روابط المواقع القديمة للحزب
لا لأية تضحية جديدة من أجل حروب الإمبرياليين التجارية والعسكرية

بَعَثَت التظاهرة الجماهيرية للغاية التي أقامتها منظمات لاريسا للحزب الشيوعي اليوناني، برسالة تنظيم ونضال حتى لا تقبل الطبقة العاملة والشعب تحمُّلَ أعباء أية تضحية جديدة ضمن حروب الإمبرياليين التجارية والعسكرية، و هي التظاهرة التي تحدث فيها الأمين العام للجنة المركزية للحزب، ذيميتريس كوتسوباس، الذي سجَّل في سياق كلمته :
«لقد حانت الساعة لتعزيز النضال حتى لا تقبل الطبقة العاملة تحميل الشعب أية تضحية جديدة من أجل حروب الإمبرياليين التجارية والعسكرية، ومن أجل التنمية الرأسمالية، ومن أجل أزمات رأس المال القادمة و الواقفة على الصعيد الدولي على عتبة اﻷبواب. و ألَّا يقبل بأي تضحية من أجل الهدف الجديد لرأس المال في الاتحاد الأوروبي وفي بلدنا، وهو الانعطاف نحو اقتصاد حربي و برامج تسلح (...)
و من هذا المنبر نندِّدُ بالقرار غير المقبول الذي اتخذته العدالة البرجوازية بإدانة 7 مناضلين نقابيين وعمال وطلاب - من بينهم عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني وعضو في مكتب المجلس المركزي للشبيبة الشيوعية، هو حاليا سكرتير منظمة ثيساليا المنطقية - وفرض أحكام بالسجن عليهم لمشاركتهم في احتجاج رمزي ضد نقل عتادٍ عسكري خطير لحلف شمال الأطلسي إلى ميناء ثِسالونيكي، بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا.
واهمونَ هُم بنحو عميق، إذا ما ظنوا أنهم بأفعال كهذه سيوقفون الكفاح ضد حروبهم وخططهم! فليضعوا هذا اﻷمر في ذهنهم: إن الحزب الشيوعي اليوناني والشبيبة الشيوعية اليونانية لا يخضعان للترهيب! (…)
إننا نقوله و بوضوح: ما من مصلحة مشتركة بين مستغلي عَرَق الشعب والشعب نفسه، لا في ظروف السلام الإمبريالي ولا في ظروف الحرب الإمبريالية.
لا يتواجدُ العمال على نفس الجانب مع أسيادهم، فنحن لا "نقدم جميعاً تضحيات". لم يسبق لهم قط وفي أي مكان أن قدموا تضحيات معاً، لا في الأزمة الرأسمالية، ولا خلال الوباء، ولا في فترة النمو الرأسمالي. (…)
و مع ذلك، كبيرةٌ هنا في ثِساليِّا هي بصمة تورط البلاد في الخطط والحروب الإمبريالية. و يتبدَّى هنا بوضوح ما نطلق عليه بنحو توصيفي "تحويل البلاد إلى قاعدة انقضاضية ضخمة لحلف شمال الأطلسي". في البر والبحر، عبر أرض ثِساليِّا، حيث و بناءاً على الاتفاقيات التي وقعتها الحكومات الحالية والسابقة، تعبرُ القوات والسفن والطائرات والعتاد، وتتقدم نحو جبهات الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط. (…)
إننا نعتقد بأن على شعب لاريسا و المحافظة بأكملها، أن يتفكَّر و يقلق بشأن الوضع المذكور، بمعزل عما صوَّت له في الانتخابات الأخيرة.
لأن أولئك الذين يشككون في الرواية الحكومية المعروفة القائلة بأن تحويل المنطقة إلى قاعدة انقضاضية أمريكية أطلسية من المفترض أن يجلب الأمن والتنمية، هم الآن أكثر بكثير. إنهم يدركون أن الشعب يدفع هذا الثمن بأشكال متعددة.
فمبدئياً، يعيش الشعب في ظل خطر دائم في أن يغدو هدفا و ضحيَّة لضربات انتقامية عسكرية من جانب خصوم حلف شمال الأطلسي. إن التدريبات على توجيه "ضربات افتراضية" إلى البنى التحتية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي - والتي تم تنفيذها وفقا للتقارير - من قبل مراكز إمبريالية متنافسة، هي مؤشرات، في حين أن الأهداف لا تقتصرُ على المنشآت العسكرية فحسب، بل تتضمن أيضاً البنية التحتية التي تخدم الحرب ومرافق الصناعة الحربية، كما ثبت من الحرب في أوكرانيا. (...)
إن المطلوب اليوم هو توحيد كل بؤر المقاومة، وكل المطالبات الجانبية. و أن يكتسب النضال محتوى أعمق باطِّراد وأكثر مناهضة للرأسمالية حتى يتمكن من المضي حتى النهاية، حتى الإطاحة بنظام الاستغلال البربري هذا. (...) إننا بحاجة إلى حركة عمالية شعبية، متحررة من الدولة وأرباب العمل وآلياتهم، ومن أوهام بشأن رأسماليةٍ يفترض أنها غير قابلة للفساد أو "أقل ظلماً". (…)
إن عالم اليوم، الذي يشتعل، والذي تمزقه الأزمات والتناقضات والمآزق، يقدم أدلَّة أكثر بكثير على ما يؤكد عليه الحزب الشيوعي اليوناني على مر الزمن. و هو أن تنظيم الاقتصاد بهدف تحقيق أقصى قدر من الربح للرأسماليين، لا يقدم إلا الحروب والجرائم والاستغلال والظلم. ومن الطوباوية هو أن يعتقد المرء أن باﻹمكان إصلاح هذا النظام. (...) إن إسقاط هذا النظام العفن، والصراع من أجل الاشتراكية، ومقترح الحزب الشيوعي اليوناني للخروج من هذا المأزق، هو حاجة عصرنا».
21.05.2025