أكَّد اﻷمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس في كلمته في البرلمان يوم 2\2\2022 أن التنمية الرأسمالية هي مناهضة للشعب بحكم تعريفها و مع أي إدارة لها، مشيراً إلى أن حزبي الجمهورية الجديدة و سيريزا يتنافسان عبر قوانين "التنمية" الخاصة بهما حول كيفية توزيع مليارات اليورو على القِلَّة التي تسحق الشعب.
وفي حديثه عن القانون "التنموي" الجديد، شدد على وجوب وضع حد للاستهزاء، وعلى أن خرافة التنمية الرأسمالية هي عبارة عن حساء معاد تسخينه لا يقنع أحدا. وأضاف أن النمو قد أتى، لكن مستوى الراتب المتوسط و الأدنى، لا يزال مجمداً و ذلك لأن التنمية الرأسمالية تستند على تشديد استغلال العمال.
هذا و أشار ذيميتريس كوتسوباس إلى أن ليس من قبيل الصدفة هو التشابه اللافت في مقترحات حزبي الجمهورية الجديدة و سيريزا، مشدداً على أنها تستند إلى "التحول الرقمي الأخضر" الذي تروج له حكومة بايدن والاتحاد الأوروبي بهدف قيام تدمير منضبط لرأس المال و الترويج ﻠ"الاستثمارات الخضراء" نظراً لواقع فرط تراكم رأس المال. و سجَّل أن الأحزاب التي تدعم استراتيجية رأس المال هذه، تخفي حقيقة أن "التحول الرقمي الأخضر" سيكون ذي تكاليف ضخمة بالنسبة للشعب، مما يجعل تكلفة الطاقة أعلى، وأن التجارة والإطعام ستتركز في مجموعات إقتصادية أقل، وأن صندوق الإنعاش هو مرتبط بالتضخم والغلاء والفقر. و سجَّل الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، في إشارة إلى تخفيض الضريبة المناهضة للشعب المفروضة على السكن الشعبي، و الذي أعلن عنه من قبل رئيس الوزراء قبل فترة وجيزة، ليس بقادر على التعويض عن الزيادات الهائلة في تعرفة الكهرباء و اﻹرتفاع الكبير لأسعار منتجات الاستهلاك الشعبي. وأضاف: "إننا نصرُّ على دعم المطلب الشعبي للإلغاء التام لـهذه الضريبة الجائرة، على عكس جميع من تخلى عن هذا المطلب!".
و من منبر البرلمان، أعرب ذيميتريس كوتسوباس عن تضامن الحزب الشيوعي اليوناني مع عمال وحدة "لاركو" الصناعية التي تستعد الحكومة لبيعها.
وشدَّد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، على ما يلي في ختام تموضعه: "و في الحاصل، فإن الحزب الشيوعي اليوناني يطرح في مواجهة هذا المأزق الذي يعيشه الشعب، حلاً مختلفاً بنحو جذري. إنه يقترح طريقاً مختلفاً، طريق التملُّك الاجتماعي لوسائل الإنتاج المركزة، والتخطيط العلمي المركزي للاقتصاد، طريق الاشتراكية. باستطاعة هذا الطريق حقاً تخطيط الاقتصاد لتغطية الحاجات البشرية.
- و أن يضمن أن زيادة الإنتاجية ستؤدي إلى تخفيض إجمالي لوقت العمل و إلى تحسين أجور الموظفين.
- أن يضمن ساعات عمل أقل للجميع، مع تغطية حاجات العمال إلى الوقت الحر و من أجل حاجاتهم التعليمية والثقافية، و مشاركتهم في الشؤون العامة.
- باستطاعة هذا الطريق أن يطور كافة جوانب قوى الإنتاج في البلاد، و أن يضمن التطور المتوازن لجميع القطاعات، دون الالتزام بمعيار الربحية الجشعة القصوى التي تؤدي إلى ظواهر عدم التكافؤ الشديد و إلى فوضى الإنتاج.
- بإمكان هذا الطريق ضمان قيام تخطيط طاقوي وفق معيار الحاجات الشعبية، على عكس الواقع الحالي حيث يُخضع التخطيط الطاقوي لربحية رأس المال.
- بمقدور هذا الطريق أن يحل مشكلة الصحة العامة المجانية، والوقاية، والرعاية وإعادة التأهيل، والرعاية والدعم لذوي الحاجات الخاصة، والمعوقين، والتعليم العام المجاني في جميع المستويات للجميع، و في مجال الرياضة الشعبية الجماهيرية والثقافة، و حماية البيئة.
إن المقترح التنموي للحزب الشيوعي اليوناني يحتوي على عناصر كهذه، و عندما يتم استدعاؤه بإرادة شعبية سيقوم بجعل هذا المقترح قانوناً للدولة العمالية -الشعبية.
لقد استخلصنا استنتاجات من محاولة البناء الاشتراكي خلال القرن الماضي في ثلث البشرية. تعلمنا من أخطائها و نواقصها و أوجه ضعفها ونحتفظ بإيجابياتها و مكاسبها. و لذلك فإننا نرنو بتفاؤل إلى الحاضر والمستقبل".
03.02.2022
