روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

عن إنهاء نشاط المبادرة الشيوعية الاوروبية

بيان إعلامي لسكرتاريا المبادرة الشيوعية الأوروبية

 

أجري يوم 2023/9/9 لقاء عن بعد للجمعية العامة لأحزاب المبادرة الشيوعية الأوروبية، نوقش خلاله الوضع الإشكالي الذي تطور مؤخراً في المبادرة الشيوعية الأوروبية بعد اندلاع الحرب الإمبريالية في أوكرانيا.  

خلال اللقاء المنعقد عن بعد قُيِّم في الكثير من التموضعات بنحو إيجابي نشاط المبادرة الشيوعية الاوروبية في الفترة 2013 إلى 2022 كما و إسهامها في التنسيق بين الأحزاب الشيوعية في أوروبا والدراسة والمعالجة المشتركة للمسائل الأوروبية والدولية الهامة بهدف تعزيز الصراع ضد النظام الرأسمالي، والاتحاد الأوروبي والطبقات البرجوازية وحكوماتها.

في الوقت نفسه، دُرست خلال اللقاء الخلافات الأيديولوجية والسياسية الهامة، التي نشأت مع مرور الوقت والتي تفاقمت بعد اندلاع حرب الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مع روسيا الرأسمالية، و هو أمر خلق عقبات لا يمكن تجاوزها أمام استمرار نشاط المبادرة الشيوعية الأوروبية.

وعلى هذا الأساس قُرِّرَ إنهاء نشاط و وظيفة المبادرة الشيوعية الأوروبية . إننا واثقون من أن الحياة نفسها، وتطور الصراع الطبقي في العديد من البلدان الأوروبية و في جميع أنحاء القارة الأوروبية، سوف يطرح في المستقبل القريب ضرورة وجود صيغة جديدة للتعاون بين أحزاب أوروبا الشيوعية و العمالية، و هي التي ستستفيد من الخبرة المفيدة التي روكِمت  في السنوات الأخيرة من نشاط المبادرة الشيوعية الاوروبية.

سكرتاريا المبادرة الشيوعية الاوروبية

كلمة الحزب الشيوعي اليوناني الاستهلالية خلال لقاء المبادرة الشيوعية الأوروبية المنعقد عن بُعد

 

نشكر الأحزاب المشاركة في لقاء اليوم الضروري المنعقد عن بُعد، و المُتعلِّق بالمشاكل الحادة التي تواجهها "المبادرة الشيوعية الأوروبية" و التي أسفرت إلى توقف نشاطها وتقويض متابعة مسارها.

أُسِّست "المبادرة الشيوعية الأوروبية" قبل 10 أعوام لتكون بمثابة حيِّزٍ للتعاون بين الأحزاب الشيوعية والعمالية في أوروبا والمنطقة الأوسع، على أساس إطار متفق عليه والتزامات محددة.

و أسهَمَت في تبادل وجهات النظر و في النقاش الجوهري لمسائل أيديولوجية - سياسية هامة. و نظَّمت مداخلات في طيف واسع   من مشاكل الطبقة العاملة والشرائح الشعبية والشباب.

لقد أغنت المبادرة الشيوعية الأوروبية توجهاتها الأولية و استحوذت على توجُّهٍ مهم:

  • ضد البربرية الرأسمالية، من أجل إسقاط نظام استغلال الإنسان للإنسان وبناء الاشتراكية، ودعم مبادئ البناء الاشتراكي، مع الأخذ بعين الاعتبار لتجربة الاتحاد السوفييتي و مكاسبها و منجزاتها وكذلك المشاكل التي واجهتها، و النواقص والأخطاء التي قادت إلى الثورة المضادة و إسقاط الاشتراكية و إعادة تنصيب الرأسمالية.
  • ضد الحرب الإمبريالية، من أجل القضاء على الأسباب التي تسببها، و التناقضات و المزاحمات الإمبريالية البينية.
  •  ضد الطبقة البرجوازية في كل دولة رأسمالية، و ضد السياسة المناهضة للشعب التي تنتهجها الحكومات والأحزاب البرجوازية، سواء أكانت اشتراكية ديمقراطية أم ليبرالية.
  •  ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، و كل أصناف التحالفات الإمبريالية.
  •  في الصراع الأيديولوجي السياسي مع حزب اليسار الأوروبي والانتهازية بنحو أشمل.
  •  في الصراع ضد العداء للشيوعية، عبر دعم الأحزاب الشيوعية التي تتعرض للملاحقة و تناضل في ظروف عدم شرعيتها و كافة أشكال الحظر.
  •  في التضامن مع الشعب الكوبي وكوبا والحزب الشيوعي الكوبي والمطالبة بإنهاء الحصار الذي تفرضه الإمبريالية الأمريكية، وإدانة تدخلات الاتحاد الأوروبي وأي تدخل في شؤون كوبا الداخلية.
  • في التضامن مع الشعب الفلسطيني وكافة الشعوب.
  •  في التضامن مع المهاجرين واللاجئين الذين اجتثوا من أوطانهم و في الدفاع عن حقوقهم ضد العنصرية و رهاب الأجانب.

إننا نرى إيجابياً العمل الذي أنجزته المبادرة الشيوعية اﻷوروبية لفترة طويلة قبل ظهور الخلافات الشديدة فيها، حول الحرب الإمبريالية وغيرها من المشكلات التي كان لها تأثير مدمر وسلبي على مسارها.

حاولت سكرتاريا المبادرة تنسيق مداخلات المبادرة الشيوعية اﻷوروبية، و أن تضمن استمراريتها مع الأخذ في الاعتبار الآراء المختلفة التي تم التعبير عنها حول مختلف المسائل، و مسألة تفاوت مستوى إسهام الأحزاب، حيث لم يكن لدى بعض الأحزاب مشاركة منتظمة ولم تشارك في تنفيذ النشاطات.

و منح الحزب الشيوعي اليوناني ضمن هذه المحاولة المشتركة قوى هامة لتشكيل و تثبيت و تطوير نشاط المبادرة الشيوعية اﻷوروبية، فوق أساس إعلانها التأسيسي والمواقف التي امتلكتها لاحقاً.

ومع مرور الزمن، لوحظ تراجع بعض الأحزاب عن إطار المبادرة الشيوعية اﻷوروبية المتفق عليه و أُعرب عن خلافات شديدة.

وشككت بعض الأحزاب في طابع الإمبريالية، باعتبارها رأسمالية احتكارية، و أعلى مراحل الرأسمالية كما حددتها المبادئ اللينينية.

و أُعرِبَ عن مواقف تحصُرُ الإمبريالية بالولايات المتحدة الأمريكية وسياستها الخارجية، وتشكك في واقعة مشاركة كل دولة رأسمالية في النظام الإمبريالي في تناسبٍ مع قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية ضمن إطار النمو غير المتكافئ.

كما و تمظهرت خلافات حول موقف المبادرة الشيوعية اﻷوروبية تجاه المهاجرين واللاجئين المجتثين من أوطانهم، حيث عارضت أحزاب منها التعبير عن الدعم والتضامن.

لقد تفاقمت المشاكل بعد اندلاع حرب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مع روسيا الرأسمالية و بعد غزو الجيش الروسي غير المقبول للأراضي الأوكرانية.

إننا نسجِّل هنا أن عدداً هاماً من أحزاب "المبادرة" أدان الغزو، ورفض الذرائع التي استخدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي من جهة و ذرائع القيادة الروسية من جهة أخرى، وأشار إلى أن الحرب تُقادُ و تُخاض من قبل  الطبقات البرجوازية، وبالتالي فهي حرب إمبريالية من كِلا الجانبين.

وعلى هذا الأساس، دعت هذه اﻷحزاب الطبقة العاملة والشعوب إلى مناهضة الحرب الإمبريالية ومواصلة النضال وفق معيار مصالحهم المستقلة ضد تورط بلدانهم في الحرب، وضد الطبقات البرجوازية والحكومات المناهضة للشعب ضمن توجهٍ لإسقاط السلطة البرجوازية.

و تصدَّرت أحزاب من "المبادرة" العمل في الحركة الشيوعية اﻷممية و صياغة بيانات مشتركة مُقترحة، و التي حصلت على توقيع عشرات من الأحزاب الشيوعية والعمالية من جميع أنحاء العالم، مما أرسل رسالة واعدة بالأمل. و أقيمت تحركات جماهيرية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والحرب الإمبريالية، و من أجل فُكاك دول أعضاء في الناتو من الحرب و من خطط الناتو الخطيرة بنحو أشمل.

و على الرغم من ذلك، اصطفَّ عدد من اﻷحزاب إلى جانب روسيا الرأسمالية في الحرب الإمبريالية، وبرَّر ودَعَم القيادة الروسية وغزو الأراضي الأوكرانية زاعماً أن هذه الحرب هي معادية للفاشية، على النقيض من الموقف القائل بأن هذه الحرب هي إمبريالية، و أنها تعبيرٌ عن مزاحمات رأسمالية محتدمة و أنها تُخاض من أجل السيطرة على الأسواق ومصادر إنتاج الثروة، و من أجل الطاقة وطرق النقل، موصلة بالشعوب إلى مسلخ الحرب.

أي أن بعض الأحزاب تبنَّت في الممارسة مواقف تتعارض مع تموضعات المبادرة الشيوعية الأوروبية المشتركة المتفق عليها ضد البرجوازية والحرب الإمبريالية، مما صاغَ ظروفاً أدت إلى عرقلة نشاط المبادرة.

إضافة إلى ذلك، تحاول بعض أحزاب "المبادرة" تقديم الصين كدولة اشتراكية، في حين سيطرت منذ سنين عديدة علاقات الإنتاج الرأسمالية  في الصين و يشتد بها استغلال الطبقة العاملة واستغلال الإنسان للإنسان الذي هو تعريف الرأسمالية. و تلعبُ احتكارات صينية دوراً بارزاً في السوق الدولية، وتصدِّر رأس المال والسلع، وتتنافس الصين والولايات المتحدة على موقع الصدارة في النظام الرأسمالي.

وخلال هذه الفترة أيضاً، تشارك أحزاب من "المبادرة الشيوعية الأوروبية" في ما يسمى "المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية" التي تدعم روسيا في الحرب الإمبريالية و تدعم الصين في مزاحمتها مع المراكز الإمبريالية الأخرى. حيث تنخرط هذه الصنيعة  في هجمات استفزازية مصطنعة ضد أحزاب "المبادرة" و بنحو رئيسي ضد الحزب الشيوعي اليوناني، في حين تقوم أحزاب تنتمي ﻠ"المبادرة" بنشر مواقف استفزازية صادرة عن "المنصة المناهضة للإمبريالية" على مواقعها الإلكترونية.

و تتعلق الخلافات التي نشأت بمسائل ذات أهمية استراتيجية تزداد حدة.

إن من الجلي في هذه الظروف أن «المبادرة الشيوعية الأوروبية» قد أنهت نشاطها عملياً، و أنها غير قادرة على مواصلة وظيفتها و أن مسألة تفكيكها هي مطروحة.

ستتولى سكرتاريا المبادرة مسؤولية إصدار بيان موجز.