Skip to content

مقابلة صحيفة الحزب الشيوعي الألماني "Unsere Zeit" مع إليسيوس فاغيناس عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني و مسؤول قسم علاقاتها الأممية

Date:
أكتوبر ٢, ٢٠١٥
13

في جميع أنحاء أوروبا يناقش الناس تطورات اليونان السياسية. و مع ذلك فقد بلغت نسبة المشاركة في انتخابات 20 أيلول/سبتمبر بالكاد 57٪ . لماذا بقي الكثير من الناخبين في بيوتهم؟

 

جواب: يُعرب الامتناع عن التصويت و بدرجة كبيرة عن الامتعاض من النظام السياسي البرجوازي و عن شعور بالغضب أو الإحباط زاد منه حكم سيريزا و اليونانيين المستقلين في قطاعات العمال والشباب مع شعور قائل: "يستحيل عمل شيء ما" "ما من شيء قابل للتغيير". و بالتأكيد، كان لواقع الإمتناع المذكور تأثيره على القوة الإنتخابية للحزب الشيوعي اليوناني، فهو ليس بموقف تشكيك و مناهضة فاعلة تجاه الوضع الحالي والأسباب التي تلده.

وعلاوة على ذلك يتعلق الامتناع عن التصويت بالنسبة لقسم من الشعب، بصعوبة التنقلات نتيجة مشاكل الفقر و المعيشة الصعبة، وفي هذا الصدد هناك مسؤولية تقع على الحكومات السالفة التي امتنعت عن اتخاذ تدابير تسهيلية كان قد طالب بها الحزب الشيوعي اليوناني، مرارا وتكرارا.

ونحن ندعو أولئك الذين اختاروا في نهاية المطاف الامتناع عن التصويت، أن يفكروا بأنه بالإمكان و من الواجب استغلال كل المعارك الصغيرة والكبيرة كما و معركة الانتخابات لإيجاد تصدعات في ميزان القوى السلبي الحالي، لحشد القوى بهدف إسقاط الرأسمالية إجمالاً.

 

لقد حاول سيريزا باعتباره الحزب الحاكم و على الأقل القيام برد فعل على أوامر الاتحاد الأوروبي التقشفية. ولذا، أليس من الإيجابي بقاء تسيبراس رئيساً للحكومة؟

 

جواب: إن الحكم على الأحزاب لا يكون عبر إعلاناتها، بل من خلال أعمالها. لقد قام  تسيبراس وسيريزا بالتفاوض لا من أجل مصالح الشعب، بل من أجل مصالح المجموعات الاحتكارية، التي تريد "أموالاً ساخنة" لزيادة ربحيتها. حيث قام سيريزا بمفاوضات مناهضة للشعب 100٪ و هي التي قادت في نهاية المطاف إلى إبرام المذكرة الثالثة، التي أقرَّها بأصوات نوابه و نواب أحزاب الجمهورية الجديدة و الباسوك و النهر، و هي التي تتضمن تدابير قاسية مناهضة للعمال و الشعب مع الإبقاء على المذكرتين السابقتين و على أكثر من 400 من قوانينها التطبيقية المناهضة للشعب. هذا و يتوجه سيريزا الآن و بدعم من الأحزاب البرجوازية الأخرى إلى تحويل البرلمان إلى "مسلخ" لما تبقى من الحقوق العمالية الشعبية.

 

في هذه الأثناء، تمتلك منظمة الفجر الذهبي الفاشية، جسماً ثابتاً من الناخبين، و ذلك على الرغم من أن قيادة هذا الحزب تخضع للمحاكمة، و على الرغم من عدم إخفاء هذه المنظمة لإرهابها الممارس ضد اليساريين والمهاجرين. كيف تفسرون واقع التأثير القوي للفاشيين؟

 

جواب: إن النتيجة العامة للانتخابات العامة تعبر عن الانتظار السلبي وعن رجعنة قسم كبير من الشعب. حيث يتمثل عنصرها السلبي في حقيقة صياغة منظمة الفجر الذهبي الإجرامية النازية (المرتبطة بجهاز الدولة و المستندة لواقع الفقر والبطالة) لتأثير سياسي مستقر. حيث كبيرة هي مسؤوليات كافة الأحزاب الأخرى، من حزب سيريزا الحاكم و حتى حزب الجمهورية الجديدة المعارض الرئيسي كما و غيرها من أحزاب المعارضة الصغيرة، حيث لم تكافحها هذه الأحزاب سياسيا و جوهرياً بشكل علني خلال فترة الحملات الانتخابية كما و قبلها.

سيواصل الحزب الشيوعي اليوناني رفع راية النضال ضد النازية-الفاشية وممثليها الحاليين في اليونان، الذين يسممون ضمير الشعب و العمال، و ينظمون كتائب المداهمة و ينصبون مكاتب النخاسة و ذلك على الرغم من محاولة إظهارها بمظهر "المؤيدة للقانون" نظراً لواقع تطور المحاكمات الجنائية الجارية بحقها.

 

لقد تمكن الحزب الشيوعي اليوناني مع الحفاظ على نسبته الانتخابية التي حققها في كانون الثاني/يناير، من حيث الأرقام المطلقة ولكن أصواته انحسرت بقدر35 ألف صوتاً. أكان صوابياً من جانبكم وضع مسألة القطع مع الرأسمالية و إمكانية المستقبل الإشتراكي، في مركز المعركة الإنتخابية؟

 

جواب: انظروا، فقد خسر حزب سيريزا "اليساري" في هذه الانتخابات حوالي 300 ألف صوتاً و حزب الجمهورية الجديدة 200 ألف صوتاً، كما و حزب اليونانيين المستقلين القومي المتحالف مع سيريزا 100 ألفاً، الخ.. و مع ذلك لم تكن هذه الأحزاب تتطرق في برامجها للإشتراكية، ولكنها مع ذلك، حصلت على عدد أقل من الأصوات. كما و كانت أحزاب أخرى قد تقزَّمت و لم تبلغ عتبة اﻠ3%، كحزب"الوحدة الشعبية" الذي شُكِّل من قوى انسحبت من سيريزا و طرحت برنامجاً كينزياً اشتراكياً ديمقراطياً يتبنى "حل" العودة نحو العملة الوطنية.

 

إن المواجهة الأيديولوجية قاسية حيث يلتزم الحزب الشيوعي اليوناني يوميا و في كل معركة سياسية (و من ضمنها الانتخابات) بقول الحقيقة للشعب و إبراز اقتراحه السياسي حول السلطة العمالية الشعبية، و فرض التملك الاجتماعي للاحتكارات والتخطيط المركزي و فك الإرتباط عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، من أجل تنوير العمال وتشكيل الظروف، للإطاحة بالبربرية الرأسمالية، ممهداً بذلك، الطريق و مسهماً في إنضاج العامل الذاتي.

إن كل صيغ الإدارة البرجوازية تقود نحو سياسة مناهضة للشعب. و بالتالي، فإن ضرورة الاشتراكية هي قضية مركزية و هي تبرز من ذات مآزق أسلوب الإنتاج الرأسمالي، الذي يلد الأزمات والبطالة والفقر والحروب. و هي تولد من واقع حضور الظروف المادية لخلق المجتمع الجديد الخالي من استغلال الإنسان للإنسان.

 

ستواصل الحكومة الجديدة فورا على تنفيذ المذكرة الثالثة. كيف سيسهم الحزب الشيوعي في تنظيم المقاومة؟

 

جواب: حافظ الحزب الشيوعي اليوناني على نسبة اﻠ 5.5٪ و أعاد انتخاب 15 مقعدا له في البرلمان، و قام بالتسويق لطروحاته في المصانع و مواقع العمل و الأحياء الشعبية، وفاز بثقة عمال جدد. إن الحزب الشيوعي اليوناني وفي لما قاله قبل الانتخابات، أن ليس من شأنه أن يدعم أو يبدي تسامحاً مع الحكومة الجديدة. وسوف يسخر حشد قواه المتحقق في هذه المرحلة لتحقيق وعده للشعب، أي من أجل وجود معارضة شعبية عمالية قوية في البرلمان و في المقام الأول ضمن الحركة من أجل تعزيز التحالف الشعبي الذي سيكافح في الحاضر من أجل حل كل مشكلة شعبية في التزامن مع رسم طريق منظور الصدام الشامل مع الإحتكارات و الرأسمالية. و سنسعى عبر إعادة بناء الحركة العمالية الشعبية، لكي لا تحني الأغلبية الشعبية و شبابها رأسها أمام التدابير المناهضة للشعب و ألا تخضع لمزاعم الحكومة والمعارضة البرجوازية، القائلة بأنها أعطت موافقتها على تنفيذ المذكرة. و ذلك بصرف النظر عن ماهية تصويتها أو امتناعها عنه. سيواصل الحزب الشيوعي اليوناني نضاله من أجل التحرر السياسي للقوى العمالية الشعبية في توجه الصراع الطبقي من أجل إسقاط الرأسمالية.

 

 

 

02.10.2015