هذا و كان للمشاركين إمكانية تبادل الخبرات والمعلومات حول الوضع في بلدانهم و حول مداخلة الشيوعيين في الحركة النقابية العمالية. حيث و تواجد في مركز اهتمام المتحدثين، وضع الطبقة العاملة وحركتها، والصراع من أجل وحدتها، والتأثيرات الأيديولوجية السياسية في وعيها و محتوى و وجهة صراعها و صعوبات و إمكانيات إعادة تشكيل الحركة العمالية في اتجاه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات.
وسجل معظم مندوبي اﻷحزاب الذين تحدثوا قيام الاتحاد الاوروبي ورأس المال وحكوماته في ضوء توقعات الاركان البرجوازية للإنتقال نحو الانتعاش الرأسمالي، بالترويج لتدابير صارمة جديدة لتعزيز التنافسية، عبر "مرونة" و "حراك" أكبر، و التي من بينها هي تدابير تفكيك اتفاقات العمل الجماعية والسعي إلى إلغاء حق الإضراب. وكان استنتاج العديد من المتحدثين هو أن رأس المال لا يرغب و ليس بصدد إعادة ما انتزعه من العمال في سنوات الأزمة. و أن الانتعاش الرأسمالي لا يقود نحو الاستعادة الجزئية للخسائر الكبيرة التي أصابت الشرائح الشعبية في فترة الأزمة، بل على العكس فهو مرتبط بتدهور أوضاع الشعب.
كما أُعرب بنحو خاص خلال اللقاء عن قلق العديد من المشاركين تجاه تصاعد المزاحمات الخطيرة بين المراكز الإمبريالية حول الاستحواذ على الطاقة من قبل الاحتكارات ذات الصلة، و الدور الخطر للاتحاد الأوروبي و حلف شمال الاطلسي في مزاحمتهما للصين وروسيا، و تجاه مسؤوليات الحكومات البرجوازية لتورطها في مخططات الإمبريالية التي تعزز احتمال وقوع مواجهة إمبريالية أكثر شمولاً و سفك دماء الشعوب.
وأكد العديد من الممثلين الذين شاركوا في اللقاء الشيوعي الأوروبي، بنحو خاص على أن تعزيز خط الصراع المناهض للرأسمالية و الاحتكارات، يشترط هزيمة خط التعاون الطبقي، و نقابيي أرباب العمل و الحكومة و التيار الإصلاحي الانتهازي، كما و كِلا نسختي اﻹشتراكية الديمقراطية، الحديثة والقديمة.
و أشار العديد من المتحدثين خلال مداخلاتهم إلى ضرورة حيازة الشيوعيين قدرة التمكين من جميع النواحي الايديولوجية والسياسية والتنظيمية عبر استراتيجية ثورية، و امتلاك أساس قوي في الشركات والقطاعات ذات الاهمية الاستراتيجية مع التدخل بنحو حاسم في الحركة العمالية الشعبية.
و في الختام، حيى المشاركون النضالات التي تتكشف في العديد من البلدان، كما والأحزاب الشيوعية المتواجدة في صدارتها للإطاحة بالتدابير المناهضة للشعب، و لاستعادة الخسائر الكبيرة مع إبراز ضرورة التعزيز الحاسم لصراع ملايين المضطهدين من أعضاء الطبقة العاملة وحلفائها في كل بلد، ضد الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، من أجل إسقاط النظام الرأسمالي المتعفن، مع الشعب مالكاً للثروة التي ينتجها.