روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

مع حزب شيوعي يوناني أقوى في نضال من أجل حماية فعلية للبيئة

 

تحدَّث  الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس في تظاهرة أقيمت يوم 6\6 في منتزه يقع غرب أثينا، حول موضوع البيئة و "التنمية الخضراء"، حيث أكد في سياق كلمته على ما يلي:

«على غرار ما تفعله كل عام خلال احتفالها بيوم البيئة العالمي، تتزاحم أحزاب النظام فيما بينها حول من منها هو القادر على الترويج بنحو أكثر نجاعة  ﻠ"التحول الأخضر "للاتحاد الأوروبي. (...) حيث باﻹمكان رؤية اجتياح ما يُسمى ﺑ" الطاقة الخضراء"  في جميع جبال وطننا، اعتباراً من ألكسندروبوليس وصولاً إلى كريت، ومن إيبيروس وصولاً إلى لاكونيَّا الجنوبية.

حيث تنبت على قمم الجبال و تتكاثر كالفطور المئات و الآلاف من توربينات الرياح الضخمة، مع تدميرها الغابات والأنظمة البيئية الجبلية، مع صب آلاف الأمتار المكعبة من الخرسانة المطلوبة لتنصيبها، وآلاف الكيلومترات من الطرق الجبلية التي سيتوجب شقُّها، وآلاف الكيلومترات من الكابلات الكهربائية التي تتخلل الغابات والمناطق المأهولة و التي تدمر البيئة حرفياً. إن هدفهم التالي الآن، بعد الجبال و الجزر الصخرية و المناطق ذات الأهمية الثقافية الهائلة، هو البحر نفسه.

إن احترام الغابات وحمايتها هو مثال نموذجي آخر. و حقًا، إلى أي مدى يمكن أن تكون سياسة ما صديقة للبيئة وقت حكمها عاماً بعد عام بتفحيم مئات الآلاف من الهكتارات من الغابات التي تظهر في مكانها استثمارات الطاقة والسياحة؟

ما من نهاية لنفاقهم عن حماية البيئة. إن مؤيدي تصعيد الصدام الحربي لحلف الناتو مع روسيا في أوكرانيا،  بما له من عواقب مأساوية على حياة البشر و من تدمير طويل الأمد للبيئة الطبيعية، يتظاهرون بأنهم دعاة حماية للبيئة حساسو المشاعر. فبين عشية وضحاها قاموا بتعميد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي الملوِّث، بما له من أثر سلبي كبير على البيئة أثناء استخراجه و نقله و تغويزه، على أنه "أخضر"! و ينطلي الأمر ذاته على محطات الطاقة النووية ذات النفايات الخطرة.

ويقولون أيضاً أن عملية استخراج و فرز الأتربة النادرة و معالجتها المُلوِّثة هي "خضراء". حيث يتجلَّى و بوضوح نفاق هدف زعمهم الحد من ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري، إذا ما فكَّر المرء في واقعة وجود ازدواجية في معاييرهم (...).

و مع ذلك و لسوء الحظ، فإن الرأسمالية ليست "خضراء" بل شديدة السواد. ولا يمكنها أبداً أن تحد من هذا التأثير السلبي على البيئة.

إن الواقع هو أن الرأسمالية بطبيعتها تدرك البيئة فقط باعتبارها مجالاً للربحية. و تستخدم البيئة كمادة أولية و كأرضية اقتصادية. و لهذا السبب لا يسعها إلا تدميرها. حيث تثبت صحة كلامنا من واقع الحوادث الصناعية والتلويث و تيسير شروط التعدين والأنشطة السياحية و من خرسَنَة كل شاطئ من أجل ضمان ربحيتها (...)

إن هدفهم هو المضي قدماً في تدمير هائل لقدر كبير من رأس المال المستثمر، في المقام اﻷول في مجال الطاقة والنقل و وسائل الإنتاج، وأخيراً في السكن الشعبي، من أجل إيجاد منفذٍ لاستثمارات مربحة لرساميل المجموعات الاحتكارية المُفرِطَة في تراكمها. هذا هو جوهر سياسة "التحول الأخضر". إن تقديرَهم يقول بالتالي: إذا أغلقنا مصانع الليغنيت و تخلصنا من السيارات التي تستخدم البنزين و استبدلنا جميع المنازل بمنازل جديدة موفرة للطاقة، و إذا فرضنا لوائح على جميع المنشآت الصناعية بزعم حماية البيئة، فستنشأ  مجالات ذهبية لتوظيف ذي ربحية للرساميل. (...)

دعونا نفكر كيف لكان الوضع مختلفاً لو كان العمال و الشعب متحكمين في السلطة والاقتصاد. دعونا نحسب إلى أي مدى كان  بالإمكان أن نعيش بنحو أفضل، إذا ما كان اتخاذ القرارات المتعلقة بما يجب إنتاجه، و بكمِّه و مكان إنتاجه وكيفية ذلك، لا يجري على أساس الربح الرأسمالي، أي على أساس حاجات الطبقة الحاكمة و الالتزامات المتخذة تجاه الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

إن هذا الوضع المختلف جذرياً هو ذي اسم و شهرة. و يتمثلُ في الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج المركزة، مع تخطيط مركزي علمي و رقابة عمالية، مع دولة عمالية شعبية مختلفة جذرياً، مع مجتمع اشتراكي جديد قادر على ضمان رخاء الشعب.

وحدها السلطة العمالية المتخلِّصة من الملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج و من دافع الربح، هي القادرة على تخطيط و تطوير الإنتاج علمياً، على أساس الحاجات الإجمالية للمجتمع. و هو دور العمال الفاعل واليومي في اتخاذ القرارات وتنفيذها و ممارسة الرقابة على ذلك.

و في مجال الطاقة، وحده التخطيط الاشتراكي للطاقة قادر على استخدام مجمل موارد الطاقة في البلاد، للقضاء على فقر الطاقة والبطالة، وتقليل الاعتماد على الواردات، وحماية سلامة العمال وصحة السكان، بالتوازي مع تامين أدنى حد للتدخل في البيئة.(...)

يدعو الحزب الشيوعي اليوناني جميع العمال إلى "تسويد" جميع أحزاب "الانتقال الأخضر" سيئة السمعة وسياسة الاتحاد الأوروبي و جميع أولئك الذين يطلبون منهم التضحية بحياتهم من أجل ضمان ربحية رأس المال الكبير. إننا ندعو العمال إلى احتساب خبرتهم و إلى استخلاص استنتاجات.

إن أحزاب الجمهورية الجديدة و الباسوك و سيريزا هم حاملة لراية هذه الهجمة "الخضراء" الجارية ضد دخل الشعب و حاجاته. ما من حزب قادرٍ على خلق مستقبل أفضل للشعب مع ترويجه لخطط "الانتقال الأخضر" والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي و رضوخه لأهداف الطبقة الحاكمة.

إن اﻷمل يكمن في قوتنا و في تنظيم نضالنا. شديد البأس هو زخم هذه القوة الشعبية، عندما تقرر أن تأخذ زمام مصيرها بأيديها».

 

08.06.2023