روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

الحزب الشيوعي اليوناني عن انتخابات البرلمان الأوروبي

يجيب الرفيق لِفتيريس نيكولاو، مرشح الحزب الشيوعي اليوناني للبرلمان الأوروبي و عضو قسم العلاقات اﻷممية للجنة الحزب المركزية على الأسئلة المطروحة من قبل ICP:


1) في اليونان يتسم يوم 26 أيار\مايو بوجود "معركة انتخابية ثلاثية": من أجل انتخابات البرلمان الأوروبي و انتخابات الأقاليم و البلديات. من المعروف أن الانتخابات البرلمانية الأوروبية بعيدة عموماً عن تحريك العالم، وبالتالي تبقى مستويات المشاركة منخفضة للغاية. و باعتبار أن الحزب الشيوعي اليوناني حتى كحزب ممثل في البرلمان الأوروبي، كان معارضاً دائماً للأوهام حول طابع الاتحاد الأوروبي، الذي هو مركز إمبريالي يخدم مصالح الاحتكارات الأوروبية. ما هي أهمية انتخابات البرلمان الأوروبي للحزب الشيوعي اليوناني؟

الإجابة: يتخذ النظام السياسي البرجوازي تدابيره في كل مرة، و يقوم بالتكيُّف، لتسهيل التلاعب بالعمال و وضع عوائق جديدة أمام محاولات الحزب الشيوعي اليوناني. إنه لا يجري الانتخابات الأوروبية مع الانتخابات المحلية لأسباب "الاقتصاد" في الموارد المالية العامة. ومع ذلك، يُعلن الحزب الشيوعي اليوناني اليوم أن شعبنا جرب كل "حل" موجود داخل جدران الاتحاد الأوروبي و أسلوب الإنتاج الرأسمالي. حيث تخدم و على حد السواء كل من اﻹدارة الاشتراكية الديمقراطية - القديمة كما والجديدة لسيريزا - وجميع أنواع الوصفات "الليبرالية الجديدة" و "المحافظة" و "المشككة بالاتحاد الأوروبي"، نظام الاستغلال الرأسمالي وديكتاتورية الاحتكارات. و لهذا السبب اتخذ جميع أنصار هذا النظام و يتخذون تدابير صارمة ضد الشعوب، تقود إلى إثراء المجموعات الاحتكارية الكبيرة على حساب حقوقنا.

يمتلك كل عامل يميز وجود المآزق التي يخلقها النظام الرأسمالي لحياته، خياراً اليوم: أن يدعم اقتراح الحزب الشيوعي اليوناني  لفك اﻹرتباط عن الاتحاد الأوروبي، مع السلطة في أيدي الشعب، بمعزل عن اتفاقه معنا على جميع اﻷمور من عدمه. لدينا مسؤولية كبيرة أمامنا: أن نبرهن أن جزءاً مهماً من الطبقة العاملة، والشرائح الشعبية الأخرى والشباب المتحدر منها، لا يقبل طريق الاتحاد الأوروبي اﻹجباري، ويدين الاتحاد الرجعي للاحتكارات والنظام الاستغلالي العفن الذي يدعمه هذا الاتحاد. و أن نوضح لعمال جميع البلدان أن الصراع يتعزز و يقوى من أجل فك الارتباط عن الاتحاد الأوروبي، مع وجود السلطة والاقتصاد في أيدي العمال، من أجل يونان و أوروبا الاشتراكية!

يشارك الحزب الشيوعي اليوناني في انتخابات البرلمان الأوروبي، كما أشرتم عن حق، من أجل تنوير العمال حول الطابع الإمبريالي للاتحاد الأوروبي، و هو الذي لا يتغير. كما و يشارك في الانتخابات الوطنية، و يقول للعمال بألا يمتلكوا أوهاماً قائلة أن باﻹمكان "أنسنة" الرأسمالية عبر البرلمان البرجوازي. و نشارك أيضاً في انتخابات البرلمان الأوروبي هذه مع تقديمنا اقتراحنا السياسي الإجمالي إلى الشعب: لضرورة  تعزيز صراع الطبقة العاملة، و تشكيل تحالفها الاجتماعي مع شرائح اجتماعية شعبية أخرى،  و هو التحالف الذي سيكافح من أجل كل حق شعبي، ضمن الصراع ضد الرأسمالية والاحتكارات. حيث يتطلب هذا المنظور وجود حزب شيوعي يوناني قوي، ضمن الحركة العمالية، و مواقع العمل، و طرق النضال، واستغلال كل منبر يمكننا الفوز به في المجالس المحلية و في البرلمانين الوطني والأوروبي. إننا نعتقد أن زيادة تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني ستقدم رسالة تفاؤل وستكون أيضاً خطوة للأمام في تعزيز الصراع من أجل إعادة تنظيم الحركة الشيوعية الأوروبية والأممية في اتجاه ثوري.

2)   يبدو أن هناك تناقضات بين الإمبرياليين. إن أوروبا هي أحد المراكز الرئيسية للمزاحمات الإمبريالية البينية. هل تعتقدون أن هذه التناقضات تعطي أهمية أكبر للانتخابات الأوروبية عام 2019؟

الجواب: إن الاتحاد الأوروبي قلق، و على حد السواء نظراً لتعزز عدم التكافؤ داخله و تعزز تناقضاته الداخلية، و التي تجري بنحو رئيسي بين أعتى الطبقات البرجوازية داخله، كما و بسبب مزاحماته الإمبريالية البينية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين و غيرها.

هذان جانبان من المزاحمات الإمبريالية البينية: و في الحالة الأولى، فإننا بصدد صراع مستمر بين الطبقات البرجوازية التي تشكل "حلف الذئاب" هذا، و التي يمكن أن تقود إلى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، و أيضاً إلى مزيد من التفاعلات التي تظهر داخل الاتحاد الأوروبي تحت عباءة سياسة "التشكيك بالاتحاد الأوروبي" الذي هو عبارة عن تيار سياسي برجوازي غالبا ما يتداخل مع قوى و آراء قومية و عنصرية وحتى فاشية. إن هذه القوى تطرح أولوية الحمائية باعتبارها خياراً لقطاعات من الطبقة البرجوازية في دول الاتحاد الأوروبي للدفاع عن نفسها من تدهور ظروف التنافسية لرأسمالها الصناعي في المرتبة الأولى، وخاصة في سياق تباطؤ الاقتصاد الرأسمالي الدولي.

و في الوقت نفسه، يتحرك خط الطبقة البرجوازية الألمانية المهيمن في الاتحاد الأوروبي، ما بين الحفاظ على الطابع الحكومي  لقرارات الاتحاد الأوروبي و بين فرض ممارسة اتحاد أوروبي متعدد السرعات و ذي دوائر موحدة المركز، مع تطبيق قواعد صارمة في السياسة المالية.

و في الوقت ذاته، تتعزز التناقضات الإمبريالية البينية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها من القوى، من أجل المواد الأولية والطاقة والسلع و حصص الأسواق، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي في هذا السياق إلى تعزيز عسكرته.

و من الواضح أن العلاقات والمزاحمات داخل الاتحاد الأوروبي و مزاحماته مع القوى الأخرى، ستتأثر بسلسلة من التطورات السياسية، و ليس فقط من انتخابات البرلمان الأوروبي الذي يضطلع بمسؤوليات محددة، بل و أيضاً من التفاعلات السياسية والاقتصادية الداخلية الجارية في كل بلد من بلدان الاتحاد الأوروبي.

إن المطلب بالنسبة للشيوعيين هو الكفاح بنشاط لكي لا ينحصر التشكيك المُعرب عنه تجاه الاتحاد الأوروبي (على سبيل المثال، يمتلك  74٪ من اليونانيين رأياً سلبياً عن الاتحاد الأوروبي) في حلول غير مكلفة للنظام، كما هو التشكيك بالاتحاد الأوروبي،  بل لتحويل هذا التشكيك، إلى تيار شديد البأس يهدف إلى فك الارتباط عن الاتحاد اﻷوروبي و حلف الناتو، على أن تكون السلطة والاقتصاد في أيدي العمال لتنظيم الاقتصاد والمجتمع، مع التركيز على تلبية حاجاتنا لا على إرضاء ربحية رأس المال.

3)   فيما يتعلق بالنقاشات حول الاتحاد الأوروبي، يرفض الحزب الشيوعي اليوناني و في الوقت نفسه اتجاهين سياسيين يُسمَّيان تيار الكوسموبوليتة  والتشكيك بالاتحاد الأوروبي. ما هو موقف الحزب الشيوعي اليوناني  بشأن مسألة الاتحاد الأوروبي؟ و تحت أي ظروف تقومون بالدعاية لموقفكم ضمن صفوف الجماهير؟

الإجابة: يرى  الحزب الشيوعي اليوناني الاتحاد الأوروبي كما هو: أي كاتحاد إمبريالي رجعي للدول البرجوازية الأوروبية، بهدف خدمة ربحية المجموعات الأوروبية الكبرى، في مواجهتها مع المجموعات المزاحمة لها من الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند. إن الطابع الرجعي للاتحاد الأوروبي يطفح من كافة مساماته. حيث يثبت ذلك من التدابير المتخذة في جميع البلدان بهدف تشديد الاستغلال، وعلاقات العمل المرنة، و سحق الحق في الإضراب، و نزع الحقوق في مجالات التعليم والرعاية الصحية التي اكتسبت بالدم. إن أكثر من 110 ملايين من السكان هم على خط الفقر أو دونه، وأكثر من 16 مليون هم العاطلون عن العمل،  و تتركز ثروات هائلة في أيدي "طفيليي" البرجوازية، حيث يجري إهدار عشرات المليارات من اليورو كل عام، من أجل التدخلات والإنفاق الحربي  كما و في سياق  التعاون مع منظمة حلف شمال الأطلسي، الإمبريالية.

و لا يمكن إخفاء عداء هذا الاتحاد الحاقد على الشيوعية و الشعوب و هو المتمثل في إعلاناته، التي وقَّع عليها الاشتراكيون الديمقراطيون القدامى والجدد، والليبراليون الجدد، وقادة الاتحاد الأوروبي اليمينيون المتطرفون، كما كان الحال مؤخراً في 9 أيار\مايو، في اليوم الذي سحقت فيه شعوب أوروبا و على رأسها الشيوعيون و الجيش الأحمر، الهتلرية الفاشية.

و على النقيض من القوى التي تدعو لخروج ضبابي من الاتحاد الأوروبي أو فقط من منطقة اليورو، يتحدث الحزب الشيوعي اليوناني عن فك الارتباط عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي و أي اتحاد إمبريالي آخر، مع السلطة في أيدي الطبقة العاملة والشعب. حيث لا يمكن أن يكون المنفذ بالنسبة للطبقة العاملة وغيرها من الشرائح الاجتماعية متمثلا في اليونان الرأسمالية مع عملة الدراخما، داخل أو حتى خارج الاتحاد الأوروبي. إن "حلاً" كهذا لا يمكن أن يؤدي إلى تحسين حياة الشعب،  نظراً لاستمرار سيطرة قوانين الاستغلال الرأسمالي الصارمة.

إن الحزب الشيوعي اليوناني لا "يُقطِّع"  إستراتيجيته نحو الاشتراكية - الشيوعية إلى "أجزاء" و مراحل. وهو يرى أن مطلب  فك الارتباط عن منظمتي الاتحاد الأوروبي و الناتو، اﻹمبرياليتين،  يرتبط بنحو لا ينفصم مع الصراع ضد الاحتكارات، التي تحكم مصالحها مبادئ تشكيل الاتحاد الأوروبي و وظيفته، و مع الصراع ضد الرأسمالية التي تصوغ في مرحلتها الإمبريالية، اتحادات على شاكلة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

يناضل الشيوعيون اليوم في اليونان ضمن الحركة العمالية و الشعبية ضد التدابير والقرارات المناهضة للشعب التي تُتخذ من قبل الاتحاد الأوروبي والحكومات البرجوازية، كقرارات إلغاء المكاسب التاريخية،  مثل مكسب 8 ساعات عمل  و خدمات الصحة، والرعاية الاجتماعية، والتعليم، العامة المجانية،  وتقليص الدخل العمالي من اجل زيادة ربحية رأس المال، كما و يناضلون ضد العواقب المدمرة "للسياسة الزراعية المشتركة" على فقراء و متوسطي المزارعين التي تقود بهم نحو الخراب لصالح تركيز الإنتاج الزراعي في احتكارات كبيرة. و يتصدَّر الشيوعيون في النضالات و الإضرابات العمالية  و مظاهرات الشباب، و احتلال الطرق الوطنية من قبل المزارعين وما إلى ذلك من التحركات. و يُبرزون للشعب التبعات السلبية للمشاركة في المخططات والمنظمات الإمبريالية، ويكشفون في الوقت نفسه أن الحركة العمالية والشعبية وحدها هي التي تستهدف العدو الحقيقي، و أنها وحدها القادرة على التعبير عن المصالح الحقيقية للعمال، و يدعو الشيوعيون الشعب لعدم الانحصار في الإدارة البرجوازية كما و لاستغلال التناقضات القائمة بين الطبقات البرجوازية والمراكز الإمبريالية التي تتفاقم في هذه الفترة، من اجل مصلحته و من اجل تمهيد الطريق من أجل يونان وأوروبا الاشتراكية. و لهذا السبب فإن خط الصراع  وحده الذي يقترحه الحزب الشيوعي اليوناني، والذي يدمج هدف فك الارتباط، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من النضال الأشمل لإسقاط سلطة رأس المال، هو القادر على ضمان الاستمرارية والمدى والمنظور الظافر بالنصر للحركة الشعبية.