روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

كلمة الحزب الشيوعي اليوناني في تظاهرة الذكرى اﻠ43 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية

الرفيقات والرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني،

نحيي الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وننقل إليكم التحيات الثورية لكوادر وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي اليوناني، الذين يتابعون التطورات في بلدكم والمنطقة باهتمام بالغ، و يقفون متضامنين مع شعبي فلسطين ولبنان، وجميع الشعوب التي تعاني من الإمبريالية.

الرفيقات والرفاق،

نعلم جيداً أن للشيوعيين اللبنانيين إسهامٌ تاريخي مميز ومشرف في نضالات التحرر الوطني والاجتماعي في لبنان ضد منطق الانهزامية والقدرية. حيث كانوا رواد تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. التي  جاء في بيان تأسيسها الصادر في 16\9\1982 بعد احتلال الجيش الإسرائيلي لبيروت :

«يا أبناء بيروت البطلة،

يا أبناء شعبنا اللبناني العظيم في الجنوب والجبل والبقاع والشمال، أيها المقاتلون الوطنيون الشجعان.

إن العدو الإسرائيلي المستمر في حربه الوحشية ضد لبنان منذ أكثر من مائة وأربعة أيام يبدأ اليوم تدنيس أرض بيروت الوطنية الطاهرة التي قاومت ببطولة طوال هذه المدة ولقنته في خلدة والمتحف وفي ضاحيتها الجنوبية وكل مداخلها دروساً في البطولة لن ينساها».

كما و نعلم أن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية تحملت عبئاً كبيراً في الكفاح المسلح، حيثُ نفذت "جمّول" أكثر من ألف عملية ضد الاحتلال وعملائه. وبين أيلول/ سبتمبر 1982 ونيسان /ابريل 1985، تمكنت الجبهة من تحرير 2600 كلم مربع  (من أصل 3450 كلم مربع محتل)، فيما اعترفت إسرائيل بخسارة 386 قتيلاً. وقد سقط للجبهة 187 شهيداً، من بينهم سبع شهيدات[1].

يجب أن تعلموا أيها الرفاق أن حزبنا، خلال 107 أعوام من وجوده و كفاحه واجه ظروفًا مماثلة، واضطر إلى تنظيم كفاح الشعب اليوناني المسلح مرتين، كان أولها ضد الاحتلال الثلاثي لأراضي اليونان من قِبل ألمانيا الفاشية وإيطاليا وبلغاريا، في الفترة 1941-1944، و من ثم لاحقاًفي الفترة 1946-1949 ضد الطبقة البرجوازية والتدخل العسكري الإمبريالي لبريطانيا والولايات المتحدة في اليونان.

و على رغم من الاضطهادات غير المسبوقة، والسجن والنفي، والحظر، والتعذيب، والإعدامات، شكَّل حزبنا آنذاك روحَ النضال البطولي لجبهة التحرير الوطني و مانح دمه و مُرشده، و لجناحه المسلح - جيش التحرير الشعبي اليوناني، ولاحقاً لجيش اليونان الديمقراطي. حيث سطَّر آلافٌ من أعضائه، بسلاحهم وبطولاتهم وتضحياتهم، إحدى أكثر صفحاته ذهبيةً في تاريخه، مع إسهامهم و بذات القدر في في تحقيق مآل النصر في الحرب ضد "المحور" الإمبريالي النازي الفاشي، و في الكفاح ضد الإمبرياليين الأنكلو-أمريكيين وضد قوات بلادنا المسلحة البرجوازية.

أيها الرفاق،

يدرس حزبنا تاريخه، وتاريخ الحركة الشيوعية الأممية، ليستخلص استنتاجات مفيدة لصراعِه اليوم. و غير ذلك، فإننا نعلم جيداً ما قاله لينين، أن الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل عنيفة أخرى، وفي عالمنا الرأسمالي المعاصر، لا يمكن لأي شعب أن يتيقَّنَ بأن الحرب لن تتجاوز "عتبة باب" بلده.

حيث يُطرح استفهامٌ مفاده: لماذا و في حين أن بلادنا تحررت عام 1944، بفضل الانتصارات الباهرة للاتحاد السوفييتي والجيش الأحمر، والإسهام الذي لا بديل عنه للمقاومة المسلحة – و لِحركة التحرير المناهضة للفاشية ومنظماتها، بقيادة الحزب الشيوعي اليوناني، لم يكن من الممكن كسر أصفادِ العبودية الرأسمالية؟

و لماذا و على الرغم من قيامِ حركة المقاومة المسلحة الجماهيرية المهيبة، و واقعة تشكُّل ظروف حالة ثورية في اليونان خلال فترة التحرير في تشرين اﻷول\أكتوبر 1944 - أي تشكُّل ظروف انهيار السلطة البرجوازية مع أزمة اقتصادية وسياسية شاملة - لم تتمكن الحركة العمالية الشعبية في النهاية من الانتصار؟

إننا نقدِّرُ اليوم أن ذلك وقعَ لأن حزبنا لم يتمكَّن بنحو واعٍ و مخطط  من تطوير الكفاحِ الوطني التحرري المسلح ضد الفاشية إلى ثورة اشتراكية، و وقع في فخ خط الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة قوى مناهضة للفاشية. و تحت تأثير المعالجات الأشمل للكومنترن لم يتمكن حزبنا آنذاك من تجاوز المنطق الخاطئ - برأينا – أي منطق "المراحل نحو الاشتراكية".

وإذا كان هناك من استنتاج موجز جدير بالذكر هنا، فهو أن على الحزب الشيوعي أن يكون "حزب السراء و الضراء" وأن يرسم استراتيجيته الخاصة في صدامٍ مع كل قطاعات الطبقة البرجوازية، من أجل إسقاط سلطتها وبناء الاشتراكية.

الرفيقات و الرفاق،

 في إطار عملية إعادة اﻹعتبار لطابعه الثوري، تجاوز حزبنا منطق "المراحل" الضار الذي ميّز استراتيجية الحركة الشيوعية في العقود السابقة، والذي لا يزال قائماً في برامج العديد من الأحزاب الشيوعية.

و على هذا النحو يحقق الشيوعيون في اليونان اليوم انتصارات هامة في إعادة بناء الحركة العمالية والشعبية، ويربطون يومياً  النضالات العمالية الشعبية الأشمل التي تُخاضُ ضد الاستغلال، ونضالات القوى الشعبية ضد السياسة الداعمة للاحتكارات، بهدف الإسهام في تشكيل تحالف اجتماعي بين الطبقة العاملة، والقوى الشعبية الأخرى، والمزارعين، والعاملين لحسابهم الخاص، هو تحالفٌ يضعُ في مِهدافه إجمالاً نظام الاستغلال الرأسمالي والحروب الإمبريالية.

هذا هو السبب في أننا نُقدِّرُ أن الطريق الواجب رسمه ليس بطريق الحكومات "اليسارية"، بل طريق التحالف الاجتماعي للطبقة العاملة مع الشرائح الشعبية الأخرى، و الصراع الأيديولوجي والسياسي والجماهيري ضد الاحتكارات والرأسمالية، من أجل الإطاحة بالبربرية الرأسمالية، لكي تُصاغَ الظروف للقضاء على الأسباب التي تَلِدُ الاستغلال الرأسمالي والأزمات الاقتصادية والحروب الإمبريالية إن. ما هو مطلوب ليس مجرد تداول بسيط للحكومة، بل إطاحةٌ ثورية، ستقود نحو سلطة العمال و التملُّكِ الاجتماعي لِوسائل الإنتاج، مع تخطيط علمي مركزي للاقتصاد، خارج الاتحادات الإمبريالية لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، حيث يكون شعب البلاد نفسه هو السيد.

يتصدر حزبنا التحركات ضد القواعد الأمريكية و اﻷطلسية، وضد تعاون اليونان الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل و ضد غيرها من التحالفات الدولية للطبقة البرجوازية.

و نقف بثباتٍ متضامنين مع الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني و مع سائر الشعوب التي تعاني من عواقب عدوانية إسرائيل وحلفائها. بنضالات جماهيرية، ندين الاحتلال الذي فرضته دولة إسرائيل المجرمة على الأراضي الفلسطينية، ونطالب بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من أراضي لبنان وسوريا.

و نقوم نحن الشيوعيون مع العمال، باعتراض شحنات الأسلحة والذخيرة التي يرسلها حلف الناتو إلى إسرائيل وإلى الحرب الإمبريالية في أوكرانيا، حيث ينزف الشعبان الأوكراني والروسي، اللذان كانا قد حققا المعجزات معاً على مدى سبعة عقود في بناء الاشتراكية، والذين يتقاتلان الآن من أجل مصالح الرأسماليين.

و ننوِّرُ الشعب بشأن مخاطر تعميم الحرب الإمبريالية، نتيجةً للصراع الجاري على الصدارة في النظام الإمبريالي العالمي، مع تشديد صراعنا ضد حلف الناتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مُبرزين أيضاً الطابع البرجوازي للقوى المتزاحمة، ونُكافح ضد منطق اختيار أحد اﻹمبرياليين مؤكدين أن المنفذَ في عصرنا، عصر الإمبريالية، أن المنفذ من البربرية الرأسمالية، و بذات القدر  في زمن "السلم" والحرب، هو متواجدٌ حصراً في الصراع ضد الاحتكارات والرأسمالية، في الصراع من أجل الاشتراكية!

مع هذه الأفكار، نتمنى لكم القوة والنجاح في نضالاتكم!


 

24.09.2025