمالي فوق أرضية تطوير وسائل إنتاج جديدة، ولكن أيضاً من أجل إدامة الهيمنة الأيديولوجية البرجوازية.

 ب) الربط اﻷكثر قرباً للبنى التعليمية بحاجات رأس المال، والذي يتم خدمته أيضا من خلال التذرع بوظيفتها المستقل والمتباينة. حيث يلمس هذا المنظور بنحو خاص على هياكل التعليم المهني وخاصة الجامعات.

 ج) تسريع عمليات تقييم وإصدار الشهادات للمشروع التربوي بأكمله في ضوء وظيفة أكثر مردودية لها في إعادة إنتاج المجتمع الرأسمالي ككل.

و على حد السواء في كل من سنوات حكم سيريزا و الجمهورية الجديدة، فردت طيات سلسلة من التغييرات في ظروف انخفاض كبير في الانفاق على التربية بسبب تطور الأزمة الرأسمالية، بينما في مرحلة الانتعاش الرأسمالي الشحيح (2016-2019) قبل مرحلة التفاقم الجديدة، تم تثبيت  الإنفاق على التعليم في مستوى يؤدي في الواقع إلى مفاقمة الوضع. إن عمليات التحديث التي حاولت كل الحكومات البرجوازية القيام بها لا تفي بالتحديات الجديدة للمعرفة، وتنمية القوى المنتجة التي تتطلب مستوى تعليمياً عاماً عالياً بالإضافة إلى مهارات استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية. إنهم يسعون إلى تكييف التعليم العام مع حاجات الرأسمالية المعاصرة، على حساب التعليم العام.

و بالطبع، فإن سياسة كل حكومة لها خصوصيتها، فهي تبرز التسلسل التراتبي والأولويات الخاصة بها، وتستخدم وتقترح أيضاً على مستوى الدعاية مفاهيم رمزية من أجل الوصول إلى توافقات، اعتماداً على الإشارة التي تسعى لإعطاءها في سياق المشهد السياسي الشامل في كل بلد. و ترتبط هذه المحاولة الجارية من قبل حزبي الحكم البرجوازي، الرئيسيين سيريزا و الجمهورية الجديدة و سعيهما لإبراز  خطوط فصل واهية أو ثانوية بينهما، خصوصاً في مجال التعليم، أيضاً بمداخلة الحزب الشيوعي اليوناني و الشبيبة الشيوعية التي تسلط الضوء على الاستراتيجية الموحدة للحكومات البرجوازية في التعليم، وتطرح مطالب وأهداف للصراع التي تعطي الأولوية للحاجات الاجتماعية الفعلية المعاصرة ضد التغيرات التعليمية الرجعية.

 

41. إن التدخل الأيديولوجي في صفوف الشباب هو أحد عناصر استراتيجية الطبقة البرجوازية. و هو لا يتعلق فقط بالدعم الأيديولوجي لإصلاحات التعليم البرجوازي، عبر التذرع بسلسلة من المفاهيم كالتميز، و التنافسية، والمساواة، والربط بسوق العمل، إلخ. و هو يمتلك بنحو رئيسي تخطيطاً أكثر شمولاً وبعيد المدى، وتحديثاً في العلاقة بين التعليم والإنتاج التي تستهدف حتى الأعمار الصغيرة للغاية.

و يُبرز عدا المواقف الأيديولوجية الأساسية العامة (تبرير أبدية العلاقات الاستغلالية البرجوازية، وتمجيد وتجميل الديمقراطية البرجوازية، و "المبادرة وريادة الأعمال" ، والرؤية البرجوازية للمساواة والحرية الشكلية، وإخفاء الطابع الطبقي للاقتصاد)، إمكانيات اجتماعية على أنها خاصية "المواطن الأوروبي" و " الوعي الثقافي" و  مواقف من قبيل "الرأسمالية هي الأفضل على الرغم من كل مظالمها "،" لا يمكنها التغلب على عدم المساواة التي لا يمكن التغلب عليها، سواء أكانت كامنة أم طبيعية أو اجتماعية "إلخ. و تُطور محاججة حول إمكانيات التنظيم الذاتي للرأسمالية، وتحسيناتها وإصلاحاتها، من أجل وضع العقبات في طريق تلاقي هموم الشباب ومآزقهم مع منظور إسقاط الرأسمالية ثورياً. و لهذا فإن العداء للشيوعية هو استهدافهم الخاص، و يتمثل في سياسة مركزية للدولة يتم تنظيمها وتمويلها على مستوى الاتحاد الأوروبي. راس حربته هو تشويه التاريخ ومراجعته، خاصة فيما يتعلق بالحرب العالمية الثانية ودور الاتحاد السوفييتي، ومساواة الفاشية بالشيوعية، وإدانة العنف الثوري و مطابقته مع الإرهاب والتطرف و الترويج لنظرية الطرفين و غيرها.

 

42. يؤكد أن العمل الأيديولوجي هو شرط ضروري لقيام عمل أوسع مع استراتيجية وبرنامج الحزب خاصة في صفوف الشباب، ولكن أيضا من أجل الصراع في حركة طلاب المدارس و الجامعات.

هذا و باشر الحزب منذ المؤتمر اﻟ20 سلسلة من المعالجات التي تروج وتعمم مواقفنا بنحو أبعد حسب العمر و المرحلة التعليمية، مع التركيز على الإمكانات والحاجات المعاصرة.

 استمر العمل التنويري فيما يتعلق بموقفنا تجاه مدرسة اثني عشر عاماً للتعليم العام الحديث.

و عُمم موقف الحزب  حول التعليم قبل المدرسي، وهو تخصيص إبداعي لموقفنا بصدد مسؤولية الاشتراكية في التعليم والتنمية الشاملة للأطفال في سن ما قبل المدرسة.

كما تم الإعلان عن موقف الحزب تجاه التعليم العالي العلمي. شرعنا في معالجة رؤيتنا للتعليم والتدريب المهني.

في الفترة المقبلة، تتمثل المهمة الرئيسية للحزب في مجال التعليم في تعزيز المحاولة الأيديولوجية التثقيفية التي تركز على تعميم اقتراح الحزب للتعليم والعمل والصحة و مجموع الحاجات الاجتماعية في الاشتراكية، و كشف زيف الحجة البرجوازية بصدد "حيادية" العلم، و إبراز الإمكانيات الحديثة لقوى الإنتاج، و على رأسها الإنسان، التي تحجِّمها الرأسمالية.و  لفتح النقاش على جميع مستويات التعليم والعمل على أساس وحدة المدرسة - الأيديولوجية، والتعليم - الاقتصاد - المجتمع، أي  وفق استراتيجية الحزب. مع الاستفادة من المعالجات والمطبوعات لتنوير الأمر الأساسي: باستطاعة الشبيبة المطالبة بمستقبلها وحقوقها فقط إذا رأى من يحرمها أيها و لماذا، و مع من و كيف بإمكانها  امتلاكها.

حيث باﻹمكان فوق أرضية التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج المركزة، وإلغاء الاستغلال الرأسمالي ، والتخطيط المركزي العلمي، تحديد العديد من التخصصات المطلوبة، حتى يتمكن الشباب الذين تخرجوا على الفور من العثور على وظيفة، وفق شهادتهم الدراسية. هو المجتمع هو الذي يضمن الاختيار الأكثر حرية للدراسات، بنحو يحتسب الاهتمام الفردي و أن يُرضى هذا اﻹهتمام عبر عمل إبداعي في صالح حاجات الأغلبية.

من أجل عمل الحزب والشبيبة الشيوعية اليونانية في أعمار الشباب الأصغر

43. في السنوات السابقة أحضرت محاولة الحزب و الشبيبة للتدخل في طلاب المدارس الثانوية والإعدادية إلى المشهد عن جديد،  الصعوبات النابعة عن التربية المنهجية والمعمقة، وتكوين الوعي لدى الجيل الجديد من ناحية النظام،  والذي يبدأ من أعمار أصغر باضطراد. و في الواقع، اشتد تدخل السلطة الرأسمالية في السنوات الأخيرة بوسائل مختلفة. حيث تضاعف عدد الأنشطة الهادفة، و المشغولة بعناية فائقة في شكل ألعاب، وندوات، وما إلى ذلك. و يتميز دور المدرسة مع الرؤى التربوية السائدة ومحتوى الكتب المدرسية، الذي تكمله برامج الاتحاد الأوروبي، والسفارات الأجنبية، والبلديات، والكنيسة (التعليم المسيحي) بالإضافة إلى آليات أخرى مثل الكشافة أو الإنترنت و  وسائل التواصل الاجتماعي و التلفزيون و غيرها.

لمواجهة ذلك، تم تشكيل لجنة عابرة لأقسام اللجنة المركزية للأعمار الأصغر بهدف التدخل بشكل جماعي كحزب في تعليم الأطفال الأصغر سناً، أي قبل سن الانضمام إلى الشبيبة الشيوعية اليونانية الذي هو 14 عاماً وفق نظامها الداخلي. و في الفترة التي توسطت منذ المؤتمر السابق، تم التركيز من جهة على توعية كل القوى الحزبية على ضرورة هذا التدخل و على تحديد محتواه، وهو الهدف الذي تم تحقيقه من خلال إعداد مجلة "المنطاد اﻷحمر" للأطفال، و منشورات و أنشطة على مستوى المنظمات الجغرافية، ولكن أيضاً عبر مبادرات مركزية (مخيم الأطفال، أماكن المهرجانات، إلخ) بغرض إشراك الأطفال في مواضيع المجلة، وتعليمهم وفق مُثلٍ و قيم تقدمية و جذرية. إننا نعترف بقوة مجموعة الأقران ونموذج الشاب و نستخدمهما و هما الذين يلعبان الآن دوراً ديناميكياً للغاية في مرحلة ما قبل المراهقة والمراهقة.

ينبغي أن يكون الهدف بالنسبة للفترة التالية، هو جعل التدخل في الأعمار الأصغر أكثر تنظيماً ومنهجية، ليكتسب أسساً أكثر متانة وخصائص مستقرة. و أن يحتضن المزيد من الأطفال من خلال توظيف مجموعات الأطفال على مستوى البلديات والمدن بدعم من الحزب والشبيبة الشيوعية. و لدعم ومضاعفة المبادرات المقابلة لها على مستوى الحركة (من قبل النقابات العمالية، الجمعيات النسائية، و الهيئة اليونانية للركود و السلم الأمميين، و غيرها). و لمواصلة محاولة المنشورات الموجهة لهذه الأعمار بأشكال حديثة للاختراق و العرض المدروس للرسائل.

بإمكان مجموع هذه المحاولة أن يتمظهر في نمو تنظيمي للشبيبة الشيوعية اليونانية في المدارس  الإعدادية أيضاً عبر ترقية نوعية في وظيفة ومحتوى حياة و نشاط منظمات التلاميذ الشبيبية القاعدية.

من أجل عمل الحزب والشبيبة الشيوعية في مجال الثقافة

44. في الفترة التي تلت المؤتمر السابق، سجلت خطوات جديدة في مداخلة الحزب في الثقافة. النشاط الثقافي الثري الذي استمر بوتيرة أعلى من خلال المؤتمرات العلمية ، ومهرجانات الشبيبة الشيوعية اليونانية و مجلتها "أوذيغيتيس"، والإنتاج الفني الكبير، والحفلات الموسيقية، و اﻹهداءات، والمعارض، ومسابقات الأعمال الفنية الأصلية، و اتسم بمستوى أعلى و مقاربة أعمق لموضوع الفن من جانب الحزب و الشبيبة الشيوعية. و من حيث الكم والنوع ازداد عدد الفنانين والمثقفين وغيرهم من المتخصصين في مجالات الفن الذين شاركوا أو ساهموا بنحو فعال في كل هذا النشاط. و قامت بعض المنظمات الحزبية، مستفيدة من الخبرة المركزية بتطوير مبادرات مماثلة على المستوى المحلي بنتائج ملحوظة.

أسهم النشاط الثقافي المكثف في هذه السنوات، وكذلك المبادرات التي طورتها قوى الحزب في الحركة الجماهيرية للعاملين في مجال الثقافة، و بنحو أكثر شدة في الفترة الأخيرة للوباء، في رفع مكانة الحزب بنحو أعم في مجال الثقافة على وجه الخصوص. و من خلال كل نشاطه، واهتمامه العملي بالمشاكل الحادة للفنانين والعاملين الآخرين في المجال وتقديره لعطائهم الاجتماعي، يكسب الحزب احترامهم ، و يخلق الأرضية لتغلبهم على الموانع و لتقاربهم مع سياسته. إن علاقة هؤلاء بالفن في كل اﻷحوال، تمنح موقفهم زخماً مختلفاً تجاه الواقع الاجتماعي القاتم.

و مع ذلك فإن التفاف عدد كبير من الفنانين الذي تم تحقيقها للآن حول الحزب، لا ينبغي أن تؤخذ على أنه أمر مرضي أو مضمون. من المطلوب قيام محاولة كبيرة مع نقاش سياسي منهجي ثابت  من أجل الحفاظ على هذا الالتفاف وتوسيعه، و في المقام الأول لتنمية روابط سياسية و أيديولوجية مع الفنانين الموهوبين الأصغر سناً، وهو جانب يُسجل ضمنه تأخر.

 

45. يُستشف بشكل عام  وجود اتجاه للتغلب تدريجياً على الرؤية المتواجدة في صفوفنا و التي - كما أشير في المؤتمر اﻟ20 للحزب - تواجه الثقافة كعنصر تزييني لعمل الحزب السياسي. لقد بدأ الاعتراف بالثقافة - وخاصة تلك المجندة وفق المثل الشيوعية - باعتبارها ميداناً آخر  للصراع الطبقي، كمجال حاسم لنشاط الحزب، قادر من خلال وسائله الخاصة - الجمالية والفنية - على التعبير و الترويج لأيديولوجيا الشيوعية و لضرورة الاشتراكية - الشيوعية.

ومع ذلك، هناك حاجة لإدراك أعمق أن أهم وظيفة للفن والثقافة بنحو أشمل هي الإسهام في توسيع الأفق الثقافي، والمساهمة في التنمية متعددة الأوجه للشخصية، وبالتالي في قدرة الشيوعيين على فهم الواقع الاجتماعي والتأثير فيه. حيث ضرورية هي هذه العناصر لكسب دورهم كطليعة سياسية ثورية.

إن الإمكانات التي لا تزال غير مستغلة في مجال الثقافة لتطوير التدخل السياسي للحزب، تطرح  بنحو أكثر إلحاحاً الحاجة إلى التغلب على التفاوت الكبير بين منظمات الحزب من حيث مستوى تنظيم العمل الثقافي، عبر تشكيل لجان ثقافية في جميع المنظمات المنطقية و منظمات الفنانين في المدن الكبرى على الأقل،  و المراقبة المنهجية للمجال، و الإلمام الأكبر بموضوع الفن و النشاط الثقافي المستقر.

 

46- على الرغم من أي إنجازات حققت في العمل الثقافي للحزب، لا يزال الطريق طويلاً لاكتساب المعرفة والقدرة على مواجهة النظريات البرجوازية المعاصرة حول محتوى الفن، والتي يتم زرعها بشكل منهجي أيضاً عبر  إتاحة إنفاق كبير عبر شبكة من مؤسسات الدولة و مؤسسات مجموعات الأعمال والجامعات، مما يؤثر بشكل جاد على أجيال الفنانين الأصغر سناً والأكثر تعليماً.

إن السمة المركزية والأكثر خطورة لهذه النظريات هي تقديم  مسائل اجتماعية معقدة، كالعنف ضد المرأة، "الهوية الجنسية"، والعنصرية، وما إلى ذلك، من زاوية الحقوق الفردية. وبهذا النحو فهي تخفض  مستوى الحاجة إلى حماية ضحايا جميع أنواع العنف، والعنصرية، والاغتراب، بسبب الجنس، والدين، والتوجه الجنسي، وما إلى ذلك.

 هذا و يتضح أن هناك حاجة لتكثيف المحاولة الدراسية لمعالجة مسائل نظرية للفن المعاصر والأدب بالتنسيق مع عمل مرشحي الدكتوراه في مواضيع مماثلة. يتمثل أحد العوامل الأساسية في تعزيز  تدخل الحزب في مجال الثقافة في تطوير جيل جديد من الفنانين - المبدعين والعلماء في مجال الفن، و هو الذي سيمتلك مع مواهبه ومعرفته بأدوات الفن تأهيلاً ماركسياً، كمقدمة حاسمة لخلق عمل فني طليعي ذو قيمة جمالية عالية. إننا بصدد هدف صعب، من غير المسموح تركه للصدفة، خاصة في ظل الظروف الحالية المضادة للثورة و التراجع الكبير للحركة الشيوعية. و هو يتطلب محاولةمستمرة مديدة الوقت، والتي على الرغم من أن نتائجها لن تظهر على الفور، ستثبت قيمتها في النضال من أجل التحول الثوري للمجتمع.

يثبت أن بناء الحزب هو مهمة صعبة للغاية

47. خلال هذه السنوات تمكنا من حيازة تواصل مع عشرات الشركات الصناعية وغيرها من المؤسسات بحسب المنطقة والقطاع. هي مواقع نكافح فيها بصبر و تخطيط لبناء منظمات قاعدية حزبية و شبيبية شيوعية. حيث جرت محاولة لتنشيط الهيئات الإرشادية، و جميع قوى الحزب، بمعزل عن مجال عملها و تكليفها، للكفاح في هذا الاتجاه، و بتكليف قوى أخرى، و نشرها بنحو مماثل، و عند الحاجة تقديم مساعدة محددة وحيوية من اللجنة المركزية و الهيئات الأخرى، و مع استخدام أتباع الحزب و تدابير أخرى.

ومع ذلك، لم يكن هناك دائماً و في كل موقع التزام شامل بهذا الهدف، حتى نتمكن من قياس نتائج ملموسة و جادة حتى الآن. ولا بد من تقييم أن هيئات إرشادية و منظمات قاعدية لم تستجب بشكل متسق وكاف لهذه المهمة المركزية في جميع الحالات.

مما لا شك فيه أن تعزيز الحزب والسيطرة المنهجية على مساره، يشكلان مهمة دائمة للحزب الشيوعي العمالي الثوري.

 

48.و لا تزال قائمة في الفترة الممتدة حتى المؤتمر اﻟ22، مهمة تجديد قوى الحزب، وتوسيعها وفقاً لمعايير طبقية، و تطوير الشبيبة الشيوعية اليونانية، و في المقام اﻷول، تحقيق الفولذة الشيوعية لأعضاء الحزب و الشبيبة الشيوعية و كوادرهما. إن مقدمة تحقيق هذه المهمة هو التعزيز العميق والواسع للعنصر الأيديولوجي في الوظيفة الداخلية للحزب و الشبيبة الشيوعية، اعتباراً من الهيئات العليا حتى المنظمات القاعدية الحزبية و الشبيبية، و في تعزيز الروابط الأيديولوجية والسياسية للمنظمات القاعدية الشبيبية و الحزبية مع محيطها، و مع المناضلين على مختلف جبهات الصراع.

 إننا بصدد مهمة معقدة للغاية، وبالتالي، صعبة التنفيذ، تصطدم مع عوامل مثبطة قديمة وحديثة مثل:

- الانفصال القديم جداً للعمل الروحي عن العمل العملي، ولكن أيضاً الصعوبات الجديدة التي تنشأ الآن من التطبيقات الواسعة للمعلوماتية في الإعلام السريع والموجز، و التي يقلص الإدمان عليها التعليم والقدرة على الدراسة، و يحد من تطور التفكير النقدي و النشاط المقابل له.

- تدهور ساعات يوم العمل وعدم استقرارها. و شكل العمل عن بعد من المنزل.

- الحد من دعم الأجداد للأهالي الشباب بسبب تمديد حد سن التقاعد بالتزامن مع زيادة عدد النساء العاملات. إن هذه المشكلة موجودة وتتفاقم بالطبع لأن نظام الدعم الاجتماعي الناقص والمتدهور يجعل رعاية الأطفال والمسنين والمعوقين شأناً فردياً وأسرياً.

- العمل المصمم من قبل أرباب العمل و أجهزة الدولة لوضع العراقيل أمام تواصل العمال والشباب مع فكر وسياسة الحزب الشيوعي اليوناني ولكن أيضاً مع نشاط الحركة العمالية الشعبية.

 

49. تتمثل المقدمة الضرورية لتعزيز الحزب في توسيع قواه المنظمة في مواقع العمل الجماعية، في جميع قطاعات العمل المأجور ، وكذلك في مجال العاملين لحسابهم الخاص في المدينة والريف. لقد تمكننا خلال فترة الاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس الحزب، من تعويض الخسائر التي تكبدناها في السنوات السابقة و أن يكون لدينا زيادة نسبية في قوانا. لقد تحقق هذا التحول الإيجابي، رغم أنه بعيد عن الإمكانات، في فترة تطورات سياسية شديدة وضغوط وأوهام كانت قد زرعت على نطاق واسع في صفوف القوى الشعبية إلى جانب الانهزامية. ومع ذلك ، فإن الخطوات الصغيرة التي أنجزت في التطوير التنظيمي للحزب، في تحسين تركيبته العمالية، و إجمالاً في بناء الحزب في المصانع والشركات الكبرى والمستشفيات، لا تتناسب مع الوزن الذي تضطلع به لإعادة تنظيم الحركة العمالية، لا سيما في الظروف الحالية لانحسار الحركة و ضغط النظام الممارس لدمج قطاعات كبيرة من الطبقة العاملة.

على الرغم من التوجه الأفضل الذي يبدو أن معظم منظمات الحزب المنطقية قد اكتسبته نحو  الهدف المحدد لتطوير الحزب في الصناعة والقطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، فإن الخطوات المتخذة والنتائج لا تزال صغيرة. لدينا اتصالات في المزيد من مواقع العمل، لكن العمل المترابط والملتزم لم يُثبَّت في كل مكان، إن استخدام هذه الاتصالات مع خطة تدخل مشتركة للمجموعات الحزبية للنقابات، ومجموعات عمل المنظمات القاعدية القطاعية والجغرافية. هذا و خُلقت ظروف أفضل لتدخل و تطوير الحزب هناك حيث درسنا الموقع بنحو جيد، و أمننا انفتاحاً سياسياً مخططاً، و تخميراً أيديولوجياً، و معالجة إطار للصراع لإسناد التدخل، و تجديداً للروابط، حيث عملنا بنحو متعدد الأشكال مع استخدام الاحتياطيات دون إعادة تدوير ما هو قديم. و ثبت أن بدون قيام عمل أيديولوجي منظم متعدد الأوجه يمثل بنية تحتية ضرورية، لا يمكن إنجاز خطوات جوهرية في بناء الحزب.

لدينا عدد كبير من أعضاء الحزب و الشبيبة الشيوعية الذين يخوضون و بنحو طليعي المعركة في مواقع العمل، مستغلين المرجعيات التاريخية للحزب طوال هذه السنوات في ظل ظروف صعبة. باﻹمكان توسيع هذه الطليعة السياسية والنقابية الكفاحية والمساعدة على ضمان أن المقدمات التي صيغت في مئات مواقع العمل ستحضر نتائج أكثر تحديداً لبناء الحزب.

على منظماتنا القاعدية القطاعية أن تتوجه بنحو أفضل، من أجل تشكيل بنية تحتية لبناء منظمات قاعدية في المقام الأول  هناك حيث لدينا قوى معينة أو حتى أتباع نشطون و مع وجود عدد مؤآتٍ من العمال. يمكن تطوير خطة البناء بشكل أكثر تحديداً على مستوى الشركة، والوحدة الاحتكارية، والمستشفى، في كل موقع عمل محدد، حيث يمكن أن تتطور البنية التحتية التي نملكها لتصبح نواة لعدد كافٍ من الأعضاء لإنشاء منظمة قاعدية حزبية. إن هذا يتطلب تحديداً ومثابرة في توجه الهيئات الإرشادية، و المنظمات القاعدية الحزبية، وجميع القوى، بمساعدة ودعم من الرفاق الذين يعملون في هذه الشركات. إننا نسعى إلى تهيئة مقدمات عبر خلق أنوية حزبية كبداية، بهدف إنشاء أقسام في منظمات قاعدية قطاعية أو في الشركات، والتي يحتاج إرشادها متطلبات عالية، بحيث تكون النقاش جوهرياً ومحدداً للوضع في موقع العمل، و للتدابير الأيديولوجية السياسية والتنظيمية المحددة المطلوبة. و في الوقت نفسه، يجب الانتباه لكي لا يقتصر عمل المنظمة القاعدية في الشركة على "عالمها الصغير" لموقعها والذي، مهما كانت أهميته، قد تؤدي إلى "تضييق" معين لأفق  النشاط و النقاش، وربما إلى "إضفاء طابع نقابي عليهما". و لذلك، يجب على اﻹرشاد أن يعنى من أجل إثراء وظيفة و نشاط المنظمة القاعدية الحزبية، المثبَّتين فوق نظريتنا، و فوق الاستنتاجات التاريخية، و التفوق الأيديولوجي لمواقفنا، مع التطورات العامة للفرع، و موقع العمل و المنطقة.

لا ينبغي أن يقتصر نقاش المنظمات القاعدية القطاعية التي لديها أعضاء في العديد من أماكن العمل على العموميات و التركيز بشكل عام على القطاع، بل يجب أن تكون قادرة على التركيز على المواقع المحددة والرئيسية لمسؤوليتها. يجب أن تنشغل بالصراع في هذه المواقع، و بعمل القوى الأخرى، و بإرشاد اﻷنوية الحزبية في الشركات بهدف بناء منظمات قاعدية حزبية. لتشكيل بنية تحتية و توجه ناجز إلى العوامل التي تلعب دوراً مهماً في القطاع، في المجموعة الاقتصادية، في الشركة. يجب أن تشكل المنظمات القاعدية الحزبية وفقاً لمعيار أساسي حيث يتركز الإنتاج بشكل رئيسي، والكتلة الرئيسية للعمال و تركيبته لتسهيل تنفيذ النشاط، مع مراعاة جميع  العناصر كالمسافات و ورديات العمل وما إلى ذلك.

و ينبغي أثناء تشكيل تركيبة المنظمات القطاعية وجود وضوح لمجال مسؤوليتها. على ألا تنقل شكلياً خبرة المراكز الحضرية الكبيرة، حيث تتركز المسافات والمساحات بشكل أكبر، إلى مناطق المحافظات النائية، مما يؤدي إلى تشتيت القوى وعدم النجاعة. و أن نتجنب  تشكيل منظمات قاعدية تغطي العديد من القطاعات، و حتى لو كان من الضروري مؤقتاً لأسباب تتعلق بقوى موجودة، و لتوضع أهداف من أجل نشر أفضل للقوى.

و يجب أن يكون هناك رعاية في المنظمات القطاعية كما و في الجغرافية من أجل إمرار ضرورة و تنظيم النشاط بطريقة عملية من أجل التحالف الاجتماعي.

إننا نركز اهتمامنا على القطاعات الصناعية، على شركات الطاقة والمعادن والأغذية والأدوية والصناعة الكيماوية والنقل والبناء والمعلوماتية والاتصالات. و أيضا على المراكز التجارية والفندقية الكبرى، و مجال اﻹطعام، و المستشفيات، و أماكن التعليم (المدارس – الجامعات)، وعلى البنوك  و مؤسسات اﻹدارة المحلية.

 تظهر التجربة أنه من الضروري لبناء منظمة حزبية قاعدية، و لا سيما في مجموعات الاحتكار الكبيرة والمصانع والشركات الكبيرة، هو تكليف كوادر مناسبة، و أركان عمل للقيام بتخطيط وتنظيم ومراقبة مجرى المحاولة بأكملها.

إن نشر قوى الحزب هو مسألة خاصة بنحو خاص في المنظمات القطاعية والمنطقية

50.و أمام مؤتمرات المنظمات فلنعالج  بنحو أكثر شمولاً كيفية قيام نشر القوى مع التركيز على القطاع و على موقع العمل. حيث من المطلوب من الهيئات الإرشادية وضوح الأهداف، و احتساب جميع المعطيات في تنفيذ الاتجاه الرئيسي لتشكيل منظمات حزبية قاعدية في القطاعات والشركات. و في هذا المسعى يجب أيضاً تضمين المنظمات القاعدية الجغرافية، مع الحفاظ على قوى نشطة بإمكانها لعب مثل هذا الدور.

تتطلب مسألة بناء أنوية حزبية في مواقع العمل محاولة منسقة من القوى الحزبية، داخل وخارج كل منطقة مستهدفة، و مقاربة متعدد الأوجه من قبل المنظمات الجماهيرية للتخفيف من الصعوبة على سبيل المثال نظراً لغياب الجذر  التقليدي أو غيره(القرابة، الصداقة، إلخ) للارتباط بالحزب و الحركة المنظمة. و بإمكانها الإسهام في  التعاون بين المنظمات القطاعية و الجغرافية و أن ترفدها بالخبرة والمعطيات والاستنتاجات، لتعزيز توجه العمل وفقاً لمعايير طبقية اجتماعية. حيث أكثر تميزاً هو تحسن عمل المنظمات القاعدية الجغرافية حيث يتم تثبيت التوجه الإنتاجي الجغرافي و التخطيط والعمل من أجل مشاكل العمالية والشعبية، و نشر القوى في صفوف الطبقة العاملة و العاملين لحسابهم الخاص و  النساء و الشباب.

 

51.لقد صغنا بنية تحتية تنظيمية للعمل على تدابير أكثر تحديداً لبناء الحزب في عدد من مواقع العمل الكبيرة والقطاعات المتنامية في المناطق الصناعية الهامة بالنسبة لقضيتنا. و موضوع أكثر تطلباً هو نشر القوى في قطاعات كبيرة مع منظمات قطاعية منفصلة، والتدخل في مجموعات اقتصادية، و في مناطق ذات تركيز كبير للقوى العاملة. و هو يتطلب إعداداً جيداً لأنه يمكن أن يبدأ من نقطة انطلاق صحيحة و أن يُلحق الضرر من خلال تكوين أشكال ضعيفة. هناك قطاعات من الاقتصاد تكتسب وزناً خاصاً في مسارها العام أو تحشد أكثر قطاعات العاملين عديداً و تتطلب رصداً موحداً ومستمراً لتطورها و هيكلها: كقطاعات الطاقة والمعلوماتية والاتصالات و المعادن والنقل و  بنحو أكثر خصوصاً: شحن الطيران و صناعة و صيانة السفن، الشحن البحري، وسائل النقل الحضري، الصناعات الغذائية و  التجارة و اﻹطعام و السياحة، و التعليم و الصحة و غيرها.

علينا دراسة إمكانية وفائدة تأسيس لجان قطاعية أو هيئات حزبية جديدة داخل المنظمات القطاعية من أجل إعداد مثل هذا المنظور[1]. إن المسألة تتعلق بنحو رئيسي بالمراكز الحضرية الكبيرة، مع احتساب المسار العام للاقتصاد، والنشاط الإنتاجي، وأهمية القطاع في الإنتاج، والتقدم المحرز في أهداف البناء والتجنيد، و وجود نواة مقتدرة من الكوادر. و موجودة هي خبرة كهذه و باﻹمكان استخدامها.

من الضروري في هذا السياق، المزيد من تركيز الاهتمام بصياغة المقدمات من أجل قيام التدخل في بعض المجموعات الاحتكارية المهمة جداً، من أجل خلق منظمات حزبية. إن ذلك يشترط قيام   نقاش تحليلي محدد مسبق للمعطيات (عدد العاملين، النشاط الاقتصادي الإنتاجي، درجة الاستغلال، اندماج رأس المال في مجالات أخرى غير تلك "الرئيسية"، سياسة التوظيف، نشاط رب العمل في المجتمع المحلي الأوسع وكيفية تأثير ذلك، وجود منظمة نقابية و ما إلى ذلك). على أن يترابط ذلك مع خطة للتدخل و لنشر القوى في شركات ذات فروع في محافظات مختلفة في نفس المنطقة. علينا أن نجرب تدخلاً أكثر وحدة في مجموعة اقتصادية تنشط في العديد من القطاعات والصناعات، على سبيل المثال: في مصانع المواد الغذائية حيث يمتلك نفس صاحب العمل الجزء "التجارة" أو "الإطعام" ، إلخ. و بالتالي، هناك حاجة إلى تعاون عابر للقطاعات، و لرصد دقيق للتطورات، وعقد اجتماعات مشتركة وأشكال أخرى.

و ينبغي أن يشغلنا بنحو ثابت أثناء رصدنا للنشاط الرأسمالي، أمر تغطية النشاط السياسي الجماهيري في المناطق الصناعية الكبيرة، خاصة في المناطق التي تتركز بجوار المراكز الحضرية الكبرى، في أتيكي وكورِنثوس وإينوفيتا و ثيفا و خالكيذا، و هي مهمة لا يمكن حلها بنفس اﻷسلوب في كل مكان.



[1]          وفقاً للفقرة 2 من النظام الداخلي للحزب: "أ) تُشكَّل منظمات الحزب القاعدية في مواقع العمل، و أولا وقبل كل شيء في المؤسسات الصناعية والقطاعات و في غيرها من المؤسسات والخدمات، كما و في صفوف العاملين لحسابهم الخاص. و تتشكل منظمات حزبية قاعدية في أماكن السكن في المدن والقرى.

   و يُلزم أعضاء الحزب الذين يعملون في المنشآت الصناعية أو غيرها من المؤسسات والدوائر   بالانتماء إلى منظمات مواقع قطاعات عملهم. و يجري إقرار الاستثناءات من قبل لجان المنظمات المنطقية واللجان القطاعية.

  و بقرار من اللجنة المركزية للحزب تُشكَّل منظمات للحزب الشيوعي اليوناني في البلدان التي يعيش فيها مهاجرون و طلاب يونانيون.

   ب) تتحد المنظمات الحزبية القاعدية ضمن إطار منظمات قطاعية و تتحد المنظمات القطاعية ضمن إطار منظمات مناطق. و عند الضرورة، يمكن إنشاء منظمات مقاطعات تجمع في إطارها عدة منظمات قطاعية بعد قرار من اللجنة المركزية .

  و بإمكان اللجنة المركزية في حالات خاصة تشكيل منظمات حزبية قاعدية و منظمات قطاعية خاضعة لقيادتها و إرشادها مباشرة.

   و في سبيل توجيه منظمات الحزب في جزر بحر إيجه و منظمات بلدان الخارج، بإمكان اللجنة المركزية عبر قرار لها تشكيل لجنة حزبية منطقية تضطلع بمسؤولية قيادة المنظمات المذكورة أعلاه”.

الخاتمة

 52. يكتسب المؤتمر اﻟ21 أهمية خاصة، ما دام ينعقد في فترة تتمظهر بها أزمة اقتصادية رأسمالية جديدة، و تنشأ بعض مقدمات صعود الحركة، ولكن أيضاً مخاطر قيام انتكاس أكبر من الحاضر اليوم.

هناك حاجة إلى اليقظة و الجهوزية لفترة يحتمل ضمنها تعايش عدم استقرار النظام السياسي البرجوازي، و اشتداد التناقضات داخل منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي إجمالاً، مع زيادة حدة المزاحمات الإمبريالية البينية و اللجوء للحرب بين الطبقات البرجوازية و مختلف تكتلات القوى على المستوى الإقليمي و الأوروبي و الدولي. و على الرغم من ذلك، فإن الخصم الطبقي يقوم بالاستعداد، و يشدِّد من هجمته، و يعزز بنحو  عام آليات الدولة للقمع وكذلك آليات أرباب العمل ضد الحركة العمالية الشعبية، و ضد الحزب.

تتطلب الظروف الحالية عملاً  أيديولوجياً- سياسياً مبرمجاً ملتزماً و مترابطاً: في قطاعات و مجالات جديدة تظهر نمواً على أساس هيكلية الاقتصاد الرأسمالي اليوناني. و في الأعمار الأصغر التي تعمل وفق علاقات عمل جديدة. في تفصيل نشاطنا على أساس ملامح وخصوصيات كل قطاع، و تفصيل النشاط في صفوف النساء والشباب.

إن التحصين النظري - الأيديولوجي لجميع أعضاء الحزب و هيئاته اﻹرشادية والمجموعات الحزبية  المكلفة في المنظمات الجماهيرية، هو عبارة عن مقدمة أساسية لمعالجة التعب و الروتين والشكليات في دفع المهام، و هو شرط من اجل التنبؤ الموضوعي و الثاقب و بنحو رئيسي لمواجهة  هبوطات التطورات الاجتماعية - الاقتصادية - السياسية، في ظروف تدهور تناسب القوى في  الصراع الطبقي.

و عموماً لا يمكن استبعاد حضور ظروف كهذه في السنوات الأربع القادمة، كما و بالتأكيد لا يمكن استبعاد ظروف صعود مفاجئ للصراع الطبقي، والتي يبدو أننا أكثر استعداداً لها إلى حد ما، ما دامت  هذه بحد ذاتها تمتلك لعنصر الصعود.

و لذلك، فإن الأمر الرئيسي هو التعبير عن التحصين الأيديولوجي السياسي النظري الثوري و    مواجهة المشاكل في ظروف أكثر تعقيداً حيث يمكن أن تتعايش التطورات المفاجئة وغير المتوقعة و ألا يكون تدخل الحركة العمالية مماثلاً، أو احتمال تراجع أكبر للحركة العمالية، و صعوبة تجديد وتوسيع القوى الحزبية و الشبيبية الشيوعية، و هو المتمظهر أيضاً الآن  في بعض المنظمات المنطقية.

في كل هذه القضايا سيتم الحكم علينا كلجنة مركزية و بنحو رئيسي على اللجنة المركزية الجديدة بعد المؤتمر اﻟ21 وقراراته النهائية.

29 كانون اﻷول\ديسمبر 2020

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني