روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

نص كلمة يورغوس مارينوس، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني

اليوناني في اللقاء الأممي اﻠ18 للأحزاب الشيوعية و العمالية، المنعقد في فييتنام حول موضوع:

 

"الأزمة الرأسمالية والعدوانية الإمبريالية – تكتيكات واستراتيجيات الأحزاب الشيوعية والعمالية في النضال من أجل السلام و الحقوق العمالية و الشعبية، من أجل الاشتراكية". 

 

الرفاق و الرفيقات الأعزاء،

يحيِّي الحزب الشيوعي اليوناني اللقاء الأممي اﻠ18 للأحزاب الشيوعية والعمالية، و يشكر الحزب الشيوعي الفيتنامي بحرارة على الضيافة.

 

لقد أعرب حزبنا تضامنه عن الأممي و وقف على مدى عقود عديدة، إلى جانب الشعب الفيتنامي في نضاله ضد الاستعمار الفرنسي والياباني، و ضد تدخل الولايات المتحدة، الإمبريالي و جرائمها.

هذا و شكل النصر الساطع للطبقة العاملة ولشعب فيتنام تحت قيادة الحزب الشيوعي وزعيمه هوشي منه، انتصاراً عظيماً ذي أهمية أممية، أثبت بأن إذا ما كان الشعب عازماً و منظماً و مسلحاً على نحو جيد، فبإمكانه هزيمةخصومه العتاة المستبدين و تحطيم أغلال الاستغلال والاضطهاد.

 

إن تاريخ الحركة الشيوعية هو مليء بصفحات بطولية ويشكِّل مصدرا قيما للدراسة و استخلاص الدروس التي من شأنها منح العزم للشيوعيين، ليتجاوبوا مع الظروف المعقدة للصراع الطبقي، متطلعين نحو الأمام و مكافحين من أجل إسقاط الاستغلال الرأسمالي و بناء الاشتراكية - الشيوعية.

 

 

 

 

 

 

 

الرفاق و الرفيقات الأعزاء،

يحيِّي الحزب الشيوعي اليوناني اللقاء الأممي اﻠ18 للأحزاب الشيوعية والعمالية، و يشكر الحزب الشيوعي الفيتنامي بحرارة على الضيافة.

 

لقد أعرب حزبنا تضامنه عن الأممي و وقف على مدى عقود عديدة، إلى جانب الشعب الفيتنامي في نضاله ضد الاستعمار الفرنسي والياباني، و ضد تدخل الولايات المتحدة، الإمبريالي و جرائمها.

هذا و شكل النصر الساطع للطبقة العاملة ولشعب فيتنام تحت قيادة الحزب الشيوعي وزعيمه هوشي منه، انتصاراً عظيماً ذي أهمية أممية، أثبت بأن إذا ما كان الشعب عازماً و منظماً و مسلحاً على نحو جيد، فبإمكانه هزيمةخصومه العتاة المستبدين و تحطيم أغلال الاستغلال والاضطهاد.

إن تاريخ الحركة الشيوعية هو مليء بصفحات بطولية ويشكِّل مصدرا قيما للدراسة و استخلاص الدروس التي من شأنها منح العزم للشيوعيين، ليتجاوبوا مع الظروف المعقدة للصراع الطبقي، متطلعين نحو الأمام و مكافحين من أجل إسقاط الاستغلال الرأسمالي و بناء الاشتراكية - الشيوعية.

 

الرفاق و الرفيقات الأعزاء،

يحيِّي الحزب الشيوعي اليوناني اللقاء الأممي اﻠ18 للأحزاب الشيوعية والعمالية، و يشكر الحزب الشيوعي الفيتنامي بحرارة على الضيافة.

 

لقد أعرب حزبنا عن تضامنه الأممي و وقف على مدى عقود عديدة، إلى جانب الشعب الفيتنامي في نضاله ضد الاستعمار الفرنسي والياباني، و ضد تدخل الولايات المتحدة، الإمبريالي و جرائمها.

هذا و شكل النصر الساطع للطبقة العاملة ولشعب فيتنام تحت قيادة الحزب الشيوعي وزعيمه هوشي منه، انتصاراً عظيماً ذي أهمية أممية، أثبت بأن إذا ما كان الشعب عازماً و منظماً و مسلحاً على نحو جيد، فبإمكانه هزيمةخصومه العتاة المستبدين و تحطيم أغلال الاستغلال والاضطهاد.

إن تاريخ الحركة الشيوعية هو مليء بصفحات بطولية ويشكِّل مصدرا قيما للدراسة و استخلاص الدروس التي من شأنها منح العزم للشيوعيين، ليتجاوبوا مع الظروف المعقدة للصراع الطبقي، متطلعين نحو الأمام و مكافحين من أجل إسقاط الاستغلال الرأسمالي و بناء الاشتراكية - الشيوعية.

 


الرفاق الأعزاء،


إن الأزمة الرأسمالية العالمية المتزامنة لفرط تراكم رأس المال التي وقعت في الفترة 2008-2009، لها وصمتها على التطورات الجارية حتى الآن، حيث تكمن أسبابها في الملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج، ومعيار الربح الذي هو القوة الدافعة للتنمية الفوضوية، و على تفاقم التناقض الرئيسي بين الطابع الاجتماعي للإنتاج والعمل والتملك الرأسمالي  لنتائجهما.

هذا و تتستر القوى البرجوازية والانتهازية على الأسباب الحقيقية للأزمة، حيث تقدم هذه القوى على سبيل المثال: الإدارة النيوليبيرالية والبنوك والمصرفيين، على أنها أسباب الأزمة، مسببين بذلك الوقوع التباسات و تعزيز أوهام قائلة بإمكانية إدارة الرأسمالية على نحو صديق للشعب.

والحقيقة هي أنه بمعزل عن صيغة تمظهر الأزمة، فهو متصل باضطرابات في النظام المصرفي-المالي و ﺒ"الفقاعات" وغيرها من الظواهر، حيث تولد الأزمة تضمن عملية الإنتاج و فوق أرضية استغلال العمل المأجور من قبل رأس المال.


إن أركان المنظمات الامبريالية تعبِّر عن جديد عن قلقها، أمام واقع عدم إقلاع المحرِّك الرأسمالي، و تقوم الدراسات البرجوازية بتعديل مؤشرات النمو نحو الأسفل، حيث تتواصل الأزمة في بلدان ذات موقع وسيط في النظام الإمبريالي مثل اليونان، ولكن و أيضا في بلدان أكثر قوة، مثل روسيا، والبرازيل، و يسجَّل ركود في الإتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو و تباطؤ في الاقتصاد الصيني.

و تتخذ التقديرات حول الفترة القادمة في حسبانها، آثار التناقضات الإمبريالية والحروب، والوضع الإشكالي للمؤسسات المالية (دويتشه بنك والبنوك الإيطالية، وما إلى ذلك)، و تبعات اﻠ Brexit.


و في ظل هذه الظروف، يكتسب تحليل الشيوعيين للأسباب الحقيقية للأزمة والطابع الطبقي للتطور الرأسمالي، أهمية كبيرة من أجل إعداد الحركة الشعبية العمالية وتعزيز الصراع الطبقي، و لتفهُّم الطبقة العاملة أهمية التنظيم الاشتراكي للإنتاج، الذي يمثل السبيل الوحيد للقضاء على أسباب الأزمة والاستغلال الرأسمالي.

 

 

 

 

 


الرفاق و الرفيقات الأعزاء،


إن الأزمة الرأسمالية المديدة في بلدنا (2009-2016) هي عميقة، حيث طُبقت خلالها السياسات الإدارية لجميع الحكومات البرجوازية التي قامت و بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والبنك المركزي الأوروبي و صندوق النقد الدولي (أي الترويكا الشهيرة)، بتحميل أوزار الأزمة على عاتق الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، مع الترويج لاستراتيجية زيادة تنافسية و ربحية الشركات الكبرى.

و طبق حزب الجمهورية الجديدة الليبرالي و الباسوك الاشتراكي الديمقراطي، مذكرتين احتوتا على تدابير مناهضة للشعب، كانت قد أثارت استياء شعبيا عارما. حيث تعاظمت فوق أرضية واقع الفقر وارتفاع معدلات البطالة، أوهام اختيار "أهون الشرين" و الآمال الزائفة التي غذاها سيريزا، الذي هو حزب انتهازي، و عبارة عن "خليط"  من مرتدي الحركة الشيوعية و كوادر حزب الباسوك الاشتراكي الديمقراطي، تحت "يافطة اليسار"، و هو الحزب الذي شكل حكومة ائتلافية مع حزب "اليونانيين المستقلين" القومي.

 

لقد تسلق سيريزا نحو السلطة الحكومية في شهر كانون الثاني/يناير 2015 بدعم من قطاعات قوية من رأس المال الكبير، وثبت عمليا بأنه حزب اشتراكي ديمقراطي يخدم مصالح الاحتكارات، ويطبق سياسة قاسية جدا مناهضة للشعب، مع استخدام كل وسائل خداع شعبنا، و يقدم نفسه كقوة مقاومة خارج البلاد، ضمن محاولة لتضليل الشعوب بلهجة شعارات يسارية كاذبة.

لقد أقرَّت حكومة حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين و بدعم الأحزاب البرجوازية الأخرى، المذكرة الثالثة التي تنفذ استراتيجية رأس المال، و عمليات إعادة الهيكلة الرجعية للاتحاد الأوروبي، في سبيل تكثيف درجة استغلال الطبقة العاملة والقضاء على ملكية المزارعين، و إفلاس الشرائح الوسطى في المدينة.

و قامت هذه الحكومة في الآونة الأخيرة، بتمرير قوانين قاسية مناهضة للحقوق العمالية الشعبية في سبيل تمرير تقييم المذكرة الثالثة من قبل الترويكا.

و قامت بضرب الطابع الاجتماعي لنظام الضمان، و خفضت بشكل كبير من مستوى المعاشات مع زيادة حد سن التقاعد.

و فرضت على كاهل الشعب، ضرائب مباشرة وغير مباشرة، لا تطاق.

و خصخصت الموانئ والمطارات و هي تواصل خصخصة مؤسسات ذات أهمية  استراتيجية في قطاعات الطاقة والمياه و غيرها.

و هي تتبع مسار الحكومات السابقة، و تحافظ على القوانين التي ألغت الاتفاقات الجماعية وخفضت الأجور بشكل كبير، كما و تروج لتدابير إلغاء حقوق عمالية، مع دعم أشكال التشغيل المرنة، و تستخدم القمع ضد النضالات العمالية.
و يتراوح معدل البطالة حول مستوى اﻠ 25٪ و اﻠ 50٪ للشباب، و بدلا من تقديم التعويض للعاطلين عن العمل يجري منح التعويضات ذات الصلة لأرباب العمل.

و تستعد الحكومة في هذه الأيام ضمن عملية التقييم الثاني للمذكرة الثالثة، لفرض تدابير قاسية جديدة ضد العمال، تتضمن التسريح الجماعي، و غلق المصانع في وجه العمال و الحد من حق الإضراب، و غيرها.

و تستكمل السياسة الطبقية لحكومة حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين، تمويل الشركات الكبيرة و منح إعفاءات ضريبية جديدة لرأس المال الكبير و ما إلى ذلك.

و هي تستخدم خلال هذه الفترة إبراز النمو الرأسمالي الذي تسميه "عادلاً" كرأس حربة في تضليلها.

حيث من المحتمل تسجيل نمو اقتصادي ضئيل ولكن بيت القصيد هو أن هذا النمو سيكون وفق معيار زيادة الأرباح الاحتكارية، المناهض للشعب، و هو النمو القائم فوق أنقاض الحقوق و هو الذي سيخلق المقدمات لوقوع أزمة اقتصادية جديدة.

و نسجل هنا أن التوجهات والتدابير المناهضة للشعب التي تنفذ في اليونان عبر المذكرات هي عبارة عن جزء من استراتيجية الاتحاد الأوروبي الأشمل، المناهضة للشعب، و هي التي يسوق لها في صيغ عديدة في جميع البلدان الأوروبية، و ذلك بمعزل عما إذا تم فرض مذكرات من عدمه، و بمعزل عن واقع حكم أحزاب اشتراكية ديمقراطية أم ليبرالية.

حيث تُدحض الدعاية البرجوازية للمكتسبات الأوروبية، من قبل الواقع الرأسمالي لارتفاع معدلات البطالة والتشغيل الناقص والفقر، وتشديد وتائر العمل و ما إلى ذلك.

إن السياسة الخارجية لحكومة سيريزا و اليونانيين المستقلين هي شديدة الخطورة. حيث تسعى عبر مطية "الترقية الجيوستراتيجية لليونان" لتسويق مصالح الاحتكارات مع توريط البلاد على نحو منهجي في مخططات الإمبريالية.

و هي تمنح قواعد عسكرية لحاجات عدوانية للولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في الحرب في سوريا وليبيا والعراق، و تحافظ على مشاركة قوى عسكرية في بعثات إمبريالية في الخارج، كما و تطور تعاوناً عسكرياً واسعاً مع إسرائيل، ودعت قوات حلف شمال الاطلسي للحضور في بحر ايجه، و تشارك في تنفيذ قرارات خطيرة جداً اتخذت خلال قمة حلف شمال الاطلسي الأخيرة في وارسو.

و تهجِّر الحروب الإمبريالية ملايين اللاجئين و المهاجرين من أوطانهم، و تحتجز الآلاف من أسر هؤلاء المضطهدين في اليونان الذين يعيشون في ظروف يرثى لها، في حين تتمثل وجهتهم في بلدان أوروبية أخرى. و يتبع الحزب الشيوعي اليوناني في ظل هذه الظروف، موقفاً أممياً مبدئياً، يكافح ضد الحروب الامبريالية، و يدين سياسة القمع المتبعة من قبل الاتحاد الأوروبي، و يقف إلى جانب اللاجئين والمهاجرين و يسهم في تنظيم التضامن الشعبي، و هو في صدام مع العنصرية و رهاب الأجانب، و مع منظمة "الفجر الذهبي" الإجرامية الفاشية.
و عبر تجربة السياسة المعادية للشعب لحزب سيريزا، تأكد و لمرة أخرى، أن ما يسمى بالحكومات اليسارية الاشتراكية الديمقراطية، هي عبارة عن خيار لرأس المال لكي تقوم بإنجاز "العمل القذر" و تسويق السياسات التي تخدم مصالح الاحتكارات و احتواء الحركة العمالية الشعبية و مساعيها.

حيث ثبت عبر مثال سيريزا والعديد من الأمثلة الأخرى، أن ما يسمى ﺒ"الحكومات اليسارية" هي عبارة عن آلية إدارة و إعادة إنتاج للاستغلال الرأسمالي، و لزراعة أوهام حول أنسنة الرأسمالية و لارتقابٍ خطير قائلٍ بإمكانية حل مشاكل الشعب و تلبية حاجاته، في ظل ظروف الاستغلال الرأسمالي.

إن التجربة تظهر أن هذه الحكومات تعيق عملية التجذير الفعلي للطبقة العاملة، و عبر سياساتها المناهضة للشعب تفلس أمام أعين الشعوب، و تغذي رؤى تقول ﺒ"أن جميع السياسيين متماثلون"، و تعزز سياستها القوى المحافظة و تقود نحو صعود الحكومات اليمينية، عن جديد.

حيث تؤكد أمثلة "الحكومات اليسارية" في أوروبا و بلدان أمريكا اللاتينية، صوابية هذه الموضوعة.

إن الأحزاب الشيوعية التي تشارك في حكومات إدارة برجوازية أو تدعمها، تقوم بتقديم ذريعة للاشتراكية الديمقراطية، و يستغل موقفها على نحو متعدد الأوجه من أجل احتجاز الطبقة العاملة في منطق إدارة الرأسمالية، و الحد من مطالب الشعوب، ولتأخير الصراع المناهض للرأسمالية.

و تقع مسؤوليات كبيرة على الأحزاب الشيوعية التي أيدت سيريزا أو لا تزال تؤيده. و ذلك لأن موقفها يستخدم في سياق الهجمة الجارية ضد شعبنا، و يوجَّه ضد كفاح الحزب الشيوعي اليوناني و الحركة ذات التوجه الطبقي.

و يحافظ الحزب الشيوعي اليوناني على مر الزمان و بمسؤولية كبيرة، على مبدأ الأممية البروليتارية، و يدعم نضال الطبقة العاملة ضد رأس المال والرأسمالية و يعرب عن تضامنه الأممي مع شعوب أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، و مع شعوب كل أنحاء العالم.

حيث بالإمكان اليوم استخلاص استنتاجات مهمة حول الموقف المبدئي الذي حافظ عليه الحزب الشيوعي اليوناني وكشف عن دور الاشتراكية الديمقراطية الجديدة، و إبراز مدى خطورة و انزلاقية، مشاركة حزب شيوعي في حكومة إدارة برجوازية.

إن الحزب الشيوعي اليوناني هو في طليعة كفاح صعب، و يحاول يوميا تعزيز روابطه مع الطبقة العاملة و فقراء المزارعين، و صغار كسبة المدن و نساء و شباب الأسر الشعبية.

و تقوم منظمات الحزب ومنظمات الشبيبة الشيوعية اليونانية و باستمرار، بتطوير النشاط الأيديولوجي السياسي، و خوض المعركة في المصانع و مواقع العمل والأحياء الشعبية من أجل تنظيم الكفاح العمالي الشعبي، مع  التركيز على بناء الحزب في المصانع و القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، إلى جانب مواجهة جوانب الضعف والسهو.

لقد نظمت قوى الحزب و أصدقائه كما و الشبيبة الشيوعية و أصدقائها، مئات التظاهرات الجماهيرية ضمن عام 2016 بصدد الذكرى اﻠ100 لتأسيس الحزب الشيوعي اليوناني التي تحضر عام 2018، و تجرى تظاهرات مهمة جدا حول الذكرى اﻠ70 لتأسيس "جيش اليونان الديمقراطي (ΔΣΕ) و كفاحه البطولي خلال مواجهته مع الطبقة البرجوازية، و الإمبريالية البريطانية والأمريكية خلال الحرب الأهلية، والكفاح المسلح العظيم في فترة 1946-1949.
و يدعم الشيوعيون والشيوعيات نضالات جبهة النضال العمالي "بامِه" و الحركة ذات التوجه الطبقي التي يشارك فيها عشرات الاتحادات و المراكز العمالية، ومئات النقابات واللجان الكفاحية و آلاف النقابيين.

حيث مهمة بوجه خاص، هي مبادرة القوى ذات التوجه الطبقي التي تنظم من خلالها المئات من النقابات، كفاحها من أجل إلغاء تدابير مناهضة للعمال، مطالبة بتوقيع اتفاقات جماعية مُرضية و استرداد الخسائر التي لحقت بالعمال أثناء الأزمة.

و يتصدر الشيوعيين والشيوعيات نضال فقراء و متوسطي المزارعين، و صغار الكسبة في المدن كما و الشباب والنساء.

و تتمثل مسألة رئيسية في استهداف الصراع الايديولوجي السياسي الجماهيري للخصم الفعلي، أي الطبقة البرجوازية و دولتها و ألا يقتصر الصراع على استهداف الأحزاب والحكومات البرجوازية، من أجل الإسهام في تنمية الوعي الطبقي.


و في خضم الكفاح اليومي، خلال الإضرابات و المظاهرات و الإعتصامات وعشرات تحركات الطبقة العاملة المتعددة الأشكال، تسجِّل الحركة ذات التوجه الطبقي نتائجاً في تنظيم الطبقة العاملة و في تعزيز مطلبية العمال لتعزيز الجبهة ضد رأس المال و ضد سياسة الحكومة و باقي القوى البرجوازية، المناهضة للشعب، كما و لتعزيز المواجهة مع نقابيي الحكومة و أرباب العمل و الرؤية الخطيرة القائلة بالتوافق الطبقي والتعاون بين المستغِلين والمستغَلين.

و يكافح الشيوعيون والشيوعيات لإعادة صياغة الحركة العمالية و لتعزيز خط الصراع الطبقي، و لإكساب النقابات سمة جماهيرية لكي تمتلك أسساً قوية في مواقع العمل، لتعزيز الصراع وفق خط و مطالب مرتبطة بالحاجات العمالية الشعبية المعاصرة، من أجل تغيير ميزان القوى.

حيث ستشكل الحركة العمالية القوية قلب تحالف اجتماعي شعبي كبير، للطبقة العاملة و فقراء و متوسطي المزارعين، و صغار الكسبة في المدن، وهو التحالف الذي سيحشد و يحرك قوى منظمة تتدخل بشكل حاسم في الكفاح اليومي و في توجه مناهض للاحتكارات و الرأسمالية و في اتجاه منارة إسقاط بربرية الرأسمالية، والظفر بالسلطة العمالية الشعبية.

سيتخلص الشعب اليوناني من أصفاد الاستغلال الرأسمالي و من التكتلات الامبريالية، فقط عند إقدام الطبقة العاملة وحلفائها على إنجاز الثورة الاشتراكية و تحقيق بناء الاشتراكية - الشيوعية.

أي أن التغيير الثوري في اليونان سيكون اشتراكياً. إن هذا ضروري موضوعياً. حيث لا يغير واقع ميزان القوى السلبي اليوم مع تخلف العامل الذاتي، من سمة الثورة.

إن القوى المحركة للثورة الاشتراكية هي الطبقة العاملة كقوة قيادية، و أشباه البروليتاريين والشرائح المضطهدة كالعاملين لحسابهم الخاص  في المدن و فقراء المزارعين.

و يمنح الحزب الشيوعي اليوناني قواه خارج ظروف الحالة الثورية، من أجل إعداد العامل الذاتي، لكي يتمكن من التجاوب مع مهامه التاريخية وقت حضور الحالة الثورية، أي حين يعجز المستغِلون عن الحكم و حين لا يريد المستغَلون أن يحكموا بذات الأسلوب....

إن الرؤى (المتواجدة ضمن الحركة الشيوعية الأممية) التي تقلل من أهمية النضال المناهض للاحتكارات و الرأسمالية و ضرورة الاستعداد المكتمل الأوجه لإسقاط سلطة رأس المال، لا تأخذ في اعتبارها، إمكانيات احتدام التطورات و تبدِّي حالة ثورية، التي من الممكن أن تولد كظاهرة موضوعية في ظروف أزمة رأسمالية و حرب إمبريالية.

يجب علينا أن نتعلم من التجربة التاريخية التي تؤكد على وجود أحزاب شيوعية في غير جهوزية وقت ظروف صعود الصراع الطبقي، حيث لم تتمكن من تنفيذ مهامها التاريخية.

الرفاق الأعزاء،

من المعروف أن الحركة الشيوعية تواجه أزمة أيديولوجية سياسية و تنظيمية و تحمل ندوبا عميقة من الثورة المضادة و من التأثير القوي للانتهازية في صفوفها.

فبعد إعادة تنصيب الرأسمالية في الاتحاد السوفييتي وبلدان بناء الاشتراكية في أوروبا الشرقية والوسطى، وهيمنة علاقات الإنتاج الرأسمالية في الصين، وتعزيز العلاقات الرأسمالية في فيتنام وكوبا، و في ظروف جمهورية كوريا الشعبية، استاء وضع الحركة الشيوعية الأممية.

 

 

و في ظل هذه الظروف، يشكل الصراع من أجل إعادة بناء الحركة الشيوعية الأممية، مهمة رئيسية للحزب الشيوعي اليوناني، الذي يرى ضرورة فتح نقاش جوهري حول مشاكل جادة حول مشاكل الاستراتيجية و التكتيك، مقدراً بأن أي تأخير في ذلك، سيفاقم الوضع و سينضوي على مخاطر أكبر.

 

أولا، من المفروض أن يشغل موضوع الإمبريالية الشيوعيين والشيوعيات، باعتباره موضوعاً يشكل نقطة نقاشات.
وينص الموقف اللينيني على أن الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية حيث تشكلت هيمنة الاحتكارات والرأسمال المالي، و اكتسب تصدير رؤوس الأموال أهمية كبيرة و يجري صراع بين  الاحتكارات والدول الرأسمالية لتقاسم الأسواق.

إن الموقف الذي يحصر الإمبريالية بالسياسة الخارجية العدوانية للولايات المتحدة و غيرها من الدول الرأسمالية الكبرى، لا يأخذ في الاعتبار الأساس الاقتصادي للنظام في الوقت الحاضر، أي الاحتكارات، و الشركات المساهمة الكبرى التي نمت وتطورت في جميع البلدان.

إننا نعتقد إن هذا الموقف يعجز عن رؤية النظام الإمبريالي (الرأسمالي) من كل جوانبه، كما هو مع حلقاته المتمثلة بالدول الرأسمالية المتباينة عن بعضها البعض و هي التي تحتل مواقع مختلفة في النظام بسبب عدم التكافؤ و ترتبط بعلاقات تبعية متبادلة غير متكافئة وفق قوتها الاقتصادية والعسكرية و السياسية.

 

ثانيا، لقد شغلنا موضوع سمة عصرنا و موضوع سمة الثورة. إن هذا الموضوع ذو أهمية حاسمة.

إننا نعيش في القرن اﻠ21، حيث تعد السلطة البرجوازية قروناً منذ إسقاط الإقطاع. وقد تطورت الرأسمالية في مرحلة الإمبريالية و قادت إلى إضفاء الطابع الإجتماعي على العمل و الإنتاج، حيث تجني الطبقة البرجوازية ثمارهما.
إن الاحتكارات الكبيرة تمتلك قواعد وشبكة لها في جميع أنحاء العالم، كما و تطورت العلوم  والتكنولوجيا والبنى التحتية المتنوعة، و النقل و ما إلى ذلك.

و مما لا شك فيه هو نضوج الظروف المادية التي تحدد طبيعة عصرنا كعصر الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية، التي هي اليوم أكثر راهنية وضرورة للطبقة العاملة، والشرائح الشعبية، ومستقبل الشباب.

إن ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى التي تكمل عامها اﻠ100 في 2017 تدل على الطريق. هي الثورة الاشتراكية في أوائل القرن اﻠ20 في بلد زراعي متخلف نسبيا، حيث كان تطور الرأسمالية قد خلق ضمنه المقدمات المادية لبناء مجتمع اشتراكي جديد أعطى الدفع لتطوير قوى الإنتاج.


و لا تغير واقعة الثورة المضادة والتغير السلبي في ميزان القوى، من حقيقة بناء الاشتراكية و سمة عصرنا الذي دشنته ثورة أكتوبر، كعصر الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية.حيث تعززت الظروف التي تؤكد على استنفاد الحدود التاريخية للرأسمالية (الأزمات والحروب، والبطالة، والفقر، وما إلى ذلك). حيث يعبر الطابع الاشتراكي للثورة و بقوة على ضرورة حل التناقض الأساسي للنظام بين رأس المال والعمل المأجور.

لقد ولدت الرأسمالية حفار قبرها أي الطبقة العاملة التي هي الطبقة الرائدة في المجتمع، حيث تفرض سمة الثورة كاشتراكية، مسألة مطالبة هذه الطبقة بالسلطة و الظفر بها.

و كثيرا ما تُستحضَرُ موضوعة لينين حول "الدكتاتورية الديمقراطية الثورية للبروليتاريا والفلاحين" لتدعيم رؤية المراحل الوسيطة التي عفا عنها الزمن، ولكن يجب توضيح أن هذه الموضوعة كانت متوافقة مع ظروف روسيا القيصرية عام 1905، في حين، مع إسقاط الحكم المطلق انطلق الحزب البلشفي نحو الأمام بهدف الظفر الثوري بالسلطة العمالية، وديكتاتورية البروليتاريا (موضوعات أبريل/نيسان 1917).

ولذلك، فمن المفروض أن يعطي الاحتفال بمناسبة اﻠ100عام على ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، دفعاً لدراسة استراتيجية الاحزاب الشيوعية، لكيما تتكيف مع حاجات عصرنا، و مع الاتجاه اللينيني الذي أعربت عنه قوة الثورة البلشفية وشددت على أن:"القضاء على الرأسمالية ومخلفاتها، وتأسيس النظام العالمي الشيوعي هو مضمون العصر الجديد الذي بدأ الآن في تاريخ العالم".


ثالثا، تشارك الدول الرأسمالية في التحالفات الإمبريالية لكي تخدم بنجاعة مصالح الطبقات البرجوازية ضمن المزاحمة الرأسمالية الدولية، و لتحصين سلطة رأس المال ومواجهة الحركة العمالية بشكل منسق.

و تعجز هذه التحالفات الدولية عن إلغاء منظومة الدولة القومية كما والتناقضات الإمبريالية البينية التي تقع حتى في نطاق تحالف معين، ما دامت كل دولة رأسمالية تتحرك وفق معيار تعزيز مصالح احتكاراتها.

و يمتلك الحزب الشيوعي اليوناني خبرة غنية من النضال ضد حلف شمال الأطلسي الذي هو ذراع الإمبريالية المسلح الموجه ضد الشعوب.

 

إن حزبنا يكافح لسنوات ضد الاتحاد الأوروبي، ضد التحالف الإمبريالي الدولي المعبر عن مصالح المجموعات الاحتكارية الأوروبية المناهضة لمصالح الطبقة العاملة و فقراء المزارعين و باقي الشرائح الشعبية في أوروبا، و هو الأمر الذي يفضح  قوى الاشتراكية الديمقراطية والانتهازية التي تجمِّل الطابع الامبريالي للاتحاد الأوروبي، كما يفعل حزب اليسار الأوروبي.

و كان الحزب الشيوعي اليوناني، قد أودع طروحاته الخاصة بمناسبة استفتاء بريطانيا  المتعلق باﻠBREXIT، حيث أبرز التناقضات الداخلية ضمن الاتحاد الأوروبي و واقع عدم تكافؤ اقتصاداته و الصراع الجاري و المحتدم بين المراكز الإمبريالية في ظل ظروف ركود رأسمالي.


و تعجز موضوعياً المواقف التي تقترح تغيير العملة أو الخروج من الاتحاد الأوروبي في إطار الرأسمالية، عن خدمة المصالح العمالية الشعبية. و هي على العكس من ذلك، تقود إلى إدامة نظام استغلال الإنسان للإنسان، حيث تبقى السلطة في أيدي الطبقة البرجوازية، كما و وسائل الإنتاج و الملكية الرأسمالية.

و يزعم حزبنا بأن وجوب نجاعة الإدانة الضرورية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والكفاح من أجل الإفراج عن كل بلد من المنظمات الإمبريالية، يملي ارتباطها مع ضرورة إسقاط سلطة رأس المال، و ضرورة السلطة العمالية الشعبية. حيث يشكل التحالف الاجتماعي للطبقة العاملة مع باقي الشرائح الشعبية، وإعادة صياغة وتعزيز الحركة الشيوعية الأممية، شرطاً لفتح هذا الطريق الواعد.

 

و لا تقتصر التحالفات الدولية على حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في ظل الظروف الراهنة.

 

حيث تتحرك تحالفات أخرى بجانبها، مثل البريكس، و منظمة شانغهاي للتعاون، و منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحادات الدولية في أمريكا اللاتينية وغيرها. و تنبع الخلافات ضمنها من ماهية موقع الدول الرأسمالية في النظام الإمبريالي و استهدافات الطبقات البرجوازية. و مع ذلك، فهناك قاعدة مشتركة يحددها واقع حقيقة مشاركة دول رأسمالية تمثل مصالح الاحتكارات في هذه التحالفات.

هذا هو أساس التناقضات داخل الاتحاد الأوروبي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما يتضح من سلسلة من الأحداث، كإدارة الأزمة الرأسمالية و الديون، و اتفاقية الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار الموجهة ضد الشعوب و غيرها، كما والتناقضات المتمظهرة في منطقة آسيا، والمحيط الهادئ.

 

إن حزبنا يرصد عن كثب التطورات في بحر الصين الجنوبي، وهي المنطقة التي تشكل ممراً هاماً للملاحة الدولية، وهي غنية بالثروة البحرية و مصادر الطاقة. حيث وضعت مصالح احتكارية كبيرة، سواء من المنطقة، كما وأبعد من ذلك بكثير، كما يُظهر تورط الولايات المتحدة المستمر، نصب أعينها استغلال هذه الثروة الكبيرة.

و يعتقد حزبنا أن قضايا النزاعات الإقليمية بين الدول (مثل تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة وما إلى ذلك)، يجب أن تحل بشكل سلمي، بعد مداخلات الحركات الشعبية، على أساس قانون البحار الدولي والمفاوضات والقرارات المتعددة الأطراف عندما يتعلق الأمر بالعديد من البلدان المتعلقة بهذه المسألة.

 

و يجري إبراز ما يسمى "العالم متعدد الأقطاب" في السنوات الأخيرة كتطور في صالح الشعوب، و مع ذلك، ينبغي النظر في القضية بعناية أكبر، نظراً لأن الأمر في جوهره هو مستند على أساس "أقطاب" رأسمالية شُكِّلت لتعزيز مصالح المجموعات الاقتصادية الكبيرة، كتعبير عن التناقضات الإمبريالية البينية.

إن واجب الأحزاب الشيوعية هو تصدُّر التحرك و فتح الطريق للشعوب لكي لا تنضوي الأخيرة، تحت راية أية طبقة برجوازية، أو تحالف إمبريالي، و لكي تطور الشعوب نضالها وفق معيار مصالحها و حاجاتها.

 

رابعاً، تُوصم السنوات الأخيرة، بقيام تدخلات و حروب شنها حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق، ليبيا، سوريا، أوكرانيا،و في دول أفريقيا.

إن السمة المميزة للتدخلات والحروب الامبريالية هو استخدام سلسلة من الذرائع، من ضمنها: مكافحة الإرهاب، ومواجهة منظمة داعش الإجرامية و غيرها من المنظمات المماثلة التي هي صنيعة الإمبريالية و التي دُعمت من قبل الولايات المتحدة و دول عاتية في الاتحاد الاوروبي و تركيا وقطر و السعودية لتسويق مصالحها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمنطقة الأشمل.

 

وعلينا واجب الإصرار على إبراز على الحقيقية للحرب التي تكمن في التناقضات والمزاحمات الامبريالية البينية، المتمظهرة في جميع أنحاء العالم بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين و دول رأسمالية أخرى، حول مصادر الطاقة و طرق نقلها، و حول المناطق الاستراتيجية والممرات البحرية، و التحكم بالأسواق.


حيث تمتلك مناطق: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و حزام الساحل و بحر قزوين والخليج، والبلقان، والبحر الأسود، وبحر الصين الجنوبي والقطب الشمالي، أهمية خاصة في سياق التناقضات الإمبريالية.

و يقوم حلف الناتو بنقل قوى عسكرية عاتية نحو بلدان شرق ووسط أوروبا، و يقيم قواعد عسكرية. حيث تشكل رومانيا وبولندا مركز تنصيب نظام صاروخي أمريكي يستهدف روسيا، كما و نُقل ما يزيد من 60٪ القوة البحرية للولايات المتحدة نحو منطقة المحيط الهادئ.

حيث يتعاظم خطر الصدامات الإقليمية المعممة، حتى أننا قلقون من اندلاع حرب إمبريالية معممة.


وتواجه الحركة الشيوعية مهاماً كبيرة، حيث من المطلوب فتح نقاش أكثر انفتاحا حول موقف الشيوعيين تجاه الحروب الامبريالية، للتمييز بين المعايير والدور الهام للحروب الثورية العادلة.


إن للحزب الشيوعي اليوناني إسهامه في تنظيم الكفاح ضد التدخلات الامبريالية والحروب و ضد تورط الحكومات اليونانية، كما و في إعادة القوات العسكرية اليونانية من البعثات الإمبريالية، وإغلاق القواعد الأوروبية الأطلسية.

 

و يزعم حزبنا بأن الكفاح من أجل الدفاع عن الحدود والحقوق السيادية لليونان، من منظور الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، هو كفاح لا ينفصل عن النضال من أجل إسقاط سلطة رأس المال. أيا كان الشكل الذي ستتخذه مشاركة اليونان في الحرب الإمبريالية، يجب على الحزب الشيوعي اليوناني أن يكون على استعداد لقيادة تنظيم مستقل للمقاومة العمالية الشعبية لكيما تُربط هذه الأخيرة، مع النضال من أجل هزيمة الطبقة البرجوازية و على حد السوء المحلية منها كما و الاجنبية الغازية.

 

خامسا، لقد قدَّر الحزب الشيوعي اليوناني في سياق سنوات طويلة من الدراسة، لتحليل الأسباب و العوامل التي أدت إلى إسقاط الاشتراكية، بأن الثورة المضادة في الاتحاد السوفييتي جاءت "من الداخل ومن الأعلى" نتيجة تهجين انتهازي أصاب الحزب الشيوعي و التوجه السياسي المماثل للسلطة السوفييتية، في محيط تدخلات إمبريالية متنوعة الأشكال أدى إلى تنمية الانتهازية وتطويرها لتغدو قوة للثورة المضادة.

لقد ارتبط إسقاط الاشتراكية باستخدام أدوات الرأسمالية لمعالجة مشاكل البناء الاشتراكي.

 

إن البناء الاشتراكي يبدأ عبر الإستيلاء الثوري على السلطة من قبل الطبقة العاملة و خلق النمط الشيوعي للإنتاج عبر التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج الممركزة و التخطيط المركزي، وصياغة مؤسسات الرقابة العمالية.

و يستمر الصراع الطبقي للطبقة العاملة في ظروف أخرى وأشكال أخرى سواء في فترة وضع أسس المجتمع الجديد كما و في مسار التنمية الاشتراكية في صراع مستمر للقضاء على جميع أشكال الملكية الجماعية والخاصة، وتوسيع الملكية الاجتماعية وتعزيز التخطيط المركزي، و علاقات الإنتاج الشيوعية.

 

إن قناعتنا الراسخة هي في أن المواقف التي تتحدث عن مختلف "نماذج الاشتراكية" بحجة الخصوصية القومية، لا تقف فوق أرضية مبادئ الاشتراكية العلمية وحتميات البناء الاشتراكي.

و للأسف ليس ذلك متعلقاً فقط بإطار البرجوازية الصغيرة الاشتراكي الديمقراطي المسمى اشتراكية القرن اﻠ21 الذي يغذي أوهاماً حول أنسنة الرأسمالية ويديم السلطة البرجوازية والاستغلال الرأسمالي، كما تظهر تطورات أمريكا اللاتينية، على سبيل المثال.

 

إن المشكلة هي أعمق من ذلك.

 

حيث يُسعى لاستبدال ضرورة الثورة الاشتراكية بالطريق البرجوازي البرلماني و مطية إدارة "الحكومات اليسارية". و بدلا من التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج يُدخل نظام اقتصادي مختلط مع شركات رأسمالية، و يستعاض عن التخطيط المركزي بتدخل الدولة لتنظيم السوق الرأسمالي.


إن هذه المواقف ليست متعلقة ببقايا النظام(الرأسمالي) القديم ضمن الاقتصاد الجديد، الاشتراكي، و لا بالانتاج البضاعي الصغير الممكن الحفاظ عليه لفترة ما (و يشكل قوة حفاظ على الرأسمالية أو إعادة ظهورها) بل هي متعلقة بخط معين للتنازل عن حتميات الاشتراكية، حيث يتمثل رأس حربتها بموقف خطير قائل بإمكانية بناء الاشتراكية مع مؤسسات رأسمالية و مع وجود لرأس المال الذي يشكل علاقة اجتماعية استغلالية.

 

 

 

 

 

 

 

 

الرفاق و الرفيقات الأعزاء،

 

تشكل ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى مَعلماً تاريخيا، و إبداعاً عظيماً للطبقة العاملة و للصراع الطبقي.

تتميز الاشتراكية التي بنيت في القرن ا20 على الرغم من نقاط ضعفها والأخطاء والتأثيرات الانتهازية والانحرافات، بتحقيق الإنجاز التاريخي المتمثل بإلغاء استغلال الإنسان للإنسان بفضل السلطة العمالية، والتملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج، والتخطيط المركزي والرقابة العمالية، و مشاركة الملايين من العمال في بناء المجتمع الجديد.


و تتمثل المزايا العظيمة للاشتراكية في القضاء على البطالة و ضمان العمل للجميع بشكل مخطط، و تأمين خدمات صحة و تعليم، عالية الجودة، وتطوير الثقافة الشعبية والرياضة، و إنصاف المرأة، و في التعايش بين المجموعات العرقية المختلفة، و في دعم نضال الشعوب ضد عدوانية الامبريالية والحروب، والقضاء على الاستعمار وأكثر من ذلك بكثير.

هذا و تضع السلطة العمالية في الاتحاد السوفييتي وتضحيات الشعب السوفييتي، ختمها على الانتصار على المحور الفاشي في الحرب العالمية الثانية.

حيث من المفروض أن تشكل المساهمة التاريخية للاشتراكية في التقدم الاجتماعي، كما و الأسباب الفعلية التي أدت إلى إسقاطها، دافعاً للأحزاب الشيوعية والشيوعيين والشيوعيات في العالم كله، لتعزيز المطلبية و تقديم رد حاسم على القوى الرجعية المعادية للشيوعية والانتهازية التي أشادت بالثورة المضادة ودعمتها كما فعلت قوى شكلت في المسار لاحقاً، حزب اليسار الأوروبي، وشبكات أخرى مماثلة.

 

إن الشيوعيين يؤمنون بقوة الطبقة العاملة، ويعتقدون بأن الصراع الطبقي هو القوة الدافعة للتطور الاجتماعي، حيث يطرح الطابع الأممي للصراع الطبقي واجب بذل أكبر محاولات ممكنة لإرساء الأسس لامتلاك وحدة برنامجية ايديولوجية، و استراتيجية ثورية موحدة للصدام مع رأس المال والنظام الاستغلالي و الانتهازية.

 

إن صعوبات نضالنا هي كبيرة، كما عاتٍ هو ضغط البرجوازية و الانتهازية ولكن الشيوعيين يمتلكون واجب إظهار صمود كبير وتصميمٍ، للدفاع عن النظرية الماركسية اللينينية الكونية، و أن يتصدروا النضالات العمالية الشعبية يوميا و الصراع المناهض للاحتكارات و الرأسمالية و أن يحاولوا و في كل الظروف امتلاك ناصية ربط النشاط اليومي مع الصراع من أجل السلطة العمالية الثورية.

 

و مع انطلاقه من شعور المسؤولية الأممية، تصدَّر الحزب الشيوعي اليوناني، عملية إطلاق اللقاء الأممي للأحزاب الشيوعية و العمالية و ساهم ويسهم في الحفاظ على طابعه كفضاءٍ للقاء أحزاب شيوعية، على عكس مواقف تهدف إلى إشراك تشكيلات اشتراكية ديمقراطية مُعمَّدةٍ كقوى "معادية للإمبريالية" و "يسارية"، و "تقدمية".


لقد وضَّح حزبنا و منذ وقت مضى، أن ما يساعد اليوم هو تبادل وجهات النظر على نحو جوهري داخل اللقاء الأممي للأحزاب الشيوعية و العمالية، كما و النقاش الفكري السياسي والسجال حول مسائل حاسمة في الاستراتيجية و التكتيك، كما و النشاط المشترك الممكن تطويره من أجل مصالح وحقوق الطبقة العاملة.

 

و سيضع الحزب الشيوعي اليوناني قواه في هذا الاتجاه، و هو بالتوازي مع ذلك، سيواصل محاولات تنسيق النشاط المتعدد الأشكال مع عشرات الأحزاب الشيوعية، في أوروبا و البلقان و المنطقة الأشمل، وسوف يدعم على نحو أكبر الخطوة الجدية التي تمت من خلال إنشاء "المبادرة الشيوعية الأوروبية" التي يشارك فيها عدد كبير من الأحزاب الشيوعية والعمالية في أوروبا، كما و بإصدار "المجلة الشيوعية الأممية" التي تتدارس قضايا نظرية معاصرة.