أمام التطورات المتمظهرة في منطقة شرق المتوسط و الخطيرة على الشعوب، يكتسب الموقف المشترك للأحزاب الشيوعية ضد التدخلات الامبريالية والحروب، المزيد من الأهمية. هذا و أجريت مؤخراً في تركيا زيارة لوفد الحزب الشيوعي اليوناني الذي ناقش مع وفد الحزب الشيوعي التركي شؤون التطورات في المنطقة والوضع في اليونان وتركيا و مهام و خبرات الشيوعيين في كلا البلدين. حيث قرر الحزبان إصدار بيان مشترك حول التطورات في بحر إيجه و تورط الناتو فيه بذريعة الهجرة. حيث كان البيان على النحو التالي:
لا للحرب الإمبريالية! فليخرج حلف الناتو من بحر إيجه!
إن التدخل الإمبريالي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وتركيا وإسرائيل و ممالك الخليج في سوريا، الذي أدى إلى هلاك مئات الآلاف من البشر و إلى نزوح و بؤس الملايين غيرهم، ينتقل نحو مرحلة احتدام جديدة. هي مرحلة تورط الناتو الأكثر علنية و مرحلة الإعداد لعمليات برية محتملة.
حيث يغدو من الجلي أن التدخل العسكري لروسيا، و الذي جرى بالتفاهم مع الحكومة السورية، قد غير المعطيات على المستوى العسكري، و لذا، يقوم الناتو بتوسيع وجوده في المنطقة، بما في ذلك نقل أسطول بحري إلى بحر إيجه، بذريعة التحكم بتدفقات الهجرة.
إن أولئك الذين خلقوا مأساة الملايين من الناس و اجتثوهم من أوطانهم، يتذرعون بهذه المأساة من أجل تعزيز وجودهم العسكري في المنطقة. ومع ذلك، فإنه و من المعروف جيداً، أن الطبقات البرجوازية و ممثليها السياسيين والتحالفات الإمبريالية على مثل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لا يتعاطفون مع الشعوب و مع المآسي التي تعيشها. إنهم منافقون!
فخلف ذرائعهم يتواجد، صراعهم مع روسيا الرأسمالية من أجل الدفاع عن مصالح مجموعاتهم الاحتكارية، و لتأمين مواقع جيوستراتيجية، و السيطرة على مصادر الطاقة و طرق نقلها و حصص الأسواق، كما و لإعادة هيكلة رأس المال و تعزيز هيمنته في المنطقة.
نُندِّد نحن الحزبان الشيوعيان لليونان وتركيا، نحو عمال البلدين بهذه التطورات الخطيرة في سوريا، و بدور القوى الامبريالية، و بموقف حكومتي تركيا واليونان.
ونؤكد على الضرورة الملحة، في أن يُدرك العمال و الشرائح الشعبية واقع حرب المصالح الاحتكارية، الجارية عبر ظروف سياسية و اقتصادية و عسكرية، سافكة دماء الشعوب.
و نُسجِّلُ أن مشاركة البلدين في حلف شمال الأطلسي، هي موجهة ضد الشعبين و ضد تعايشهما السلمي، ما دام الناتو لا يعترف بحدود البلدين و لا بحقوقهما السيادية، و يسعى للعب دور الحَكَم في العلاقات بين البلدين، بالتزامن مع كونه "الذراع المسلحة" للإمبريالية الأوروأمريكية، ضد الشعوب الأخرى.
نحن ندعو لجهوزية شعبية لمنع انخراط بلدينا في مذابح إمبريالية جديدة، و سواءاً في سيناريوهات من شأنها وضع شعبينا في مواجهة من أجل مصالح رأس المال، كما و لمنع مشاركة بلدينا في المخططات الامبريالية الموجهة ضد شعوب أخرى.
فليخرج حلف الناتو من بحر إيجه ! لا لتحويل بحر إيجه "لقاعدة انقضاضية" لحلف شمال الأطلسي.
لا لنفاق الاتحاد الأوروبي الإمبريالي!
لا للحرب الإمبريالية!
الحزب الشيوعي اليوناني
الحزب الشيوعي، تركيا
