روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

إن جذر التحركات الكبيرة متواجد في المشاكل الشعبية الهائلة التي سببتها إعادة تنصيب الرأسمالية

مقابلة أجراها موقع 902 مع عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني و مسؤول قسم علاقاتها الأممية، إليسيوس فاغيناس حول التطورات في كازاخستان

أدت التحركات الجماهيرية الأخيرة في كازاخستان إلى صدامات عنيفة وتدخل القوات العسكرية لقمعها. تحدث الرئيس توكاييف عن تدخل أجنبي لـ20 ألف مسلَّح أجنبي، تلى ذلك تدخل عسكري لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي. يطرأ سؤآل عما إذا كانت هذه التحركات متجذرة في التطورات الداخلية، أم أنها كانت فعلاً تدخلا أجنبيا، على غرار ما كُنَّا بصدده على سبيل المثال في حالة أوكرانيا قبل بضع سنوات؟

الجواب: يَكمُنُ جذر التحركات الشعبية الكبيرة التي حدثت في كازاخستان في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الهائلة التي تسببت بها لشعب هذا البلد إعادة تنصيب الرأسمالية.

حيث يعيش الملايين من البشر على رواتب ومعاشات جوع، و يتواجد الملايين من العاطلين عن العمل، ممن هم مجبرون على التطواف داخل البلاد أو داخل روسيا بحثاً عن معيشتهم. و يرى الملايين من الشباب، في مجتمع فتيٌ هو متوسط اﻷعمار ارتسام مستقبل قاتم لهم بنحو يائس.

و من ناحية أخرى يتبدى في نفس الوقت بذخ الرأسماليين، و نهب ثروة الطاقة من قبل الرأسماليين المحليين و أيضاً من قبل الاحتكارات الأجنبية، كشركة شيفرون الأمريكية. هذا و تتحكم الاحتكارات الأمريكية والبريطانية والأوروبية إجمالاً ﺒ 75٪ من الصناعة الاستخراجية التي هي الأهم في هذا البلد. حيث يجري تصدير ثروة الطاقة هذه أيضاً إلى الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، باعتبارها مستورداً أساسياً لثروة البلاد الطاقية.

لقد أدت التفاوتات الاجتماعية الهائلة إلى قيام نضالات عمالية قاسية. كيف ردت السلطات على ذلك؟ قبل عشر سنوات في مدينة زاناوزين، قتلت قوات أمن النظام عشرات العمال المضربين، تلا ذلك تشديد القمع الذي تضمن في مساره حظر الحزب الشيوعي الكازاخستاني، و ترفض السلطات حتى يومنا هذا إضفاء الشرعية على الحركة الاشتراكية الكازاخستانية، و كانت قد حظرت ما يزيد عن 600 نقابة عمالية و أقرَّت قوانيناً نقابية جديدة من أجل التحكم الكامل بالحركة العمالية النقابية، و علاوة على ذلك، بدأت محاولة لدعم القوى القومية بما فيها تبرئة و إحقاق الأعوان المحليين للنازيين المنضوين في ما يسمى ﺒ"الفيلق التركستاني لقوى اﻹس إس" الذي كان قد نشط خلال الحرب العالمية الثانية.

إن السياسات الاقتصادية والاجتماعية المناهضة للشعب هي سبب التحركات الشعبية الحالية، حيث "طفح الكيل" من زيادة أسعار الغاز المسال. و على الرغم من ذلك فإن هذه الواقعة لا تتعارض بأي حال على اﻹطلاق مع حقيقة تمظهر صدام إمبريالي بيني في المنطقة وأن هذه الأحداث سيُسعى لاستغلالها من قبل مختلف الأطراف.

دعنا نبقى قليلاً في مبحث التحركات الشعبية. و هي التي لم يكن لها الشكل ذاته في كل مكان. ففي بعض المناطق كانت هناك تحركات إضرابات جماعية، وفي مناطق أخرى كانت هناك معارك في الشوارع، وفي مناطق أخرى كانت هناك عمليات سطو وتخريب. كيف يُفسَّر ذلك، وأخيرا ما هي مطالب هذه التحركات الشعبية؟

الجواب: حدثت تحركات إضرابية هامة في مناطق غرب ووسط كازاخستان خلال العامين الماضيين. اضطلعت بالمبادرة لها نقابات عمالية غير رسمية، ولجان إضرابية، ولجان المصانع، وكما أسلفتُ، فقد اعتنت السلطات عبر قانون النقابات العمالية بحظر نشاط وعمل النقابات الغير متواجدة بنحو مباشر تحت سيطرة الدولة وأرباب العمل. و على هذا النحو، تواجدت خاصة في منطقة كازاخستان الغربية خبرة كبيرة في تنظيم النضال. و من هناك من مركز مدينة زاناوزين بوشرت التحركات الجديدة في بداية عامنا هذا، اعتباراً من إغلاق الطرق و سيطرت ضمن المسار صيغة الاجتماعات العمالية الجماهيرية، والتي خلُصت إلى صيغة التحركات و التجمعات الإضرابية. و في هذه المناطق، تولى العمال أنفسهم حراسة المنطقة، وحصلوا على دعم كبير من عائلاتهم. في هذه المناطق، رفضت قوى الشرطة والجيش في البداية ضرب التحركات العمالية، بينما استقالت سلطات الحكم المحلي في كثير من الحالات. حيث تمظهر هناك تفوُّق نضال العمال المنظم، والذي أوصل من خلال عقد الاجتماعات إلى طرح المطالب الاقتصادية، والتي تصاعدت عبر مطالب سياسية تم طرحها ضمن المسار في كل مكان: حيث طرحت المطالبة بأجور أعلى، و خفض حد سن التقاعد، وتخفيض أسعار الطاقة، واستقالة نزارباييف وتوكاييف، والتشكيل الحر للنقابات العمالية والأحزاب السياسية. هناك، في مدن غرب كازاخستان، أنشأ المضربون مجالس ولجان تنسيق، لعبت دوراً في إرشاد التحركات. و في هذه المناطق، جرى انسحاب منظم للقوات التي تحركت ليلة 8 كانون الثاني\يناير.

و في حالات أخرى، حيث لم تكن الحركة منظمة بهذا القدر، كانت هناك معارك شوارع مسلحة شرسة، كما كان حال العاصمة القديمة ألما آتا. دعونا نفكر في التالي: إن المرء يرى اليوم بعد انقضاء  ثلاثين عاماً على إسقاط الاشتراكية، ظهور أحياء كاملة من الصفيح في ضواحي المراكز الرئيسية الحضرية كهذه المدينة، على غرار أحياء الصفيح الفقيرة في أمريكا اللاتينية. و هي التي هاجر نحوها الآلاف من البشر، قرى بأكملها،  للعثور على عمل. لقد تسلَّح بسهولة هذا الشعب المُفقر الذي نزل إلى الشوارع غاضباً من الغلاء وانخفاض مستوى معيشته، من "الموجات" الأولى لقوى الشرطة والجيش التي تخلت عن أسلحتها بعد الصدامات الأولى. و احتلت قواه مقار أخرى للشرطة والجيش، و حتى المحلات التجارية التي تبيع الأسلحة وسلحت نفسها.

كما و نشطت مجموعات استفزازية مختلفة، وشرعت في نهب وتخريب المباني وما شاكل ذلك. و هو ما استغله النظام و دفع بوحدات عسكرية كبيرة من أجل قمع التحركات العمالية والشعبية.

إن واقعة العثور على جثتي ضباط شرطة وجنديين مقطوعة الرأس تُعرض من قبل النظام كدليل على التدخل الأجنبي. أليس ذلك واقعاً؟

الجواب: في صفوف ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية" التي نشطت في العراق وسوريا في سياق المخططات الإمبريالية، كان هناك بضع عشرات من الكازاخ. لا أحد يستبعد عودتهم إلى كازاخستان بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا وهزيمة "الدولة الإسلامية" هناك. كما لا يمكن لأحد أن يستبعد عمل جماعات كهذه أو سواها، والتي يمكن استغلالها في أحداث مختلفة ولها أصول وخطط مختلفة، و ذلك في حين تم تسريب أن أجهزة المخابرات المحلية كانت قد أعدت ودربت مجموعات استفزازية. و على الرغم من ذلك، لم تكن هذه القوى هي التي بدأت هذا التحرك الشعبي الذي تطور إلى هبة جماهيرية، في حين شكَّلت نعوت "الإرهابيين" و "الجذريين" و "المتطرفين" التي أطلقتها السلطات الكازاخستانية على أولئك الذين خرجوا إلى الشوارع ضد سياستها، ذريعة للقمع.

لقد ذكرت استغلال هذه الأحداث. كنا قد رأينا في الماضي ما يسمى بـ "الثورات الملونة"، في أوكرانيا على سبيل المثال، أو ما يسمى ﺒ "الربيع العربي". هل هناك أوجه تشابه بينها ومن يستطيع استغلال هذه التطورات؟

الجواب: بداية، كان لدينا و على حد السواء في حالة "الثورة الملونة" في أوكرانيا أو لاحقاً في بيلاروسيا، ولكن أيضاً في حالات مختلفة لما يسمى "الربيع العربي"، الكثير من الشواهد على التدخل الأجنبي، كتمويل و تدريب وإعداد قوى سياسية كانت ستضطلع بلعب دور مستفيدة من تفاقم المشكلات الاجتماعية والسياسية. إن حصول أمر كهذا ليس واضحاً في حالة كازاخستان، حيث من الجلي هو اصطفاف جميع "اللاعبين" الأجانب الرئيسيين (الولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي)  بدرجة أو بأخرى إلى جانب الرئيس الحالي، مع مسألة خلافية وحيدة بينها تتمثل في ظهور القوى العسكرية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي. إن الوضع و كيفية تطور الوقائع لا يمت بصلة لحالة أوكرانيا، التي توزعت طبقتها البرجوازية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، و من ناحية أخرى، رأينا في أوكرانيا تصدُّر دبلوماسيين أجانب بنحو سافر لصفوف المتظاهرين المؤيدين للغرب، و حتى استغلالهم العلني لقوى فاشية.

و بالتأكيد أيضاً في حالة كازاخستان، فإن من الواضح أن التطورات قادت إلى قيام عملية إعادة ترتيب داخل الطبقة البرجوازية. حيث أبعد الرئيس توكاييف و رجال الأعمال المحيطين إلى حد ما الرئيس السابق نازارباييف، الذي كان قد  تولى منصب رئيس مجلس أمن البلاد على مدى الحياة. و تم القبض على كوادر محيطة به، كمثال كريم ماسيموف، رئيس الوزراء الأسبق ورئيس لجنة الأمن القومي في البلاد. حيث من الجلي هو "انحشار" بيوتات أثرياء كازخستان في "حرب" من أجل إعادة اقتسام القوة الاقتصادية والسياسية بين قطاعات طبقة كازاخستان البرجوازية.

و هناك أيضاً قوى سياسية، قومية، إسلامية و أخرى مرتبطة بالمراكز الإمبريالية في الغرب، و هي التي ستسعى بوضوح للتلاعب بالقوى الشعبية التي شاركت في التحركات و التي تتبنى مع ذلك معياراً سياسياً منخفضاً. موجودة هي هذه القوى، و لا ينبغي تجاهلها، لكن هذا لا يقلل من شأن ضرورة وجود الحركة الشعبية المنظمة لتكون قادرة على حماية تحركاتها، بل يُبرز ضرورة اقتدار الحركة الشعبية المنظمة على حراسة تحركاتها كما حدث في المناطق العمالية في غرب كازاخستان.

كيف تتورط المخططات الإمبريالية في المنطقة؟

الجواب: كُنا قد قدَّرنا أيضاً أن أمر زعزعة استقرار آسيا الوسطى هو غير مستبعد بعد الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان. هذا و تمثِّل كازاخستان تاسع أكبر بلد في العالم و 60 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمجمل آسيا الوسطى، و هو المنبثق في المقام الأول من صناعة النفط والغاز. و في الوقت نفسه، فإنها أكبر منتج لليورانيوم و للعديد من المعادن الثمينة الأخرى. تحدها الصين وروسيا و هي مشاطئة لبحر قزوين. و  تشكل "حلقة" مهمة للمخططات الإمبريالية لهذه القوة الإمبريالية أم لسواها. و هو أمر تفهمه الطبقة البرجوازية لهذا البلد. و على هذا النحو،  نرى أن في الوقت الذي تكون فيه كازاخستان، متواجدة إلى جانب روسيا عضواً في رابطة الدول المستقلة، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة شنغهاي للتعاون (إلى جانب  الصين)، فهي منضوية في نفس الوقت في "شراكة حلف شمال الأطلسي من أجل السلام" جنباً إلى جنب مع تركيا اﻷطلسية التي  تصدَّرت منظمة الدول التركية التي أعيدت تسميتها مؤخراً. و هي التي في ساعة تأجيرها لميناء بايكونور الفضائي لروسيا لمدة 49 عاماً، سمحت للولايات المتحدة بامتلاك مختبرات للحرب البيولوجية على أراضيها. بينما تزود الاتحاد الأوروبي، عبر أراضي روسيا، وكذلك الصين بالغاز الطبيعي والنفط، و ذلك في تزامن مع وجود  قطاع اقتصادها الاستخراجي إلى حد كبير في أيدي احتكارات الطاقة الغربية، بينما تشارك البرجوازية الكازاخستانية بنشاط في مشاريع الاحتكارات الصينية لما يسمى "طريق الحرير".

لذا، و كما تفهمون، هناك صراع كبير جارٍ حول الوجهة التي ستتبعها هذه البلاد التي تبلغ مساحتها خمس أضعاف مساحة فرنسا.

كيف تقيمون تورط منظمة معاهدة الأمن الجماعي؟

الجواب: استند تورط قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم روسيا وكازاخستان إلى جانب أرمينيا وبيلاروسيا وقيرغيزستان وطاجيكستان، بـ 3.5 ألف رجل، من أجل حراسة بايكونور و غيرها من البنى التحتية العسكرية للبلاد، على حجة قائلة بأن البلاد "تعرضت لهجوم أجنبي" و أن هدفها المذكور هو استعادة "النظام الدستوري". حيث جاء هذا التورط في وقت كان جهاز الدولة البرجوازي الكازاخستاني يواجه مسائل وظيفية خطيرة في طبيعته القمعية. ما الذي تظهره لنا هذه الواقعة؟ إن ما تظهره لنا هو أن التحالفات الدولية الإقليمية الجديدة التي يتم إنشاؤها، على غرار القديمة منها، كالناتو والاتحاد الأوروبي، هي تحالفات ذات طبيعة طبقية. و هي طبيعة لا تختفي، بل هي حاضرة دائماً وتنبع من الطابع الطبقي للدول المشكِّلة لها. و على هذا النحو، فإن المهمة الأولى لهذه الاتحادات هي الحفاظ على سلطة الطبقات البرجوازية للبلدان المبرمة للاتفاقية. و من هنا تأتي مهمة حماية مصالح وربحية الطبقات البرجوازية التي تخدمها هذه الاتحادات. حيث منفصلة عن الواقع هي وجهات نظر تلك القوى السياسية، بما فيها بعض الأحزاب الشيوعية، التي تتحدث عن "عالم جديد متعدد الأقطاب" نظراً لظهور اتحادات دولية جديدة.

و تتصف بالتأكيد اتحادات كهذه، كالناتو، والاتحاد الأوروبي، و منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بسمة وجود علاقات التبعية المتبادلة الغير منصفة بين البلدان المشكلة لها. و على هذا النحو فمن الجلي هو الدور الرئيسي لروسيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. هذا و وُظِّف وجود القوات العسكرية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان ﻛ"عنصر استفزازي" من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. حيث ستسعى هذه القوى لاستغلال هذا التطور من أجل زيادة دعايتها و محاججتها المناهضة لروسيا، معتبرة أن ظهور قوى منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان يغير من "الوضع القائم" في المنطقة. و أيضاً ستسعى روسيا الرأسمالية من جانبها، إلى استخدام الوقائع من أجل تعزيز التوحيد الرأسمالي على أراضي الاتحاد السوفييتي السابق.

ما هو وضع الحركة الشيوعية في كازاخستان؟

الجواب: تلقت الحركة الشيوعية في كازاخستان ضربة كبيرة. لقد تعرضت لخيانة من قبل قيادتها قبل 30 عاماً. و لمحاولة تهجين الحزب الشيوعي الكازخستاني ليغدو حزباً "يسارياً"، سمي في البداية الحزب الاشتراكي الكازاخستاني. لم يقبل الشيوعيون هذا التطور، بل أسسوا و كافحوا من أجل شرعية الحزب الشيوعي الكازاخستاني. انضم هذا الحزب إلى اتحاد الاحزاب الشيوعية- الحزب الشيوعي السوفييتي، جنباً إلى جنب مع الحزب الشيوعي للاتحاد الروسي، برئاسة غينادي زيوغانوف. و منذ عام 2011 ، بدأت السلطات في وضع سلسلة من المعوقات القانونية أمامه، و أخيراً في عام 2015 حظرت نشاطه بشكل كامل بحجة أنه "لا يفي بمتطلبات القانون". منذ ذلك الحين ، أوقفت كوادر الحزب الشيوعي الكازخستاني جميع الأنشطة السياسية. و أسس النظام من بعض أعضاء الحزب الشيوعي ما يسمى بـ "حزب الشعب الشيوعي الكازاخستاني"، الذي كان حزباً تحت سيطرة النظام و طور هذا الحزب  علاقات مع بعض الأحزاب الشيوعية، كالحزب الشيوعي الصيني. و في عام 2020 تم تغيير اسم هذا الحزب إلى "حزب الشعب الكازاخستاني".

هذا و تأسست الحركة الاشتراكية الكازاخستانية في أوائل عام 2011 و هي التي مرت أيضاً بالعديد من الاختبارات، وضمت الشيوعيين الذين غادروا الحزب الشيوعي الكازخستاني. وتعرض عدد من كوادرها للاضطهاد والتسريح من العمل والضغط وقُتل أحد رؤسائها المشتركين، و هو عامل المناجم طاهر مخامندزيانوف في ظروف غامضة، وهو ما رفضت الشرطة التحقيق به. و تحجب السلطات مواقع الحركة الاشتراكية الكازاخستانية و ترفض مراراً وتكراراً قوننة نشاطها. هذا و تزامنت ممارسة الملاحقات بحقها مع شن هجمة السلطات القاتلة على عمال النفط المضربين و مع اعتقالهم جماعياً  خلال إضرابهم الذي استمر ثمانية أشهر في زاناوزين في شهر كانون الاول\ديسمبر 2011. ولا تُخفي الحركة الاشتراكية الكازاخستانية واقعة تراجع عدد من أعضائها نتيجة للاضطهاد، حتى أن النظام استغل أحد كوادرها السابقة في تشكيل نقابات خاضعة لرقابته. و تمتلك الحركة اليوم بعض القوى في أجزاء مختلفة من البلاد و تنشط في ظروف صعبة، لكنها تتميز بمحاولتها الدؤوبة لحيازة جذور في الحركة العمالية التي تزداد قوة. و تشارك الحركة الاشتراكية الكازاخستانية في اللقاءات اﻷممية للأحزاب الشيوعية و العمالية، كما و لها إسهام في محاولات "المجلة الشيوعية الأممية".

بليغ هو التساؤل حول إمكانية وجود نضالات عمالية وشعبية هامة دون حركة شيوعية قوية. أظهرت التجربة أن من الممكن اندلاع نضالات كبيرة وقاسية ودموية في بلد ما حتى دون وجود حزب شيوعي. و على هذا النحو، جرت في بلدنا نضالات و نضالات قاسية حتى قبل ظهور الحزب الشيوعي اليوناني، و هي تجري اليوم في العديد من البلدان حيث ضعيفة هي اﻷحزاب الشيوعية أو لا وجود لها. إن السؤال ليس في إمكانية وجود نضالات كبيرة، بل يكمن في ماهية وجهتها و فيما إذا كانت قادرة على الصدام الحاسم مع الهمجية الرأسمالية و إسقاطها. بدون وجود حزب الشيوعي قوي، ذي استراتيجية ثورية وخط حشد للقوى و صراع ضد سلطة الاحتكارات والنظام الاستغلالي، لن تتمكن أقوى النضالات الشعبية من الوصول لتحرير العمال من الاستغلال الرأسمالي.

ماذا كان موقف اﻷحزاب الشيوعية تجاه تحركات شعبية كتلك في كازاخستان و ما الموقف المتوجب؟

الجواب: ينبغي أن نسجل أن الحزب الشيوعي اليوناني وأكثر من 10 أحزاب أخرى قامت بالتموضع حتى اليوم، كحزب العمال الشيوعي الروسي، والحزب الاشتراكي في لاتفيا، وحزب العمل النمساوي، و الحزب الشيوعي المكسيكي، و الحزب الشيوعي السويدي، و الحزب الشيوعي لعمال إسبانيا، والحزب الشيوعي البلجيكي، وأحزاب أخرى، و مع متابعتنا للتطورات عبَّرنا و منذ البداية عن تضامننا مع شعب كازاخستان، الذي هبَّ في وجه المشاكل الاجتماعية التي خلقتها الرأسمالية، بعد ثلاثين عاماً على إسقاط الاشتراكية. و لسوء الحظ، لم يكن لدى العديد من اﻷحزاب صورة واضحة عما كان يحدث بالفعل و لم تتخذ موقفاً على الفور. بالإضافة إلى ذلك، ركزت بعض الأحزاب، كالحزب الشيوعي الفرنسي، على مشكلة "السياسات النيوليبرالية" واستبداد النظام، مبرئة النظام الرأسمالي مرة أخرى، بينما قامت بعض اﻷحزاب الأخرى ممن ترى الاتحادات الدولية الجديدة التي تشكلت بمبادرة من روسيا على أراضي الاتحاد السوفييتي السابق بنحو غير طبقي، كالحزب الشيوعي للاتحاد الروسي، بتبرير التدخل العسكري لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي. إن هذا الوضع يُظهر و في المقام الأول، الأزمة الإيديولوجية السياسية ضمن صفوف الحركة الشيوعية الأممية، و ضرورة التغلب على مسائل أيديولوجية سياسية جادة، كمسألة طبيعة الاتحادات الدولية، و شبكة التناقضات التي تتطور بين الطبقات البرجوازية، و طابع القوى الرأسمالية الجديدة في روسيا والصين.

و في أي حال، ينبغي على الشيوعيين أن يدعموا النضالات العمالية أينما اندلعت، وأن يسهموا في تطوير الحركة العمالية الشعبية الجماهيرية المنظمة من أجل تطعيمها بأفكار الماركسية اللينينية و المنظور الثوري.

 

 

للإطلاع على النص اليوناني، زوروا الرابط:

https://www.902.gr/eidisi/politiki/282586/i-riza-ton-megalon-laikon-kinitopoiiseon-vrisketai-sta-terastia-provlimata